طقوس فريدة تستقطب آلاف السياح إلى العاصمة المكسيكية

«جزيرة الدمى» تحارب الأرواح الشريرة

تجذب جزيرة شوتشيميلكو، الواقعة في مدينة مكسيكوسيتي، السياح من جميع أنحاء العالم إليها، لما تمتاز به من طقوس فريدة من نوعها، تتمثل في تعليق الدمى المشوهة على الأشجار، لطرد الأرواح الشريرة.

رحلة العودة

وخلال رحلة العودة، يشاهد السياح الزوارق البخارية، حيث تظهر عائلة كبيرة على أحد قوارب تراجينيرا، وهي تعد حفلة شواء، بينما تظهر على قارب آخر فرقة موسيقية في سترات بيضاء، ويعتبر يوم الأحد من أفضل الأيام للانطلاق في هذه الرحلة في ظل أجواء الطقس المناسب، حيث تنطلق مواكب القوارب التي لا نهاية لها في القنوات.

وتعني كلمة شوتشيميلكو «حقل الزهور» في لغة ناهواتل، وهي لغة قبائل الآزتيك، ولايزال هذا الاسم ينطبق على المنطقة، رغم ابتلاع المولوخ منذ فترة طويلة للقنوات والحدائق، وقد تم إدراج هذه المنطقة مع وسط المدينة ذات الطابع الاستعماري ومعابد الآزتيك ضمن قائمة التراث العالمي للحفاظ عليها، وتعتبر هذه القنوات بقايا البحيرات الخمس، التي شكلت في ما بينها بحراً داخلياً، وتظهر المناطق الريفية خلف هذه القنوات، وينتشر الورد والزنابق المائية فوق سطح الماء، وتعد هذه المنطقة بمثابة واحة لسكان مدينة مكسيكوسيتي، البالغ عددهم 23 مليون نسمة.

وخلال القرن الماضي، كان يمكن للسياح السفر من هنا إلى وسط المدينة بواسطة البواخر، لكن مع مرور الوقت لم يتبق من القنوات، التي كان يبلغ طولها نحو 1000 كلم سوى 188 كلم، ولا يزيد عمقها على بضعة أمتار، بالإضافة إلى انخفاض مستوى المياه الجوفية، لذلك فإن منظمة اليونسكو قد صنفت هذه المنطقة بأنها «معرضة لخطر كبير»، ويتم تطهير القنوات وتجريفها باستمرار للحفاظ عليها.

وبعد الإبحار بالقارب لمدة ساعة، انعطف سيرانو إلى أكبر قناة، والتي تعرف باسم أباتلاكو، وبعد ذلك تمت مواصلة المسير حتى ظهرت جزيرة صغيرة أمام السياح والمحاطة بسياج، وظهرت بعض الدمى الرثة المعلقة على البوابة وعلى الأغصان وفروع الأشجار، وبعض هذه الدمى مشوه أو بأطراف ملتوية، وأشار سيرانو قائلاً: «إنها جزيرة لاس مونيكاس».

جثة فتاة غارقة

وقد كانت هذه الجزيرة تخص دون جوليان، الذي استغل الجزيرة وزرع بها الخضراوات وصاد الأسماك وطارد الحيوانات، ويغادر الجزيرة مرة أو مرتين في السنة، وفي أحد أيام عام 1950 انقلب قارب تراجينيرا وبه نحو 20 فتاة، وتعرضت فتاتان للغرق، وبعد أسبوع ظهرت جثة إحداهما على جزيرة دون جوليان.

ومنذ ذلك اليوم وجد دون جوليان دمى متحركة، وقال إنه بدأ يشعر بأنه مراقب من قبل روح الفتاة الميتة، خصوصاً أثناء الليل، وهنا قرر دون جوليان تعليق الدمى لطرد الأرواح ولجلب المزيد من الزوار، الذين يأتون بالدمى الخاصة بهم، ثم يقوم دون جوليان بتعليقها إلى أن وافته المنية في 2001، وبعد ذلك واصل ابن أخيه أناستاسيو سانتانا هذا التقليد.

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

تويتر