«الشارقة للإبداع المسرحي العربي» للفنان محمد صبحي
فاز الفنان المصري محمد صبحي بجائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي في دورتها الـ12، تقديراً لتجربته الإبداعية الثرية، وتثميناً لدوره المشهود في تطوير وإغناء الحركة المسرحية العربية، خلال أكثر من أربعة عقود، وعبر العديد من العروض المبدعة والراسخة في ذاكرة جمهور المسرح.
تأسّست جائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، سنة 2007، استكمالاً لجهود الشارقة الداعمة والمحفزة لمبدعي المسرح العربي المميزين في اختصاصاتهم المتعددة.
ويتسلم صبحي جائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي، في حفل افتتاح الدورة الـ28 من «أيام الشارقة المسرحية»، التي ستنظم هذه السنة خلال الفترة من 13 إلى 22 مارس المقبل.
وقال رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، عبدالله العويس، إن «محمد صبحي رمز للفنان المسرحي المثقف والمستنير والجدير بالتقدير والاحترام، ولقد أثرى الوجدان العربي بروائعه المسرحية، ممثلاً ومخرجاً ومؤلفاً، وعزز موقع الفن المسرحي ومكانة مبدعيه في المجتمع، برؤاه الفنية والفكرية المبتكرة والملهمة والهادفة إلى نشر وتعزيز القيم السامية، وصون كرامة الإنسان وحريته”. وتعكس السيرة الذاتية للفنان المصري، المولود سنة 1948، مساراً حياتياً وفنياً، فمن عامل في شباك تذاكر في إحدى الصالات بالقاهرة، حين كان طالباً، بات صبحي، في غضون سنوات قليلة، أحد أبرز أعلام الثقافة المصرية المعاصرة. درس صبحي التمثيل والإخراج في المعهد العالي للفنون المسرحية قبل أن يعمل معيداً به، عقب تخرجه سنة 1970، ولكنه عُرف لاحقاً كممثل ومخرج وكاتب، في المسرح والتلفزيون والسينما.
ومنذ بداياته الأولى، شُغل صبحي، الذي استقال عن المعهد العالي للفنون المسرحية بحثاً عن فضاء إبداعي وثقافي يسع طموحاته الفنية والفكرية، بتأسيس فرقة أو مؤسسة، تكون بمثابة مختبر لمنهجه المسرحي، ومنصة لتدريب وصقل طلابه، فتوجه سنة 1971 إلى إنشاء «استديو الممثل»، وبعد نحو 10 سنوات، أسس، مع زميله لينين الرملي «استديو 80»، الذي سرعان ما تحول إلى أكاديمية فنية، قدمت العديد من الوجوه التمثيلية التي أثرت حركة الفن في القاهرة بحضورها المميز لاحقاً، مثل هاني رمزي، ومنى زكي، وسواهما.
شكل صبحي، الممثل والمخرج، مع الكاتب لينين الرملي، ثنائياً مسرحياً خصباً، منذ تأسيسهما «استديو 80»، ومن أبرز العروض المسرحية التي جمعتهما «انتهى الدرس يا غبي» 1975، و«أنت حر» 1982 و«الهمجي» 1985، و«تخاريف» 1988، و«وجهة نظر» 1989، و«المهزوز»، وغيرها.
وخلال العقود الأربعة الماضية قدم صبحي نحو 30 عملاً مسرحياً، إضافة إلى العشرات من المسلسلات والبرامج التلفزيونية والأفلام السينمائية.