أكّد أن «حرب الكلب الثانية» غامرت دون خوف

إبراهيم نصرالله: فلسطين لم تغب عن روايتي الفائزة بـ «البوكر»

صورة

قال الروائي الفلسطيني إبراهيم نصرالله، الفائز بالجائزة الدولية للرواية العربية «البوكر»، هذا العام، عن روايته «حرب الكلب الثانية»، إن روايته الفائزة عن المستقبل وليس الراهن العربي، وهي أول رواية تتحدث عن المستقبل تفوز بالجائزة، ما يعني أن هناك مجالاً للكتاب للمغامرة دون خوف، نافياً أن تكون فلسطين وقضيتها غائبة عن الرواية.

وأشار إلى أن من يقرأ الروايات التي وصلت للقائمة القصيرة لـ«البوكر»، هذا العام، يحسّ بأطياف الكارثة في العالم العربي رغم تنوعها الكبير، مضيفاً «كروائيين وقراء لن نستطيع أن نهرب من الواقع الذي نعيش فيه، لا مكان يتسع لنا على الإطلاق. ومهما حاولنا أن نكتب لن نعبر عن التداخلات الاستثنائية التي تهز حياتنا على المستوى الاجتماعي والإنساني في عالمنا العربي».

ونفى نصرالله، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد مساء أول من أمس عقب إعلان فوزه بالجائزة بحضور رئيس وأعضاء لجنة التحكيم ومسؤولين بالجائزة، أنه كان على علم بالنتيجة قبل إعلانها رسمياً، مرجعاً إلقاءه كلمة مكتوبة عقب فوزه مباشرة إلى أن إدارة الجائزة كلفت المرشحين الستة الذين وصلوا للقائمة القصيرة بإعداد كلمة لإلقائها في حالة الفوز على ألا تتجاوز مدتها ثلاث دقائق.

وأوضح نصرالله أن روايته لا تعتمد فقط على الخيال العلمي، ولكنها تضم اتجاهات فنية متعددة، مثل الإنسان الذي يجمع في شخصيته أفكاراً متعددة وأحياناً متضاربة، كما أن اختياره للخيال العلمي يرجع إلى أن الأسلوب التقليدي لا يمكنه أن يعبر عن واقع غير تقليدي، لافتاً إلى أن أصعب ما في الرواية هو تأسيس المستقبل الذي تدور فيه باختراعات تفتّق عنها ذهنه.

وذكر أن غياب الماضي في روايته يشير إلى أن الإنسان لم يتعلم من ماضيه، ولم يستفد مما أنجز عبر التاريخ من العلم والفن والآداب والفلسفة ومن الديانات السماوية، مضيفاً: «نحن نتحدث عن التنوير، ولم نصل بعد إلى الدرجة التي نكون فيها مستنيرين بالفعل».

كما نفى ابتعاده عن فلسطين وقضيتها في الرواية الفائزة، معرباً عن اعتقاده بأن استمرار السواد الذي يعيشه العالم العربي حالياً سيمنع من الوصول إلى فلسطين التي نريدها، والتي لا يمكن أن تتحقق إلا إذا أصبح العالم والطبيعة سوياً بحالة جيدة. وقال: «ابتلينا بعدو يشن علينا حرب كلب منذ ما يقرب من 100 عام، ولم نرَ عدواً يعادي الإنسان والماء والهواء والشجر مثله».

من جانبه، أكد رئيس لجنة التحكيم لهذا العام، إبراهيم السعافين، ما تميزت به اللجنة من مسؤولية والتزام بالشفافية والصدق والنزاهة في اختيارها للروايات المرشحة ثم الرواية الفائزة، مضيفاً «أشهد أن الجائزة مؤسسية بدرجة عالية، ولا تحمل توجهات مناطقية أو مرتبطة بموضوعات وقضايا أو اتجاهات معينة، وأن كل هدفها أن يصل من يستحق إلى الجائزة».

تويتر