قناة طيف.. نافذة المرأة الفلسطينية على العالم

«صباح الخير لستي وستك، لأمي وأمك».. عبارة تنطق بها المذيعة مادلين شقليه، في برنامج حياة الصباحي، الذي يبث يومياً من مدينة غزة، لتستمر برفقة زميلتها سارة عوكل، على مدار ساعتين، تقدمان العديد من الفقرات المنوعة الخاصة بالمرأة، وبعد انتهاء البرنامج تعرض سلسلة من التقارير، التي تنجزها مراسلات ومذيعات القناة، عن الأحداث والفعاليات الخاصة بالنساء، لتظهر روان مجدلاوي بطلة جديدة، عبر برنامجها الذي يحمل عنوان «مهنة الرجال».

هذه البرامج، وغيرها، تعرض يومياً عبر قناة طيف المرأة، التي تبث مباشرة من مدينة غزة، عبر وسائل ومنصات التواصل الاجتماعي، فقد انطلقت القناة في فبراير الماضي في تجربة فريدة من نوعها، كونها أول قناة متخصصة في شؤون المرأة بفلسطين، من حيث الكادر الأنثوي، والبرامج النسائية البحتة.

وتعبر «طيف»، التي يطلق عليها قناة المرأة الفلسطينية، وفقاً للعاملات بها، عن وجود المؤسسات النسوية الأهلية في المجتمع الغزي، بعيداً عن الأحزاب السياسية، إذ تعمل بشكل ذاتي ومستقل، حيث تبث القناة بشكل أساسي عبر موقع «فيس بوك»، من داخل استوديوهات شركة «كلر بارز»، التابعة لمؤسسة حيفا للإعلام، وهي مؤسسات إعلامية خاصة، في حين يعمل طاقم القناة الأنثوي بكل التخصصات المختلفة لإنتاج المواد والبرامج الإعلامية، لنشرها عبر منصات التواصل الاجتماعي كافة.

طاقم نسائي

تقول المذيعة مادلين شقليه، لـ«الإمارات اليوم»، إن «قناة طيف منحتني تجربة فريدة من نوعها لأكون صوت المرأة، فأعبر عنها، وأنقل همومها، وكذلك أكشف جوانب الصمود والإبداع لديها، فأنا أعمل يومياً مع طاقم متخصص من الفتيات، جميعهن أخذن على عاتقهن نقل رسالة الأم والمربية والعاملة والموظفة وأم الشهيد وزوجته وبناته».

وأضافت «منذ ساعات الصباح، نوجد في استوديوهات القناة نتابع كل قضايا المرأة الفلسطينية، ونكتب أفكاراً لبرامج متخصصة تحاكي واقع المرأة بشكل مباشر، لنعالج عبر الهواء مباشرة تلك القضايا، من خلال استضافة خبراء وأخصائيين، ومناقشتها مع المسؤولين وأصحاب القرار، لنكون قد أنجزنا جزءاً من مهمتنا كسيدات أولاً، وكإعلاميات يحملن هموم نساء وطنهن».

وتشير شقليه إلى أن قناة طيف، والعاملات بها، يسلطن الضوء من خلال برامجها اليومية والمتنوعة على قضايا النساء بشكل عام، بمختلف أعمارهن، خصوصاً المهمشات منهن، بالإضافة إلى مساعدة الفلسطينيات في إظهار مواهبهن وإبداعهن، وكذلك إبراز قضاياهن ومطالبهن للجهات المحلية والمجتمع الدولي.

وتلفت إلى أن قضايا النساء الفلسطينيات تمر، عبر وسائل الإعلام المختلفة، مروراً عاجلاً دون تركيز، مضيفة «انطلقنا لمعالجة قضايا المرأة الفلسطينية، التي تعد جزءاً لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي، بالإضافة إلى دورها الفعال في بناء المجتمع».

