مُغنّية ومُقاومة لم يهزمها الاحتلال.. وأسكتها «السرطان»
الفنانة ريم بنا.. صوت فلسطيني آخر يسكت
فقدت فلسطين، أمس، فنانتها ومغنيّتها الوطنية المعروفة، ريم بنا (52 عاماً)، بعد صراع مرير خاضته مع مرض السرطان.
وكانت بنّا قد فقدت صوتها إثر المرض، وخاضت رحلة علاج طويلة، لم تستسلم خلالها، وبقيت مصرّة على الغناء، وسجّلت ألبوماً جديداً بصوتها المختلف، كما وصفته، ينتظر أن يصدر الشهر المقبل، حيث كتبت بنا على صفحتها الشهر الماضي: «سيصدر ألبومي الجديد في 20 أبريل 2018»، وأهدته «إلى المقاومة الفلسطينية».
وعرفت ريم بنا بمقاومتها الشرسة للاحتلال الإسرائيلي على أكثر من صعيد، ورفضها المستمر للتطبيع، كما كتبت في الفترة الاخيرة بعض يومياتها في المستشفى خلال العلاج، بلغة ساخرة، متهكمة من المرض، ومتحدثة عن تفاصيل معاناتها اليومية.
وقال وزير الثقافة الفلسطيني، إيهاب بسيسو: «لن أقول عن ريم بنا.. رحلت.. لكنني سأقول إن هذه الأخت الفلسطينية الغالية اختارت أن تحلق مع الملائكة في سماء الوطن».
وأضاف على صفحته على «فيس بوك»: «صعدت ريم بنا نحو الأبدية وهزمت سرير المرض وبقيت لنا الذاكرة.. بقي الصوت يغني فلسطين.. وسيظل.. يغني فينا فلسطين.. رغم رحيل الجسد».
وعرفت الفنانة الراحلة بأغانيها الوطنية والتراثية ولها العديد من الألبومات الغنائية، وشاركت في العديد من المهرجانات المحلية والعربية والدولية.
وكانت الفنانة الراحلة قد كتبت على صفحتها على «فيس بوك» قبل أيام، في نعي مسبق لنفسها:
• كتبت تنعى نفسها قبل أيام: «هذه الحياة جميلة.. والموت كالتاريخ فصل مزيّف». |
«بالأمس.. كنت أحاول تخفيف وطأة هذه المعاناة القاسية على أولادي..
فكان عليّ أن أخترع سيناريو..
فقلت..
لا تخافوا.. هذا الجسد كقميص رثّ.. لا يدوم.
حين أخلعه..
سأهرب خلسة من بين الورد المسجّى في الصندوق.
وأترك الجنازة «وخراريف العزاء» عن الطبخ وأوجاع المفاصل والزكام.. مراقبة الأخريات الداخلات.. والروائح المحتقنة.
وسأجري كغزالة إلى بيتي.
سأطهو وجبة عشاء طيبة..
سأرتب البيت وأشعل الشموع..
وانتظر عودتكم في الشرفة كالعادة.
أجلس مع فنجان الميرمية..
أرقب مرج ابن عامر..
وأقول: هذه الحياة جميلة..
والموت كالتاريخ فصل مزيّف».
وقالت وزارة الثقافة الفلسطينية في بيان نعي لها، أمس: «ريم بنا مغنية وملحنة فلسطينية، كما أنها موزعة موسيقية وناشطة، وُلدت في عام 1966، بمدينة الناصرة في الداخل الفلسطيني المحتل، وهي ابنة الشاعرة الفلسطينية زهيرة صباغ».
وأضافت الوزارة أن «ريم بنا شكلت رمزاً ملهماً للنضال ضد الاحتلال، وحملت فلسطين دوماً بصوتها».
وتابعت: «رحيل ريم بنا خسارة كبيرة للثقافة الفلسطينية، فهي الفنانة التي قدمت لفلسطين أجمل الأغنيات، حتى كبر جيل فلسطيني وهو يستمع لأغنياتها التي جابت الأرض»، وفي عام 2016 اختارت وزارة الثقافة الفلسطينية ريم بنا شخصية العام الثقافية.
وأضافت وزارة الثقافة في بيانها: «سيبقى صوتها على رأس الجبل يستنشق هواء البلاد راسماً مرايا الروح، لتحكي للعالم عن بيت كسروا قنديله».
كما كتب رئيس الوزراء السابق، سلام فياض، على صفحته على «فيس بوك»: «لروحك الرحمة والسكينة يا ريم، وسيظل صوتك المتمرد وثورتك ضد الظلم ملهماً لأجيال فلسطين القادمة نحو أمل يستحقونه بالحرية والكرامة وصفاء الروح».وكانت عائلة ريم بنا، قد نعتها فجر أمس، باسم العائلة، وباسم أصدقائها وأحبائها والشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده، معزية نفسها بأن الراحلة قد غادرت «متممةً واجباتها الوطنية والإنسانية تجاه شعبها وكل مظلومي العالم».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news