إيمان الفلاسي: الجغرافيا قادتني إلى القيادة الناجحة
محبة الإماراتية إيمان الفلاسي لعلوم الجغرافيا وطبوغرافيا الأرض، قادتها إلى عوالم العمل الميداني الواسعة، التي استطاعت من خلالها تفعيل تجربة التميز، وتقديم الأفضل على صعيد القيادة النسائية التي نجحت فيها، لتشغل حالياً رئيسة قسم المسح الجيوديسي والبحري في بلدية دبي.
محبة الإماراتية إيمان الفلاسي لعلوم الجغرافيا وطبوغرافيا الأرض، قادتها إلى عوالم العمل الميداني الواسعة، التي استطاعت من خلالها تفعيل تجربة التميز، وتقديم الأفضل على صعيد القيادة النسائية التي نجحت فيها، لتشغل حالياً رئيسة قسم المسح الجيوديسي والبحري في بلدية دبي.
سند عائلي عن دور العائلة الكبير في تشجيعها على الانخراط بنجاح في مجال الحياة المهنية، تقول إيمان الفلاسي: «فخورة بمساندة والدي لي، وما يتمتع به من رؤية متطلعة وطموحة، وأعتبر نفسي دوماً محظوظة بالكنوز المعنوية التي ورثتها من أبي خريج كلية العلوم الاقتصادية والسياسية، كما أعتز بتحفيز زوجي، الذي أسهم بالفعل في نجاح مسيرتي المهنية، وساعدني على التميز والعطاء». البحر نقطة ضعفي لدى إيمان الفلاسي هوايات متعدّدة تجسد اهتماماتها برياضة المشي والجري، وشغفها الدائم بالتأمل الذي تراه الفلاسي قادراً على توطيد علاقتها بذاتها، وترتيب أفكارها وجدولة أوقاتها الموزعة عامة بين العمل والأسرة والهوايات. إلى جانب تعلقها الكبير بالبحر، الذي تصفه بأنه «نقطة ضعفي وملجئي الذي أجدد فيه طاقتي للانطلاق مرة أخرى في الحياة». كما أحب قراءة الشعر العربي والاستمتاع بكنوزه الجمالية التي تجعلني أسبح مع خيالاته، وأسافر في عوالم من الدهشة المتجددة. «برنامج القيادات النسائية جعلني على يقين تام بانعدام الفرق بين الرجل والمرأة، خصوصاً في ميادين خدمة الوطن». 55 موظفاً من تخصصات علمية عالية المستوى، يضمهم الفريق الذي تقوده إيمان الفلاسي في البلدية. |
منذ التحاق إيمان، التي تؤكد أن «الجغرافيا» هي التي قادتها إلى أفق القيادة الناجحة بالعمل في البلدية، استطاعت أن تقدم نموذجاً للمرأة القادرة على الإسهام في الحياة المهنية، وتقديم الأفكار والمشروعات المبتكرة النابعة من حبها الكبير بعملها، ونجاحها اللافت في التوفيق بين مهامها القيادية، وتجربتها الإنسانية كزوجة وأمّ تفخر بالدعم الذي وفراه لها والدها وزوجها.
ومن مهام عملها في بلدية دبي، تستهل إيمان الفلاسي حوارها مع «الإمارات اليوم»، موضحة أن «أقسام المسح الجيوديسي والبحري، والمسح التفصيلي والأملاك، والأراضي وإصدار الخرائط، تنضوي تحت إدارة المساحة التابعة لقطاع الهندسة والتخطيط في بلدية دبي، ويتولى قسمي كل المهام المتعلقة بطبوغرافية الأرض، من خلال التمثيل الدقيق لسطح الأرض بعناصره الطبيعية، وبناه التحتية بشكل عام، بهدف إقامة المشروعات المتعددة، كالمباني والطرق العامة والجسور ومشروعات الصرف الصحي، من خلال تحديد نقاط مساحية بطريقة عشوائية يتم تثبيتها من خلال بلدية دبي، اعتماداً على الصور الملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية».
