«زايد»..محمد بن راشد يروي حكاية رمزنا وحكيمنا و«أبونا»
لأن الاسم وحده كافٍ وزيادة، ليروي الحكاية كاملة عن: رمزنا وقايدنا وموحّدنا وحامينا وحكيمنا؛ وقبل كل ذلك أبونا.. يأتي «زايد» عنواناً لديوان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الجديد، الذي يضم «87 قصيدة إلى زايد ومن أجل زايد.. وفي حب زايد»، وفي العدد إشارة لسنوات عمر مَن وَهب العمر لناسه وأهله، فسكن قلوب الصغير والكبير، والقريب والبعيد، في وطنه الإمارات، وفي جهات العالم المختلفة.
من «بحر زايد» الفياض، وعلى عهده وميزانه، تطلّ قصائد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، التي تبدو كأنها واحدة، تسرد سيرة أكبر من الغياب: «زايد ما هو شخص لقانا وودع.. زايد حكاية يفتخر بها من رواها.. معجز كتابه يشبه الفجر وأنصع.. يبهر كتابه وسيرته وما حواها»، لتبرز قبل أي حديث عن السبك أو جماليات الشعر أو مفردات الإبداع وصوره، تلك اللوحة المتفردة، عن «زايد» وأبنائه، وحالة المحبة ومقامها المحفوظ في النفوس، فلا يدنو منها نسيان، وروائع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، هنا، عامرة بعاطفة وفاء خاصة.. وفاء الابن الذي يستدعي اسم الوالد وروحه ومواقفه وصفاته دوماً، بمناسبة ومن دون، في كل الأوقات، قبل الرحيل وبعده: «ما أملّ اسمك ولا ذكرك.. أستعيده كل حين وكل ساعه.. وما أصدق وإنت ظلك كان ظلي.. كيف غاب وأحسب غيابك إشاعه»، وفي النهاية تكون الدعوة لذلك الغائب الحاضر في النفوس والقلوب: «أدعي لك كل ما أوقف أصلي.. تنزل الفردوس وتنال الشفاعه».
للإطلاع على الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط. لم يكن زايد فينا واحداً بل هو الأمة حين النوب نم قرير العين بعد التعب يا أبي الأكبر من بعد أبي أنت ما كنت لشعبي قائداً بل زعيماً لجميع العرب خدت من زايد ومن راشد سطور لا المدارس لا الكتب عنها تخبّر ومن خليفة خدت فهمه للأمور ومن محمد خدت عزمه من يشمر ومن معه يوقف محمد ما يبور سبع غيل لا يخاف ولا يدبر أستظل باسم زايد كل ليله وكل ليله في منامي له حضور يا اسم زايد لو لزايد وسيله لو دقيقه بس وحده في الشعور ألمس إيدينه وفي عيني أشيله هو أبويه وخالي وشيخ العصور • 296 صفحة، يقع فيها الديوان الذي صدرت طبعته الأولى حديثاً عن المكتب التنفيذي. |
في ذكرى غالية
مع قصيدة «عام زايد»، تفتتح الأشعار، في «عام زايد» الذي يحتفي بذكرى غالية، وهي مئوية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لتكون القصيدة سجلاً حافلاً بقيم الوالد المؤسس، ليذكّر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بملامح الراحل وشمائله، من «وجهه المشرب بالشرف» إلى تواضعه لشعبه، وتأليفه للقلوب، وصيته الذي طال جهات العالم الأربع، ومواقفه العروبية، وأمانته على كل شيء، وحفاظه على تراث بلاده: «وإن ضاقت الدنيا على الناس وسّع.. وإن شحت الأيام زايد كفاها.. وساوى ما بين الناس بالعدل وأتبع.. الحق لأصحابه بعدله جزاها.. ولا نسي الماضي ولا فيه ضيّع.. حافظ على عادات شعبه وحياها».
