دبي بالهول: «الإمارات للآداب».. نصف عمري الأهم
على الرغم من أن عدد سنوات «الإمارات للآداب»، الذي وصل إلى دورته العاشرة، يوازي تقريباً نصف عمرها، فإن دبي بالهول، التي لُقبت في دورته الثانية بـ«أصغر روائية» مشاركة في فعالياته، لاتزال تذكر الكثير من تفاصيل الدورات السابقة، وتستطيع أن تتحدث عن نسخته الأولى، وكأنها فعاليات أقيمت للتو.
اسمي مسؤولية احتاجت دبي بالهول، لحظات صمت لتجيب عن أبرز ما تستشعره أمام اسمها المميز «دبي»، وكيف تتعامل في حياتها اليومية مع مناديها، خصوصاً أنها طالبة ماجستير مقيمة بالمملكة المتحدة. وأجابت: «كلما كبرت.. كبر معي استيعابي لمسؤولية اسمي.. أشعر بكل الفخر والامتنان بذلك». وتستأنف بالهول عقب ختام فعاليات المهرجان المرحلة الأخيرة من رسالة الماجستير في العلوم الدبلوماسية، المنتظر مناقشتها في أغسطس المقبل، لتبدأ مرحلة أولى في مشوارها المهني، تأمل أن تجمع فيها بين الدراسة الأكاديمية بمجال الدبلوماسية، وشغفها بعالم الكتابة والأدب. تحرَّكوا بأريحية نصحت دبي بالهول، زائر فعاليات مهرجان طيران الإمارات، أن يتحرك بأريحية في ردهات قاعات طيران الإمارات للآداب، بإيقاعات متنوّعة الاختيارات. وأضافت: «تجذبني على مدار اليوم، جلسة هنا، وورشة هناك، لأجدني أخرج من عالم القص، الى التكنولوجيا، فالتاريخ، والاقتصاد، وغيرها». وتابعت: «في (الإمارات للآداب)، الفائدة منثورة حتى خارج القاعات، فتصادف أديباً قرأت له، ومبدعاً في أولى خطواته، لكنه يستحق الإنصات إليه وبحاجة لتحفيز، كما أن من يحضرون ليسوا من النوعية التي تبحث عن توقيع الكاتب، ولقطة فوتوغرافية معه». |
دبي بالهول، التي التقتها «الإمارات اليوم»، خلال فعاليات الدورة الحالية للمهرجان، الممتدة حتى الـ10 من مارس الجاري، قالت: «حكايتي مع المهرجان بمثابة نصف عمري الأهم، فعبره تعمق شغفي بالكتاب، ومن خلاله تحوّلت هواية كتابة الرواية إلى شغف يومي، لم أكن اتصور أن محتواه سيغادر دفتري الخاص».
الروائية الشابة، التي اقتربت من اتمام رسالة الماجستير، عادت من جامعتها بالمملكة المتحدة، من أجل المشاركة في فعاليات «دبي للآداب»، حيث تضيف بالهول: «أشارك في بعض جلسات المهرجان، خصوصاً جلسة (تحدي القراءة العربي)، لكن المشاركة الأهم بالنسبة لي تعني الالتقاء بكوكبة من الأدباء الذين طالما قرأنا لهم، ولم تتسن فرصة لقائهم، وهي المتعة المتجددة كل عام في (الإمارات للآداب)».
وتابعت: «هناك كثير من المهرجانات الأدبية العالمية والعربية أيضاً، لكن يبقى (الإمارات للآداب) منفرداً بثنائية الجمع بين الكاتب والقارئ، فضلاً عن أن الورش التي يتم تفعيلها عبر برامج متعددة، يتم انتقاؤها بانفتاح على أولويات متذوقي الآداب كل عام، مع مراعاة حقيقة تنوّع الميول والاتجاهات الإبداعية والقرائية».
وتنسب بالهول فضلاً كبيراً لـ«الإمارات للآداب»، في فتح نوافذ حقيقية أمام موهبتها الكتابية، مضيفة: «بدأت الكتابة في عمر الـ11 عاماً، وازداد شغفي بالكتابة، عبر ترددي على فعاليات المهرجان في ما بعد، لأجد بعد عامين نتاجي الأول مكتملاً، ولم يتبق أمامي سوى خطوة النشر».
وأضافت: «كان من الصعب أن تقوم دار نشر بمغامرة الالتفات إلى نتاج أول لطفلة ذات 13 ربيعاً، وبعد عامين من البحث، حدث أن تحمست إحدى دور النشر لذلك، لكن المفاجأة الأكبر كانت الدعم والترحيب الذي وجدته روايتي الأولى (غالاغوليا) من إدارة المهرجان، التي قدمتني في الدورة الثانية باعتباري أصغر روائية إماراتية، وهو ما فتح لي مزيداً من الآفاق على عالم الكتابة».
وأشارت بالهول إلى أن «تجربتها الأولى، على الرغم من أنها صيغت بمخيلة طفلة، وبأسلوب روايات الخيال العلمي، فإنها اختارت بشكل فطري أن تنحاز للبيئة الإماراتية، من خلال مفاصل الرواية الأساسية المستوحاة من البيئة المحلية، خلافاً لمعظم روايات الخيال العلمي العالمية».
وحول أبرز إصداراتها، وهي سلسلة كتب تراثية للأطفال، تتضمن ثلاثة إصدارات مختلفة، قالت بالهول: «على الرغم من أن التراث يشكل ملامح أصيلة من الهوية الوطنية الإماراتية، فإن ما يتم تقديمه للأجيال الناشئة من معلومات صحيحة وموثقة، يبدو شحيحاً جداً، أو في أحسن الأحوال، مغلفاً بصيّغ مباشرة وتقريرية، في صورة دروس أو معلومات أكاديمية، ومن هنا بدأت أفكر في تقديم جوانب مهمة من القصص والحكايات وحتى الأساطير الإماراتية للأطفال، لكن في قالب قصصي خيالي مشوّق وجذاب».
وتابعت: «بدأت بالقصص والأساطير الأكثر انتشاراً وإثارة للتساؤل في مخيلات أطفالنا، مثل: (أم الدويس وبابا داريان)، وغيرهما، واعتمدت على توثيق الدكتور عبدالعزيز المسلم لها، للتعريف بتلك الأساطير الشعبية».
وقالت بالهول: «إنها استهدفت بشكل رئيس كسر الصورة النمطية عن تلك الشخصيات ثانياً، بحيث يركز الطفل القارئ على مضمون الشخصيات وعمقها، دون الوقوف أمام الصورة النمطية الانطباعية التي قد تبدو مخيفة، أو عدائية، أو مؤذية».