رامي عياش: لستُ مولعاً بحياة الناس على «السوشال ميديا»
لسنوات طويلة، استطاع رامي عياش الاحتفاظ بمكانته على الساحة الفنية العربية، حين ارتبط في ذاكرة الجمهور بتجربة المطرب الشاب الذي نجح في تقديم صوته وتكريس نجوميته بفوزه بالميدالية الذهبية في برنامج «استديو الفن» في عام 1997، لينطلق عياش في مشوار النجاحات ورحلة الشهرة والأضواء، محافظاً على خط تصاعدي، عززته أخيراً مشاركته الغناء مع الفنان الشعبي أحمد عدوية، التي سبقتها العديد من الثنائيات الفنية الموفقة مع مايا دياب وهيفاء وهبي، قبل أن يقرر خوض غمار عوالم السينما والدراما التلفزيونية كممثل في مسلسل «أمير الليل» وفيلم «باباراتزي» في عام 2015.
محطات فنية
«سعيد بتجربتي في مجال التمثيل ولديَّ عشرات الألحان الجديدة». مكاشفة دبلوماسية تميزت الحلقة التي تم تصويرها مع الفنان في استديوهات مؤسسة دبي للإعلام، ضمن حلقات الموسم الجديد من برنامج «أنت أونلاين» مع وسام بريدي، بالصراحة والمكاشفة، والابتعاد عن الأجوبة التقليدية، وأضفى حضور عياش أجواء استثنائية من البهجة والفرح اللذين عززتهما دبلوماسية الفنان وحنكته العالية في التهرب من الحديث عن بعض خلافات ومشكلات الوسط الفني، ليبقى في المقابل لبقاً في الإشارة إلى علاقته بوسائل التواصل الاجتماعي، وزملائه من الفنانين، وبعض أوجه خلافه مع الفنان فارس كرم. كما توقف الفنان عند أغانيه القديمة والـ«دويتو» الذي جمعه في وقت سابق مع مايا دياب وهيفاء وهبي، مشيراً في سياق آخر إلى بعض تفاصيل علاقاته الأسرية، خصوصاً مع زوجته وابنه «آرام». «لا أستطيع الحديث عن نفسي كممثل، لكن الأشخاص المحيطين بي أحبوا العمل الذي نال نسب مشاهدة عالية في لبنان». |
في حواره مع «الإمارات اليوم»، الذي تزامن مع مشاركته في تصوير إحدى حلقات برنامج «أنت أونلاين»، الذي يقدمه الإعلامي وسام بريدي على شاشة تلفزيون دبي، توقف النجم اللبناني عند عدد من المحطات الفنية المهمة التي صنعت مسيرته المهنية الطويلة، مشيراً إلى علاقته بوسائل التواصل الاجتماعي، وأنه ليس مولعاً بقراءة تفاصيل حياة الناس على «السوشال ميديا»، التي يكتبونها كل يوم، كما تحدث عن تفاصيل علاقاته بزملاء الوسط الفني، وآخر أخباره الجديدة.
لم يخف رامي عياش في بداية الحوار سعادته بالمشاركة في برنامج (Carpool karaoke بالعربي)، على شاشة تلفزيون دبي أيضاً، معتبراً هذا البرنامج الذي يقدمه النجم السعودي هشام الهويش، تجربة جديدة بكل المقاييس «بعيداً عن المجاملات والكلام المنمق والدبلوماسي، سعدت حقيقة بخوض غمار هذه التجربة الجديدة، التي تشاركت فيها مع هشام هذه اللحظات الجميلة التي قضيناها ما بين تجارب الغناء وقيادة السيارة وتناول الطعام والعديد من التفاصيل الممتعة الأخرى، إلى جانب المغامرات والمقالب التي سيتابعها الجمهور ويستمتع بمشاهدتها قريباً»، وأضاف عياش «أحببت طريقة البرنامج الجديدة، وتفرده في طرح مختلف الموضوعات، كما استمتعت بالفعل بتجربة المشاركة في برنامج (انت أونلاين) مع وسام بريدي، الذي تبقى شهادتي فيه مجروحة، نظراً لما يتمتع به من مهنية واحترام في الوسط الإعلامي والفني على حد سواء».