من موقع الشاهد المحب، يحكي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «سيرة المجد» في قصيدة تحمل العنوان نفسه، تطوف الكلمات بأنحاء عدة، تنطلق من خير البقاع، من بين مصابيح مكة، لتتذكّر من لا ينسى، زايد الخير، من استقرت معزته في شرايين «راوي» «السيرة» الذي يقول: «وأنا على مدح زايد داعي جاني.. اسمه الموده وحب في شراييني.. وزايد وداده بنى في القلب بنياني.. وزايد قصيدي وأبياتي وتلحيني.. وزايد أبويه الذي ما ارضى معه ثاني.. وزايد عيوني وشوفي لي يدليني.. وزايد أخويه وصديقي وكل خلاني.. وزايد عضيدي وعزمي ومن يجديني.. وزايد هو الناس والدنيا وما كاني.. وزايد وزايد وزايد كل تكويني.. أفديه بالروح وأولادي وأعواني.. وأفديه بالعمر لو باقي من سنيني».
ولأن الحب مشيّد على شمائل ومكارم، يعدّد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بعضها، ويلفت إلى ما أحلّ الشيخ زايد منزلة يستحقها، فهو الشهم ذو المواقف الناصعة، وصاحب المروءات الذي لم يتلون في زمن «تتبدل الناس كجلود الثعابيني»، وكذلك هو المؤسس والموحّد لهذه البلاد.. من جعل للإمارات تاريخاً لا يحتاج إلى برهان: «شاهر الإمارات م المغرب إلى الصيني». ولم يقف الأمر عند حدود الوطن، إذ عمل على لمّ شمل العرب وتوحيدهم كما كانت الحال مع أهله الأقربين في الإمارات.
ولا تنسى قصيدة «سيرة المجد» موقف الشيخ زايد في عام 1973، وكلماته الغالية عن أن النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي: «هو الذي للعرب يدعو فلا هاني.. بيلم شمل العرب ضد المعاديني.. أغلى من النفط عنده دون خسراني.. دم العرب كل قطرة بالملاييني.. وزايد يحب العداله حط ميزاني.. للعدل والظلم عنده ماله معيني».
«أمين عاش في الدنيا أمين»
وفي قصيدة تالية بعنوان «مجهولة» يروي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فصلاً من فصول «سيرة المجد»، عن «أمين عاش في الدنيا أمين»، جاءته سيدة «مجهولة» تحمل شكاية عن زوجها المحبوس بسبب دين عليه، ويومها أمر المغفور له الشيخ زايد بالعفو عن كل صاحب دين: «خمسة آلاف عتقهم ما انتظر.. شكر منهم ذاك عدله من سنين.. قال أخاف الله ومن الظلم الحذر.. ما أروم أغضب إله العالمين»، وينزه مبدع القصيدة ذلك العادل الذي أنصف شعبه، ولم يفرق بينه: «كيف تظلم يا ملاك في بشر.. إنته في عدلك إمام العادلين»، فيد زايد كانت فياضة بالجود والكرم، تشبه سحابات الخير، ولذا تأتي القصيدة التالية، وكأنها تكمل مشهداً آخر من «سيرة المجد». ويروي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قائلاً في تقديم قصيدة «يا سحابة»: ذهبت لزيارة المغفور له الشيخ زايد عندما بلغني أنه يشكو من ألم في يده اليمنى وأنه بدأ مرحلة العلاج الطبيعي فدخلت عنده وسلمت عليه، وقبّلت تلك اليد المعطاءة، وقلت في نفسي يا الله كيف لهذه اليد التي تفيض بالخير والجود والفل أن يشتكي صاحبها من أي بأس، فقلت مخاطباً لها: «يا سحابة قدرها فوق السحاب.. لا يصيبك باس يا بحر الندى.. تحت غيثك كل أنواع الشراب.. الحيا لأهلك وموت لمن عدى.. كم مسحتي دمعة تشكي مصاب.. وكم رحمتي من له الضر إهتدى».
