كاظم الساهر يُطرب دبي.. بمزاجٍ عراقي
بكلمات أغنية «عيد العشاق»، «رائع رائع رائع»، افتتح الفنان العراقي كاظم الساهر حفله الذي أقيم، أول من أمس، في بوابة القرية المالية، ليقدم حفلاً لم يتجاوز الساعة من الوقت، لكنه استطاع صنع مزاج من الفرح والبهجة لجمهوره الكبير، حيث استعاد الفنان العراقي مجموعة من أبرز أغنياته، لاسيما قصائد نزار قباني التي طغت على أغنيات الحفل، إلى جانب الأغنيات والمواويل العراقية.
سيرة غنائية ولد الفنان العراقي كاظم الساهر في عام 1957 في الموصل. بدأ حياته الفنية عام 1984، حيث أصدر أول ألبوم له بعنوان «شجرة الزيتون»، ثم تعاون مع الشاعر كريم العراقي، وبعدها قدم أول أغنية ناجحة له وهي «عبرت الشط»، التي بدأت منها ترتسم ملامح نجوميته. اشتهر الفنان العراقي بتلحينه كل أغنياته، باستثناء البعض منها، التي استعان فيها بملحنين آخرين. أما المرحلة التي بدأ يقدم فيها قصائد نزار قباني، فكانت مع قصيدة «اني خيرتك فاختاري»، ثم بعدها «زيديني عشقا»، و«مدرسة الحب»، ليصبح واحداً من ألمع المطربين العرب. وإلى جانب الأغنيات، قدم موسيقى فيلم «موطني»، كما أنه لحن أغنيات لبعض المطربين. يحمل أكثر من لقب، منها سفير الأغنية العراقية، بينما أطلق عليه الشاعر الراحل نزار قباني لقب قيصر الأغنية العربية. |
الرقي الذي تمتاز به شخصية قيصر الغناء العربي، يفرضه في حضوره على المسرح وهو يغني أيضاً، فقد دخل المسرح على موسيقى أغنية «عيد العشاق» من ألبومه الأخير، من قصائد الراحل نزار قباني، ليأخذ من خلالها الجمهور إلى لقاء خاص مع الفن الجميل، الذي يمزج بين اللحن الراقي والكلمة الدافئة، فعاش الحضور ساعة من الوقت كافية لتفصله عن صخب العالم الخارجي.
الساهر رحّب بحضور الحفل الخاص الذي أقيم بمناسبة الإعلان عن الشراكة بين أمنيات العقارية، ومجموعة دورتشيستر، مؤكداً للجمهور أنه سيلبي طلباتهم في تأدية الأغنيات التي يختارونها. لينتقل بعد ذلك إلى مزيج بين القصائد الفصحى التي غناها، والمواويل والأغنيات العراقية التي كان لها جمهورها الواسع وسط الحضور، فقدم المواويل بصوت عذب، ومن دون موسيقى، قائلاً «يا كاس العمر ما ظليت وشل بيك، ويا جرح اش وقت تنزف وشل بيك»، ليبدأ أداء أكثر أغنياته القديمة شعبية، وهي «عبرت الشط على مودك»، التي استطاع من خلالها أن يلهب حماسة الجمهور الذي يحب قديم كاظم الساهر تماماً كما يحبه في أداء القصائد.
ثم لم يلبث أن ترك النغم العراقي، ثم عاد إلى غناء القصائد التي جعلت الناس تحفظ شعر نزار قباني من خلال صوته، فكان الجمهور على موعد مع أكثر من قصيدة في الحفل، ومنها «زيديني عشقا»، التي قدمها الساهر للمرة الأولى في التسعينات، ولكنها مازالت من القصائد التي لا تغيب عن جدول حفلاته. بدأ بأداء كلماتها من دون موسيقى، فغنى الجمهور معه طرباً، ثم اندمجت حواس الجمهور مع الموسيقى المميزة في هذه القصيدة، وكذلك في قصيدة «حافية القدمين».
لم تحضر بغداد في أغنياته خلال الحفل، وربما ضيق الوقت الخاص بالحفل منعه من وضع أغنية من أغنياته لبغداد، لكنه حرص على أن يجعلها حاضرة في اللهجة والنغم، فبعد أداء هذه القصائد، كان لابد من العودة إلى النغم العراقي، فقدم أغنية «ما ريدك بعد روح». أما نهاية الحفل فكانت مع أغنيتين من قديم الفنان العراقي، وهي «أكرهها»، و«قولي أحبك».
اللافت في كاظم الساهر الذي يلحن أغنياته بنفسه أنه كان يقود الفرقة الموسيقية خلال الحفل أيضاً، حيث كان يغني، ثم خلال الفواصل الموسيقية يتجه إلى الفرقة الموسيقية ويعطيهم الإشارات التي يحتاجونها، وينسق معهم على الأغنيات، ما جعل الحفل يبدو عفوياً بالدرجة الأولى. كما أن هذه العفوية في تعاطيه على المسرح، ترجمها الفنان العراقي في الموقف الذي حدث، حين قامت سيدة بالصعود إلى الدرج الخاص بالمسرح لتلقط صورة مع الفنان، فنزل إليها والتقط الصورة معها، وعبر عن أسفه بعد ذلك للجمهور، لكونه لن يتمكن من التقاط الصور مع الجميع، ما جعل الحضور يصفق له.