عبدالله الوسمي: اشتقتُ للجمهور.. وخشبة المسرح
ما يفوق سبع سنوات متتالية، أمضاها الوسمي معتزلاً للفن والطرب وصخب المسارح الغنائية، بعد إقدامه الجريء على خطوة الاعتزال التي فاجأ بها الفنان الوسط الفني وجميع عشاقه ومتابعيه في الإمارات والخليج العربي، واضعاً العديد من إشارات الاستفهام والتعجب حول ابتعاد فنان متألق تمكن من الوصول إلى قلوب الناس عبر فن أصيل مزج فيه بين سحر التراث وروح الحداثة، ليعود اليوم وبعد غياب طويل، إلى الساحة الفنية مستنداً إلى رصيده الإنساني والفني المحترم، ومشروعاته الفنية الجديدة التي بدأها أخيراً عبر طرح عدد من الأغاني الجديدة والاطلالات الجماهيرية المختارة، التي يستعيد بها الفنان اليوم مكانته الأثيرة في قلوب الجمهور، وموهبته الفنية الفذة، وبعضاً من رؤيته المبتكرة في إعادة صياغة الأغاني التراثية.
عودة قوية
ألبوم وأناشيد كشف الوسمي عن قرار تمسكه الدائم بتقديم الأناشيد الدينية التي عرفه بها الجمهور، وذلك بالتزامن مع الاستعدادات الحالية لشهر رمضان المبارك 2018، قائلاً «سأستمر في تقديم هذا اللون الغنائي الديني خصوصاً أننا على أبواب الشهر الفضيل، وقد قمت في هذا الإطار بوضع كلمات وألحان أعمال جديدة سترى النور قريباً جداً»، وأضاف «أعد الجمهور بألبوم غنائي كامل أوائل هذا الصيف، سيحمل توقيع عدد من أهم شعراء وملحني الخليج العربي، قدمت فيه ألواناً غنائية مختلفة تتنوع بين التراث واللون الشعبي والشبابي وصولاً إلى النمط الطربي المتنوع، بعد أن حاولت قدر الإمكان خوض تجربة التنويع عبر تقديم أغانٍ شبابية خفيفة من دون التخلي عن هويتي ونمطي الفني الذي عرفني به الجمهور». أخلص التعازي بعد انقضاء يوم واحد من مشاركته في برنامج «راعي الشلات»، وإجراء هذا الحوار، فجع الموت الفنان عبدالله الوسمي، بانتقال والده إلى رحمة الله إثر صراع مرير مع مرض السرطان، وتتقدم «الإمارات اليوم» بأحر وأخلص التعازي للفنان ولكل أفراد أسرته الكريمة، متمنية أن يتغمَّد الله الفقيد بواسع رحمته. |
ارتأى الوسمي أن تكون رؤيته الفنية المبتكرة وعودته القوية إلى الساحة الغنائية المحلية والخليجية، من مهرجان الفجيرة للفنون، وهكذا جاءت إطلالته الجماهيرية الأولى، التي كسر بها مخاوف العودة ومحاذيرها، ليعقبها مباشرة بإطلالة استثنائية في أولى حلقات البرنامج التراثي الجديد «راعي الشلات» على قناة سما دبي، الذي رآه الفنان أنسب الخيارات التلفزيونية التي تجسد إخلاصه «لفن الشلات» واهتمامه بهذا النمط التراثي الإماراتي والخليجي العريق، الذي لايزال يثبت قدرته على الاستمرار، في ظل الاهتمام الكبير الذي يوليه الشباب لممارسته وتعلم قواعده وفنونه المختلفة.
وفي أول حوار صحافي يعقب عودته عن قرار الاعتزال، يفتح «الوسمي» لـ«الإمارات اليوم»، باب الاعترافات الصادقة التي يتحدث فيها عن طموحاته وآماله وخططه المستقبلية، ومختلف المشروعات الفنية المقبلة التي قرر أن يستند فيها الفنان إلى خبرته وحدسه الفني العالي، معترفاً بضرورة مجاراة تغيرات المشهد الفني الجديدة، التي لا بأس في دمجها مع مقتضيات الأصالة والتراث لإنجاح معادلة النجومية الجديدة.