وتحفل القصائد بمواقف صاحب الهمّة العروبية، توثق للعديد منها، وصنائع المغفور له الشيخ زايد خلال حرب أكتوبر 1973، وحين احتلال الكويت، وكذلك موقفه الثابت من القضية الفلسطينية، ومكانة الأقصى لديه: «عربي كان في طلعته.. خلق الفارس عند الطلب.. لم يكن زايد فينا واحداً.. بل هو الأمة حين النوب.. نم قرير العين بعد التعب.. يا أبي الأكبر من بعد أبي.. أنت ما كنت لشعبي قائداً.. بل زعيماً لجميع العرب.. صانع المجد وربان العلا.. وفتى الخير وزاكي النسب.. ملكاً كنت لا ملكاً.. في تقى شيخ وأخلاق نبي».
ويؤكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في أشعاره المختلفة، أن أبناء المغفور له على العهد باقون، يتعهّدون قيمه، ويمدون طريق الخير الذي بدأه، يوسّعون مساحات النور في وطنهم، وفي كل مكان وصلت إليه أيادي زايد الخير، حتى ولو بعدت المسافات، فما بناه زايد باق، على حد عنوان قصيدة هنا: «وبناء بناه زايد باق.. وله في الثرى أساس عميق.. وعلى نهجه خليفة يمضي.. قائداً في العلا له تحليق.. وأنا كل همي شعبي.. وبحسن الثناء شعبي حقيق».
عناوين.. وصور
يتزيّن الكثير من عناوين القصائد، كما مضمونها، باسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، أو بما يترجم العاطفة الخالصة والمحبة، ومن عناوين القصائد: «عام زايد»، «سيرة المجد»، «يا قايد الناس»، «قايدنا وحامينا»، «زعيم تفرح علومه»، «قايد الدار تزهيبه»، «علمك يا بلادي»، «زايد يعرف الجدا»، «المجد العظيم»، «زايد»، «ليت بالأرواح نقدر نفتديك»، «باسم زايد غالبين احسودهم»، «أبي الأكبر»، «أنوار زايد»، و«بناء بناه زايد باق»، «إلى روح زايد»، «إلى والدنا العظيم»، «ذكر زايد»، «ربان البلاد»، «باني سد مأرب»، «اسم زايد»، «شو بقول في خلوتي للشيخ زايد»، و«الشعب والقايد»، وغيرها من القصائد التي يضمها الكتاب الذي يجمع 87 قصيدة، ينتظمها جميعاً اسم المغفور له الشيخ زايد ومحبته.
كما يضم الكتاب العديد من الصور، في مواقف مختلفة تجمع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. وكذلك يضم صوراً عدة للمغفور له الشيخ زايد في مراحل حياتية مختلفة، لتتناغم الصور مع القصائد والكلمات التي صاغها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
مقدمة
يقدم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للكتاب، قائلاً: «87 عاماً غيرت التاريخ.. وكتبت صفحة جديدة في تاريخ الدول اسمه دولة الإمارات العربية المتحدة.. 87 عاماً هو عمر زايد.. فيها عمر للخير دولة.. وأضاف لأعمار شعبه عمراً جديداً عنوانه الرخاء بعد الشدة.. والراحة بعد التعب.. والسعادة إلى الأبد.. 87 عاماً لم يكن زايد فيها واحداً.. بل هو الأمة حين النوب.. 87 قصيدة إلى زايد ومن أجل زايد.. وفي حب زايد.. لم ننساه.. ولن ننساه..».
ردّ الجميل
في «عام زايد»، وعلى أعتاب شهر القراءة، يطلّ الديوان الحافل بالوفاء وجزء من ردّ الجميل لـ«الوالد»، بكلمات مترعة بالصدق، تترجم أصالة وطبعاً لا تطبعاً، وتبرز الشعر حالة ذات مكانة في نفس صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إذ يعبر في ديوان «زايد» عما يجول في خواطره، وهي حافلة، يمكن لمن يطالع الكتاب الاستمتاع بها، وقراءة فصول من حكاية زايد والمحبة التي يتمتع بها في قلوب أبنائه.