الموسم الحالي يتضمن 23 أمسية تصعد بأيام الجُمع لأعداد زوار قياسية
حفلات القرية العالمية.. «ليالي الأنس» بدبي
«ليالي القرية العالمية».. هو الاسم الذي اختاره رواد القرية العالمية بدبي أنفسهم، للإشارة إلى حفلات أيام الجُمع المتتالية، التي تشهد استضافة نخبة من المطربين، تشكل إطلالتهم في الغالب مناسبة لحشود جماهيرية تتابع الحدث مباشرة بالمسرح الثقافي الرئيس، الذي يسلم ضيوفه في كل مرة إلى تفاصيل فنية جديدة.
وعلى الرغم من أن الاسم يرتبط في أذهان عشاق الطرب بحفلات «ليالي دبي»، التي انطلقت في التسعينات مع الدورات الأولى لـ«دبي للتسوق»، قبل أن تمتد في ما بعد، فإن الزخم التي تحدثه «ليالي القرية»، واستمرار وتنوع أجندتها في كل عام، جعلها بمثابة أيقونة طربية للإمارة بمذاق مختلف، يستمد فرادته من خصوصية «قرية» مرحبة ومستوعبة لثقافات العالم على تنوعها.
«الليالي» الطربية التي تمتد لـ23 ليلة هذا العام، تشكل فرصة مختلفة لجمهور يجد نفسه على موعد مع دعوات مفتوحة، يكفي المرور من بوابة القرية فقط لضمان حضورها، بعيداً عن آليات الحجز المسبق، وهواجس مقولة «نفدت التذاكر»، أو حتى المبالغة في أسعارها، وسط أجواء مفتوحة تستثمر الطقس الربيعي الذي يسود دبي عموماً ومنطقة دبي لاند بصفة خاصة، المستوعبة لموقع «القرية» على أطراف «دانة الدنيا».
أهلاً بـ«العائلة»
• الجمهور يبقى خلال حفلات ليالي القرية العالمية في سياق حالة شديدة الخصوصية لا تتكرر في الحفلات المناظرة. اطمئنوا.. «إليسا» بخير حينما سقطت الفنانة اللبنانية إليسا لتغيّبها في حفل أول من أمس إغماءة اضطر معها القائمون على الحفل إلى إعلان اختتامه، لم تسد أي حالة من الهرج والمرج المعتادين في مثل تلك المواقف، قبل أن يتدخل المسعفون في أجزاء من الثانية، للتعامل مع الحالة. الشاهد الأبرز هنا أن الجمهور المتابع للموقف كان على يقين بأن مطربته المفضلة ستكون بخير، انطلاقاً من ثقتهم بـ«الجهة المنظمة»، وهو ما عبر عنه الفلسطيني أحمد مغني وعائلته الذين قدموا من إمارة الفجيرة لمتابعة حفل إليسا، قائلاً: «رأيت بنفسي حالات طارئة يتم إسعافها بسرعة هائلة في القرية، لذلك لدي ثقة بأنه سيتم إجراء اللازم طبياً معها، وستكون بخير في وقت وجيز». وبالفعل قام فريق التدخل الطبي السريع بالكشف المبدئي على إليسا، التي تبين أنها أصيبت بارتفاع في ضغط الدم أدى إلى هذه الحالة، قبل أن تستفيق منها بعد لحظات معدودة. |
وفي مقابل خمس أو ست ليال هي مجموع ما تقدمه معظم المهرجانات الطربية التي تتنافس في استضافة نجوم الأغنية الخليجية والعربية، وحتى العالمية، فإن هذا العدد الكبير من النجوم الذي وصل فيه عدد ضيوف لياليها إلى 27 فناناً، العام الماضي، فضلاً عن أعداد متقاربة في الدورات الأسبق، يؤكد أن منصة القرية العالمية قد أضحت منافساً صعب المجاراة في هذا المجال.
وخلافاً للمهرجانات الطربية التي تستهدف شريحة الشباب خصوصاً، فإن المشهد في «ليالي» القرية العالمية، يشير الى استيعابها، مختلف الشرائح، لتجمع بأجوائها الترفيهية الأسرة، بدءاً من الأطفال، مروراً باليافعين والشباب، دون أن يغيب الآباء، والكبار عموماً، في مشهد يرسخ حقيقة أن فعاليات القرية على تنوعها، هي بمثابة منتج ترفيهي ثقافي يحتفي بالأسرة، جنباً الى جنب توافر فرص التسوق، بالأجنحة والقرى المختلفة، ليكون الشعار: «أهلاً بالعائلة».
وحتى أولئك الأمهات اللائي اعتدن أن يعيقهن صغارهن عن التواجد في مثل هذه التجمعات الطربية، يبقى لهن نصيب في حفلات «ليالي القرية»، عبر مشهد أضحى مألوفاً، تنشغل فيه الأمهات برعاية أطفالهن في عرباتهم الصغيرة، في الوقت ذاته اللائي يستمتعن فيه بالمطرب المفضل.
جاذبة للنجوم
ويشكل موقع المسرح الثقافي في حد ذاته فرصة لنجاح تلك الحفلات، فبالإضافة إلى قربه من مختلف أجنحة وبوابات القرية، تبقى مجاورته للحديقة الخضراء الرئيسة، ومحيطه المزدحم بالأكشاك التي تمد الزوار باحتياجات سريعة، تجعل مساحته الفعلية جاهزة دوماً للتمدد على امتداد الأفق، ليظل الزائر مهما كان بعيداً عن خشبته الرئيسة قادراً على المتابعة، لاسيما مع توافر شاشات كريستالية عملاقة تنقل المشهد مباشرة.