وفي سياق الحديث عن الإعلام الرقمي، تحدث عياش عن تفاصيل علاقته بوسائل التواصل الاجتماعي، التي وصفها بقوله «أشعر بأن (السوشال ميديا) تميل في آليات تعاطيها إلى الجانب النسائي أكثر من الجانب الرجالي، ربما لتركيز معظم مواقعها على نشر الصور والفيديوهات، والتعاطي اليومي مع الصورة التي تركز ربما أكثر على الأزياء والموضة، وبعض تفاصيل الحياة اليومية للناس، وهذا أمر لا أستطيع مجاراته في الحقيقة، ولا تكريسه كعادة يومية ثابتة»، ويستدرك «لكنني في المقابل مضطر إلى التعامل مع هذه الوسائل، رغم كوني أعترف بأنني مازلت (ورقياً)، ومنحازاً إلى قراءة الكتب، ومطالعة الصحف والمجلات، وتلمس الورق، والاستمتاع بتقليب الصفحات».
لهذا السبب، يقرّ عياش بتعرضه لبعض الانتقادات التي طالته أخيراً، نتيجة عدم تفاعله الواضح مع الناس على هذه المنصات الاجتماعية، وبُعده عن متابعة أخبار الأصدقاء والمعجبين في الوسط الفني، إذ يقول «في البداية، لم أكن أتابع إلا زوجتي والجمعية التي أرعاها والمطاعم والمرافق التي تعتبر من ضمن عملي اليومي إلى جانب الفن»، ويضيف مازحاً «لم أقتنع في يوم من الأيام بجدوى متابعة ما يقوم به البعض من سرد لتفاصيل حياتهم الشخصية على الإنترنت، فهذا الأمر مرهق جداً بالنسبة لي، ولا أستطيع القيام به انطلاقاً من إيماني بمبدأ من راقب الناس مات هماً».
ألق النجومية
على صعيد آخر، يشعر الفنان رامي عياش بالسعادة والرضا في الحديث عن حصاد مشاركته في جملة الحفلات والمهرجانات الفنية التي شارك فيها على امتداد العالم العربي، ويعلق «قام الأصدقاء في مكتبي الإعلامي بإعداد فيديو خاص عن الحفلات والمهرجانات التي شاركت فيها خلال العام الماضي، وأسعدني ملاحظة نجاحي في إقامة نوع من التوازن ما بين مشاركتي في المهرجانات التي أقيمت في لبنان، والحفلات التي حللت فيها ضيفاً على عدد من البلدان العربية، وأعتقد أن هذه الخطوة إيجابية، وقادرة على دعم نجومية الفنان بشكل أو بآخر».
«أمير الليل»
في المقابل، يؤكد عياش نجاح تجربته في مجال التمثيل، بعد مشاركته في مسلسل «أمير الليل» على مدى عام وثمانية أشهر، ويقول «لا أستطيع الحديث عن نفسي كممثل، لكنني أعلم أن الأشخاص المحيطين بي أحبوا العمل الذي نال بدوره نسب مشاهدة عالية في لبنان، وأعتقد أنني وفريق العمل نلنا النجاح الذي نستحقه»، ورداً على ما قالته الممثلة ميس حمدان في حوار سابق من أن «المسلسل ظلم من ناحية تسويقه على الفضائيات العربية»، قال عياش «هذا الكلام يصدق على صعيد البزنس، أما على صعيد التصوير والإخراج فأنا أخذت نصيبي الذي أستحقه، وينسحب الأمر هنا على تجربة فيلم (باباراتزي)، التي كانت أشبه بسيناريو مطول لفيديو كليب أحببت المشاركة فيه».
«في مكان»
يقودنا الحديث مع صاحب «الناس الرايقة» إلى السؤال عن آخر أعماله الغنائية بعد إطلاق أغنيته الأخيرة «في مكان»، التي أشرف على كتابتها منير أبوعساف، ووزعها داني حلو، فيرد عياش «سعيد للغاية بنجاح الأغنية في تحقيق مراتب لا بأس بها في هذه الفترة، وهذا شيء يحفزني للمزيد»، ويتابع «هناك مشروع قريب لتصويرها بطريقة الفيديو كليب، تحت إدارة المخرجة إنجي جمال»، ويكشف أخيراً «لدي عشرات الألحان التي قمت بتأليفها، وهذه الأغنية من بين هذه الألحان التي أتمنى أن تجد النجاح والاستحسان الجماهيري الذي تستحقه».