بداية الحكاية
تبدأ حكاية إيمان مع التخصص في جامعة الإمارات عام 1999، ونيلها درجة البكالوريوس في الجغرافيا والعلوم الإنسانية والاجتماعية، إلى جانب محبتها لعلوم الطبوغرافيا والمساحة والتخطيط العمراني والحضري، ودراسة الأقمار الاصطناعية، معتبرة علوم الجغرافيا أصل كل تلك التخصصات المتنوّعة.
وتضيف: «بعد تخرجي التحقت بالعمل في إدارة المساحة وقسم المسح الجيوديسي والبحري في بلدية دبي، لأكون أول موظفة إماراتية تلتحق بمجال العمل الميداني في عام 2002، آنذاك لم تكن المهمة سهلة، خصوصاً في البداية، إذ عملت في مجال التصوير الجوي والاستشعار عن بُعد، وشاركت - ومازالت - في مجموعة المشروعات التي أوكلت إليّ، وصولاً إلى عام 2005 وتأسيسي مع زميلين لي في القسم أول شبكة لمحطات الزلازل على مستوى الدولة».
رغم المعوقات
عن المعوقات التي واجهتها منذ التحاقها بميدان العمل الميداني، تعود إيمان إلى بداية مباشرتها العمل وسعيها الدؤوب والمتواصل للإشراف على كل التفاصيل الدقيقة، ما سهل لاحقاً نيل أول دبلوم اندرج ضمن برنامج القيادات النسائية في عام 2012، وكان أول دبلوم طرحته مؤسسة دبي للمرأة برعاية حرم سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، سموّ الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين رئيسة مؤسسة دبي للمرأة.
وقالت: «لقد أسهم هذا البرنامج في تعزيز النجاحات المهنية، وتفعيل تجربة التحدي لدي، كما جعلني على يقين تام بانعدام وتلاشي الفرق بين الرجل والمرأة، خصوصاً في ميادين خدمة الوطن، وهذا ما يشعرني اليوم بالسعادة والرضا، وأنا أتولى قيادة فريق مؤلف من 55 موظفاً يكرسون ضرباً من التنوّع الغني بالتخصصات العلمية والأكاديمية والفنية عالية المستوى».
إنجازات وظيفية
عن أهم الإنجازات الوظيفية التي تفخر إيمان بتحقيقها، تشير إلى تصديها لإنشاء أول شبكة للزلازل على مستوى دبي في عام 2005: «أعتبر إنشاء هذه الشبكة أكبر إنجاز وبصمة وظيفية لي في مجال إدارة المساحة في بلدية دبي، تبعها بعد ذلك تأسيس محطات أخرى على مستوى الدولة وصل عددها إلى 25 محطة، بعد أن بدأت بإنشاء خمس فحسب».
وتتابع: «اعتمدت محطات القراءات اللحظية للأقمار الاصطناعية، المعتمدة في بلدية دبي، مرجعاً أساسياً في مجال أفضل الممارسات في بلديات مثل عجمان ورأس الخيمة وأم القيوين، التي اعتمدت النظام المطبق نفسه في قسم المسح الجيوديسي والبحري في دائرة المساحة ببلدية دبي».
كما أسهمت إيمان في توقيع اتفاقات شراكة مع سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية ودولة الكويت والمركز الأوروبي المتوسطي لإنشاء قاعدة بيانات عن الزلازل على مستوى العالم، وليس فقط على مستوى دولة الإمارات، هذا إضافة إلى إسهامها في عام 2014 في مشروع تركيب مجسات الزلازل الخاصة بقياس عمليات تحرك برج خليفة، وربطه بنظام وتطبيق ذكي للتحكم في أوقات الكوارث والأزمات، الذي تم اعتماده أيضاً في سوق دبي المالي، وفي غرفة العمليات والسيطرة في شرطة دبي هذا العام، وتركيب «رادار الأمطار» في مبنى سكاي دايف، وغيرها من المشروعات الحيوية الأخرى، كما تشير إلى مشاركة غرفة العمليات والسيطرة في شرطة دبي وربطها بمجال الحركة المرورية، من خلال توفير قاعدة بيانات حول الضباب ومنظومة العواصف الرملية والرياح والأمطار.