معرض الشقيقين قباني نفّذ خصيصاً لـ «ماد غاليري» بدبي
«عصر العرب الذهبي».. الفن بأشكال ميكانيكية
بالمزج بين فن الخط وفن الغرافيتي يقدم الشقيقان التوأم عمر ومحمد قباني أعمالاً تتميز بالفكر المتجدد القائم على استخدام التقنيات الخاصة بالرسم على الجدران وقواعد الخط العربي، وتنفيذها على أدوات صلبة، بغية منحها أشكالاً فريدة وغير مألوفة. أسس التوأم قباني مشروع أشكمان، وقدما معرضهما الأول في دبي تحت عنوان «عصر العرب الذهبي»، والذي فتتح أخيراً في «ماد غاليري». وضم المعرض خمس قطع مستمدة من إرث الحضارة الإسلامية، تمت صياغتها عبر وسائط الفن المعاصر بالاعتماد على اشكال الفنون الميكانيكية.
سيرة فنية بدأ عمر ومحمد قباني عملهما في بيروت عام 2004، وتميزا بكونهما توأماً متطابقاً من حيث الشكل. أطلقا تسمية «أشكمان» على نفسيهما، للتدليل على أعمالهما التي يقدمانها على جدران الشوارع، لاسيما فن الغرافيتي. تأثرا كثيراً بالحرب اللبنانية وما كان يترك على الجدران من كتابات خلالها. درسا فن الخط العربي لتطوير كتاباتهما على الجدران مع الخطاط علي عاصي، ويحملان الثقافة العربية من خلال الفن الذي يقدمانه على الجدران. يعد المعرض الذي طلب منهما تنفيذه خصيصاً لـ«ماد غاليري»، المعرض الأول لهما في دبي، وسيستمر حتى 10 مارس، ويتم عرض الاعمال بعدها في مدينتي جنيف وتايبيه. |
تحمل أعمال قباني الشكل الميكانيكي الذي أضيفت له الخطوط العربية. وقد اعتمدا على الحديد ومجموعة من القطع التي تم جلبها من الخردة ومن بقايا الآلات، فكأنهما يقتفيان أثر وبقايا الأشياء، يعيدان إحياءها واستخدامها بشكل مختلف ومتجدد. استلهما من الحضارة الإسلامية والعربية، فحملا الاختراعات القديمة التي قدمت، وقدما صياغة حداثية لها، للإضاءة على سير هذه الحضارة، وتقديم مضامينها في الفترة التي تمتد من القرن الثامن وحتى القرن الـ13. يحمل عمل السجادة التي دمجت مع الحديد عنوان «حلّق»، وقد استلهم هذا العمل من حكاية عباس بن فرناس الذي عاش في العصر الاندلسي في القرن الثامن، ويبرز العمل فكرة الطيران بدمجها مع الجانب الميكانيكي. السجادة التي تمثل حالة الطيران، قطعت إلى قسمين، وتفصلهما الأدوات الحديدية الدائرية المسننة والمتداخلة التي تشبه ميكانيكية الساعات.
أما رأس غريندايزر فقدم من الخردة القديمة، حيث جمع الحديد وشكل رأس الشخصية الكرتونية الشهيرة باللون الأسود، بينما تم ادخال اللغة العربية على هذه القطعة من خلال الشدة التي وضعت وسط الرأس. أما العمل «إحمي»، الذي ينتمي الى التعويذة التي تحمل اسم همسة، فيقدم شكل الكف الذي صمم إطاره الخارجي من الحديد الصلب، بينما في الداخل فرغت الحروف والكتابات عبر تقنية الليزر، وتتوسط هذه الحروف عين روبوت تحمل رسالة مفادها «الحفاظ على الماضي من أجل حماية المستقبل». هذا الاستخدام للحديد والمواد الصلبة يستكمل في المعرض مع آلة المنشار الكهربائي الحادة جداً، التي تحمل عبارة فيها من الحدة ما يتناسب مع شكل الآلة ووظيفتها الفعلية، حيث تمت كتابة «الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك». وضعت العبارة على الأجزاء المسؤولة عن عملية القطع في المنشار، بلون أسود يمنحها قوة المعنى وصلابة المادة.
ويستكمل هذا العمل التجريبي استلهامه من الحضارة ومن المخترعين والفلاسفة الذين ساهموا في تطور الحضارة، عبر العمل الذي حمل عنوان «تقدم»، الذي صمم بالاستلهام من أعمال هندسة الروبوتات، وقد تم تصميم أشكال حادة ومسننة ومتداخلة، وكتب فيها «الوقت من ذهب»، في إشارة واضحة الى ان التطور يكون من نصيب من يحترم ويقدر قيمة الوقت.
وعن هذا المعرض في دبي، قال الفنان عمر قباني لـ«الإمارات اليوم»: «أتى المعرض بعد أن رأى صاحب الصالة عملاً قمنا بتقديمه في منطقة الفهيدي التاريخية لرسم غراندايزر وبحجم كبير، والتقينا به، وطلب منا تقديم فكرة خاصة تتناسب مع الغاليري». ونوه بأنها المرة الأولى التي يستخدمان فيها الحديد في أعمالهما، فهما اعتادا الرسم على الجدران، موضحاً انهما استخدما الحديد الذي تم الحصول عليه من أماكن الخردة. أما عن الدمج بين الغرافيتي والخط العربي، فلفت عمر الى ان الغرافيتي يعتمد بشكل أساسي على الكتابات باللغة الإنجليزية، ولكن حين وجدا ان اللغة العربية متروكة، والجيل الجديد لا يستخدمها، قررا تعلم أصول الخط العربي، وتمرنا كثيراً على تطويعه في المساحات الكبيرة، والتحكم في انحناءات وشكل الحرف، وكيف يكتب بالفرشاة أو عبر البخاخ. ونوه بأن هذا الفن بدأ ينظر اليه بشكل مختلف، خصوصاً أن الناس يتميزون بالوعي الكافي حول هذا الفن الذي يجمل المدن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news