فن الشلات
لا يخفي الوسمي غبطته بالمشاركة في «راعي الشلات»، البرنامج التراثي المتخصص في أداء الشلات واكتشاف المواهب الفنية الشابة في مختلف فنون «الونة» و«التغرودة» و«الردحة» و«الطارق» و«العازي»، لافتاً إلى إطلالته الغنائية الناجحة التي تكرسها هذه التجربة التلفزيونية مجدداً «سعيد بالمشاركة في هذا البرنامج الكبير، وأعتبر وجودي في الحلقة الأولى تشريفاً لي ودافعاً على الاستمرار في تقديم هذا النمط التراثي المنتشر في منطقة الخليج العربي، وأعتقد أن الجميع لايزال يتذكر بداياتي الفنية في عام 2004 من خلال تقديمي لفن الشلات بطريقة مطورة بعض الشيء»، ويتابع «لهذا السبب أعد الجمهور بعدم التخلي عن الشلات الغنائية تحت أي ظرف من الظروف».
مشروعات الفنان القادمة التي يعكف فيها اليوم على وضع اللمسات الأخيرة لأغنية جديدة، كشف عن تفاصيلها لـ«الإمارات اليوم» قائلاً «لم أختر بعد اسم الأغنية الجديدة، التي تندرج في إطار حرصي الدائم على تجديد الأغاني التراثية الناجحة، وتقديمها بنمط جديد أستعيد به اليوم وبعد أربع تجارب ناجحة في السابق، إحدى أغاني الفنان الإماراتي الراحل علي بن روغة، على أن أنتهي من تسجيلها الأسبوع المقبل على أكثر تقدير».
«غزيل فلة»
يتحدث الفنان العائد إلى الساحة الفنية بعد غياب، بشغف كبير عن إطلالته الجماهيرية الأولى في مهرجان الفجيرة للفنون، قائلاً «كنت مشتاقاً إلى الجمهور وخشبة المسرح وتجربة المهرجانات الغنائية، لكنني في الوقت ذاته كنت أشعر بالخوف، خصوصاً أن مشاركتي في حفل الختام تمت دون الإعلان عن تفاصيلها وجاءت مفاجئة للجمهور الذي شعر بعضه بالسعادة فيما انتابت حالة الاستغراب والتعجب البعض الآخر»، ويضيف «للأسف، تعرضت لبعض النقد الذي وصل أحياناً إلى درجة التجريح القاسي، لكن هذا الأمر لم يَطَل همتي ولا شعوري بالفرح وأنا أتابع ردود أفعال زملائي الفنانين والجمهور الذي احتفى بعودتي، وبالأغاني الجديدة التي قدمتها»، لافتاً «سعدت جداً بالمشاركة في حفل ختام مهرجان الفجيرة للفنون إلى جانب النجم ماجد المهندس، ودفعتني محبة الجمهور لإهدائه أغنية (غزيل فلة) للفنان الإماراتي القدير جابر جاسم التي اعتبرتها عنواناً سعيداً لعودتي إلى الوسط الفني بعد ابتعاد طويل».
في المقابل، يبرر الوسمي نجاح أغنيته الجديدة «الجزيلات»، وأغنية «آخر غرامي» التي طرحها أخيراً وحقق بها أكثر من 400 ألف مشاهدة عبر موقع «يوتيوب»، بقربها من نمط أغانيه السابقة وأنجحها مثل أغنية «سلام العشق» وأغنية «العمر ما يسوى». في الوقت الذي أفصح الفنان عن رغبته الصادقة في العودة إلى تجارب إحياء الأعراس ومشاركة الجمهور أفراحه، قائلاً «أحب الجمهور الألوان الغنائية التي قدمتها في السابق، والتي تتماشى مع الألوان الشعبية المغناة في المناسبات والأفراح العائلية، ما يجعلني حريصاً دوماً على اقتسام الفرح مع كل الناس والوجود في المناسبات الاجتماعية العزيزة على قلوبهم».