«سوذبيز دبي».. رجل بملامح غارقة في الجدية ينتظر 4 ملايين دولار

كشفت «سوذبيز دبي»، أمس، عن مجموعة من الروائع لمبدعين من الشرق الأوسط، سيضمها مزاد لندن في أبريل المقبل، وذلك خلال المعرض الخاص بالمزاد، الذي افتتح، أمس، في بوابة القرية بمركز دبي المالي العالمي، ويستمر حتى السبت المقبل.

ومن أبرز الأعمال لوحة نادرة للفنان بيتر بول روبنس، ويبلغ السعر التقديري لها أربعة ملايين دولار، إضافة إلى ما يقارب 40 عملاً لمبدعين من الشرق الأوسط، وكذلك لفنانين مستشرقين، ليجمع المعرض بين الفن الحديث والمعاصر، ولوحات نادرة لروّاد في المنطقة. كما يضم المعرض مقتنيات تعدّ متحفية، نظراً إلى قيمتها التاريخية، من بينها كتب وقوارير نادرة.

فينيسي بلحية سوداء

وتعدّ لوحة للفنان بيتر بول روبنس، الذي عُرف برسوماته التي تعدّ مثالاً صارخاً على المدرسة الباروكية في فن التصوير، أبرز الأعمال في المعرض، وتحمل اللوحة صورة شخصية لرجل فينيسي بلحية سوداء. وتبرز في العمل تفاصيل الوجه واللحية، مع النظرة الحادة والملامح الغارقة في الجدية.

وعن هذا العمل بشكل خاص، قال المسؤول عن اللوحات النادرة القديمة في «سوذبيز»، جورج جوردن، لـ«الإمارات اليوم»: «إن بيتر بول روبنس من أهم الرسامين الذين اشتهروا بتقديم لوحات شخصية للعائلات الملكية والنبيلة»، ووصف لوحته المعروضة بأنها «قطعة كنز تعود لمجموعة فنية خاصة لعائلة تمتلك مجموعة من الأعمال، لكنها لم تُر في السوق منذ ما يزيد على 60 عاماً».

وذكر أن «عرض تلك القطعة المتميزة جداً لن يقف عند دبي، إذ ستنتقل بين نيويورك، ولوس أنجلوس، وهونغ كونغ»، مشيراً إلى انتقالها من مدينة إلى أخرى، يمنح الدار فرصة تقديمها للجمهور، إذ ليس من السهل مشاهد مثل هذه الأعمال القيّمة.

قطع متميزة

من جهتها، قالت المستشارة بـ«سوذبيز» الشرق الأوسط، مي الديب، لـ«الإمارات اليوم»: «إن المعرض يقدم أعمالاً متنوّعة من الشرق الأوسط، وكذلك من إيران، إلى جانب بعض الأعمال لفنانين مستشرقين، ما يجعله غير محصور بهذه المنطقة، بل يقدم لمحة عن الفن من حول العالم».

وأضافت أن «المعرض يضم الأعمال التي ستطرح في مزاد لندن في أبريل المقبل، إذ توجد مجموعة من القطع المميزة، منها (قارورة الحاج) الفريدة باللون الأزرق والأبيض، التي تتميز برسومات الحيوانات»، موضحة أن «هذه القطعة تركية، وتعود إلى الفترة بين عامي 1545 و1555 تقريباً، وحصلت الدار عليها من أوروبا، وهي نادرة لأن القطع التركية التي تحمل هذه الزخارف تكون على شكل أطباق، وليس على شكل قارورة، ولذا تصنّف القطعة بأنها متحفية».

وحول الأعمال من الشرق الأوسط، أفادت الديب بأن «المزاد يضم مجموعة واسعة من الأعمال، التي تنتمي إلى الفن الحديث، والتي تتحاور مع أخرى من الفن المعاصر».

ومن القطع النادرة المعروضة، عمل الفنان اللبناني صليبا دويهي، الذي كان من مقتنيات الشاعر السوري أدونيس، حسب الديب، التي أوضحت أن «أدونيس باع اللوحة في مزاد سابق، وتعدّ من الأعمال النادرة لعدم توافر الكثير من لوحات الفنان صليبا الدويهي، إلى جانب أهمية اللوحة كونها كانت من مقتنيات أدونيس في يوم ما». وذكرت أن «المزاد يضم كذلك سبع لوحات للفنان اللبناني بول غاراغوسيان». ومن لبنان أيضاً يحضر عمل تصويري للفنان زياد عنتر، وأوضحت الديب أن «العمل يعود لمجموعة التقط فيها الفنان الصور من فيلم انتهت صلاحيته، ما جعله يلتقط الصور من أماكن مختلفة دون أن يدرك ما النتيجة التي ستظهر بها الصور، والمفاجأة أن النتيجة كانت جميلة جداً».

وبالعودة إلى الأعمال الحديثة يقدم المزاد لوحة للفنان المغربي فريد بلكاهية تعود إلى عام 1964، وتحمل عنوان «حيوانات رامزة»، وتضم مجموعة من الأشكال المتخيلة لحيوانات أو حشرات وضعت في العمل على خلفية حمراء. كما تبرز مجموعة من القطع القديمة للفنان ضياء العزاوي، التي تعود إلى السبعينات، بينما يعدّ عمل العراقي حسن شاكر السعيد «بستان المعرفة» من الأعمال النادرة، وهو عبارة عن عصافير ملوّنة رسمت بشكل متميز، ومن الأعمال الأولى التي سبقت مرحلة التجريد في أعمال السعيد.

ونوّهت الديب بأن «المزاد يسعى من خلال هذه الأعمال إلى طرح أعمال الشرق الأوسط كاملة»، لافتة إلى أن «استحضار هذه الأعمال النادرة يستغرق كثيراً من الوقت والجهد، فهناك لوحة لمحمود سعيد، عنوانها (آدم وحواء)، استغرق ما يقارب العامين للحصول عليها». وفي ما يتعلق بمزاد دبي، قالت الديب: «إن التحضير له مختلف، كون الدار تحرص على طرح أعمال عالمية فيه، بينما يكون التركيز على أعمال من الشرق الأوسط في المزادات التي تنظم في العالم الغربي، لتمنح المقتنيين الأجانب فرصة اقتناء فنون هذه المنطقة». وأضافت أن «الفن العربي يجتذب غربيين، حتى ممن لا يحملون خلفية مسبقة عن الأعمال المعروضة أو حتى مبدعيها، ما يؤدي إلى خلق حوار متميز بين الشرق والغرب من خلال اللوحات».

مستشرقون

قالت مستشارة «سوذبيز» في الشرق الأوسط، مي الديب، عن مجموعة الفنانين المستشرقين بالمزاد، إنها «تبرز صوراً وملامح من الشرق، منها عمل الفنان فريدريك آرثر بريدجمان، الذي رسم مشاهد من الجزائر، وعمل آخر للفنان تشارلز ويلدا، عنوانه «سوق في القاهرة»، إذ قدم مشهداً لشارع في مصر يصوّر نساء ورجالاً في السوق».

الأكثر مشاركة