وفي الوقت الذي يشكل مقترح قصد مهرجانات الطرب فكرة بحاجة إلى تروٍّ، وتردد لدى أسر تتحسب لما قد تتضمنه من ازدحام، سواء في مواقف السيارات، أو حتى المساحات المخصصة للجمهور، فضلاً عن مدى ملاءمة بعض محتواها، فإن تلك الهواجس تتبدد تماماً في حال كانت «القرية العالمية» هي الجهة المنظمة، وذلك بفعل تراكم مخزون كبير من الخبرة في هذا النطاق، إذ حافظت منصاتها على جاذبيتها للنجوم والجمهور معاً، على مدار العشرات من الحفلات المميزة، التي جمعت عناصر المتعة الفنية، جنباً إلى جنب الحضور العائلي والأسري الدافئ.
تقاليد «القرية».. ضمانة
ومع أرقام قياسية تكشف عنها القرية العالمية، خصوصاً في أيام الجمع التي تشهد تلك الحفلات و«ليالي الأنس» الحافلة بالأنغام والبهجة، لا يشكل كثافة الإقبال إشكالية حقيقية في الليالي ذات الزخم الجماهيري الهائل، بفضل وجود العديد من المواقف الموزعة بشكل مثالي حول المداخل والبوابات المختلفة، في الوقت الذي تتدخل فيه إدارة القرية من أجل تدبير مواقف إضافية، بشكل عاجل وسريع في حال استدعت راحة رواد القرية ذلك.
المحتوى المناسب للمتابعة العائلية أيضاً هو ما يتوقعه الزائر دوماً في هذه الليالي الطربية، فبالإضافة الى تعمد اختيار النجوم الأكثر قدرة على حشد الجمهور، فإن تقاليد «القرية العالمية» تشكل ضمانة دوماً لعدم الخروج على النص، لاسيما مع تحري توجيه الدعوة بالأساس لضيوف لا يعرف عنهم وقوعهم في هذا الفخ، المرفوض اجتماعياً.
تامر: حكايتي مع «القرية» غير
أصر الفنان تامر حسني على إحياء حفله الثاني بالقرية العالمية للعام الثاني على التوالي، على الرغم من بعض العوائق التي واجهته في ذلك اليوم، بسبب ظروف حداد طارئة في بلده مصر. لم تتدخل إدارة القرية العالمية للضغط في أي اتجاه، وتركت الفنان المصري يختار موقفه، وفق ما يرتئيه، قبل أن يتمسك بالوفاء بموعده مع جمهور «القرية العالمية»، ويرسل للعالم عبر منصتها ما اعتبره «رسالة حياة وتمسك بالغد»، مضيفاً: «حكايتي مع القرية العالمية غير.. هنا أشعر بنفَس دافئ لجمهور صرت أبحث عن موعدي السنوي معه».
عبدالله بالخير: لا تسافروا بعيداً
الحديث عن القرية العالمية لدى الفنان عبدالله بالخير لا يفارقه فيه عادته في توزيع القبلات على مواطن الإشادة، لكنه في المقابل أصر على إيصال نصيحة اعتبرها ضرورية لقراء «الإمارات اليوم». وقال : «أنصح الجميع بتوديع (تقاليع) الأسفار، وتوفير الميزانيات المرهقة». وتابع: «لديكم أكثر من 75 دولة تحت مظلة القرية العالمية، التي هي نموذج مثالي فعلاً لشتى ثقافات العالم، أعيدوا النظر في خطط أسفاركم من فضلكم».
ألق وأثير
الألق القادم من المسرح الثقافي يمتد ليصبح بمثابة أثير سار بكل أرجاء القرية، فتتحول أيام الجمع إلى موسم رائج، يشهد أفضل الصفقات والتخفيضات. وفنياً يبقى الجمهور على موعد مع تجربة مختلفة لضيوف «ليالي القرية»، الذين تتفجر طاقاتهم، أمام زخم جماهيري محفز على صياغة حفلات استثنائية تبقى بمثابة تأكيد أن ليالي الطرب يمكن أن تبقى «عائلية» بامتياز، حينما تكون وجهتها، رافعة شعارها الأثير «كيف يمكنني إسعادك»، كما هي الحال في «القرية العالمية».
الطرب للجميع
لا تعتمد إدارة الفعاليات الترفيهية بالقرية العالمية لوناً غنائياً واحداً، وتسعى إلى تقديم بانوراما تناسب شتى الأذواق، باعتبارها وجهة عائلية تستوعب ولا تقصي. من هنا فإن مسرح القرية العالمية يبقى على موعد مع الطرب المحلي والخليجي والعربي، ولا يغيب عنه نجوم هنود وآسيويون وحتى قادمون من أوروبا والأميركتين أيضاً.
وحسب تأكيد رئيس إدارة العمليات بالقرية العالمية، بدر أنوهي، فإن الحفلات تخضع لدراسات بحيث يتم تطوير الأكثر نجاحاً منها في مواسم لاحقة، وهو المعيار الذي جعل نجوماً بعينهم يحافظون على مواقعهم بأجندة حفلاتها لدورات متتالية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news