وتضم قناة طيف، بحسب شقليه، طاقماً متكاملاً من الجنس الناعم، يجمع كوادر من معدات البرامج والمذيعات والمراسلات ومهندسات الصوت والبث وكذلك المخرجات، جميعهن يعملن بشكل يومي لإنتاج برامج نسائية متنوعة، تبث عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وتؤكد أن طاقم قناة طيف النسائي وظف خبراته وإمكاناته لخدمة المرأة، وإكمال مشوار الكفاح والنضال، الذي جسدته نساء فلسطين على مدار سنوات ماضية.

فكرة جديدة

قامت فكرة قناة «طيف المرأة» من منطلق التجديد، وتقديم خدمات إعلامية نسائية، بالاعتماد على وسائل التطور التكنولوجي.

وللحديث عن ذلك، تقول مديرة قناة طيف المرأة، منى عوكل، إن «فكرة إنشاء القناة انبثقت من ضرورة أن يكون التغيير في المجتمع بعيون المرأة الفلسطينية، كون السياسة لم تقدم هذا الأفق للمجتمع، بل أسهمت في تراجعه خلال سنوات الانقسام الإحدى عشرة الأخيرة، لذلك كانت انطلاقتنا نتاج مبادرة شبابية نسائية، وجدت عبر منصات التواصل الاجتماعي».

وتوضح عوكل أن طيف المرأة قناة «سوشيال ميديا»، تبث عبر الشبكة العنكبوتية، في تجربة هي الأولى من نوعها، مضيفة: «التوجه القائم لدى المجتمع، هو عبر مواقع التواصل أكثر من البث عبر الفضائيات، في حين مواقع التواصل أصبحت تصل إلى كل الناس وكل بيت، ونحن جميعنا نعلم الأهمية التي يعطيها الأشخاص حالياً لوسائل التواصل الاجتماعي».

وفي ما يتعلق بتوجهات القناة ورسالتها، تقول عوكل «إن قناة طيف المرأة هي الأولى من نوعها فلسطينياً، والثانية على المستوى العربي، إذ تختص بشؤون المرأة الفلسطينية بكل التفاصيل السياسية والاقتصادية، والاجتماعية، والمواهب، وتسلط الضوء على المرأة الفلسطينيّة كجزء لا يتجزّأ من النسيج الاجتماعي».

وتضيف أن «القناة تمثل مجموعة كبيرة من النساء الفلسطينيات، حيث يضم طاقم العمل، بالإضافة إلى الإعلاميات، أخصائيات اجتماعيات ونفسيات، وناشطات من مؤسسات حقوق الإنسان، ليكون هذا التنوع قادراً على تغطية الاهتمامات النسوية في كل نواحي الحياة».

وتؤكد عوكل أن القناة حريصة على تقديم محتوى ملائم للمجتمع الفلسطيني، يتناسب مع عاداته وتقاليده، وانتماءاته الدينية، وهويته الثقافية.

وتبين عوكل أن الموضوعات، التي تبثها قناة طيف المرأة، «تلامس تفاصيل المجتمع اليومية، إذ تُعالج من خلال زوايا أكثر عمقاً من التي تطرح في وسائل الإعلام الأخرى»، لافتة إلى أن «طواقم القناة أثناء إعداد البرامج تعود إلى أصول القضايا المتناولة، وبحثها بدقة، قبل بثها على الهواء مباشرة».

وبالانتقال إلى الحديث عن تمويل القناة، تقول عوكل إن طيف «مشروع ذاتي مستقل، لا يتبع أي تنظيم سياسي، وليس له أي دعم، وإن تمت الشراكة بالمستقبل فستكون شراكة فقط مع شركات مستقلة، فنحن لا نقبل أن يكون لدينا طابع سياسي، أو تعاون مع أي جهة سياسية».

وتطمح قناة «طيف المرأة»، بحسب عوكل، «في المستقبل إلى التطوير، من خلال زيادة عدد الكادر وتوظيفه، حيث إن الكادر العامل حالياً قد تبنى فكرة القناة، ويعمل بشكل متطوع، في حين سيقدم الكثير من البرامج، التي تحمل العديد من القضايا الخاصة بالمرأة، وكذلك الوصول إلى كل سيدة فلسطينية، في أرجاء العالم كافة».