طالبة مشاركة في الملتقى.. تهزم مرض السرطان باستلهام مآثر مــؤسس الدولة
600 طـالـب وطـالبــة.. «علـى خطـى زايـــد الخير»
أُعلن أمس أسماء المدارس الفائزة في ملتقى تحكيم البحوث الطلابية، الذي نظمه الأرشيف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع مجموعة مدارس الإمارات الوطنية، تحت عنوان «على خطى زايد الخير».
مساندة استقطب المشروع طلاباً وطالبات من جميع فروع مدارس الإمارات الوطنية في أبوظبي، والعين، والشارقة، ورأس الخيمة. وساند الأرشيف الوطني الطلبة الزائرين لمقره، والراغبين في تأييد معطيات بحوثهم بالوثيقة التاريخية والصورة الفوتوغرافية، أو بالخرائط والوسائط المتعددة، وقدم لهم المعلومة الموثقة التي تثري بحوثهم. نتائج في مجال البحوث التي عرضها الطلاب للتحكيم، فاز بحث (زايد والتعليم) لمدارس الإمارات الوطنية، مجمع أبوظبي، وبحث (زايد والتراث) لمدارس الإمارات الوطنية، مجمع مدينة العين، وبحث (التنمر) لمدارس الإمارات الوطنية، مجمع مدينة محمد بن زايد. وفي بحوث الطالبات، فاز بحث (زايد والصحة) لمدارس الإمارات الوطنية، مجمع إمارة رأس الخيمة، وبحث (حفظ النعمة) لمدارس الإمارات الوطنية/ مجمع أبوظبي، وبحث (أصحاب الهمم) لمدارس الإمارات الوطنية/ مجمع مدينة محمد بن زايد. |
وفاز بالمرتبة الأولى (للطلاب) بحث طلاب مدرسة الإمارات الوطنية - مجمع أبوظبي، ببحث «زايد والتعليم»، وفاز بالمرتبة الأولى (للطالبات) بحث طالبات مدرسة الإمارات الوطنية، مجمع إمارة رأس الخيمة «زايد والصحة».
وشهد الملتقى مشاركة ما يقرب من 600 طالب وطالبة، وأكثر من 100 بحث، حملت مآثر القائد المؤسس، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، التي ينبغي تعزيزها في نفوس الطلبة.
وحملت طيات الملتقى قصة نجاح استثنائية، مستلهمة من مآثر مؤسس الدولة، الشيخ زايد بن سلطان، رحمه الله، إذ اكتشفت طالبة، فازت مع فريق من مدرستها بالمركز الأول في الملتقى، إصابتها بورم سرطاني في الدماغ، في أكتوبر الماضي. وقد أخبرها الأطباء أن أمامها أياماً معدودة للبقاء على قيد الحياة، لكنها استطاعت أن تتحدى المرض، وتهزمه، لتواصل مشوارها في الحياة بنجاح، مستلهمة خطوات الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي استطاع أن يقهر الظروف الصعبة، ويتخطى المستحيل، ويؤسس دولة يزهو أبناؤها بالانتماء لها.
وتفصيلاً، اتسمت معظم البحوث المشاركة في الملتقى بقيمتها العلمية، وباتباع الطلبة الباحثين الأسلوب العلمي لدى بحثهم في تاريخ القائد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والإبحار في تفاصيل إنجازاته، وعطائه، وجهوده التي توّجت الإمارات بين أكثر دول العالم تقدماً، وبإسهامها في ربط أجيال الحاضر بقيم القائد المؤسس وتاريخه الحافل بالعطاء.
وتميز الملتقى هذا العام بأنه حمل اسم القائد الرمز، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وبضرورة أن تكون البحوث التي أسفر عنها المشروع ثرية بمآثره وقيمه التي ينبغي تعزيزها في نفوس جميع أبناء المجتمع، لما لها من دور في التنشئة الوطنية السليمة. كما حفل الملتقى بالتجارب التي تحثّ على السلوك الإيجابي، وبالقصص الإنسانية المؤثرة التي تحمل في طياتها التحدي والانتصار.
وأشار المدير التنفيذي في الأرشيف الوطني، ماجد سلطان المهيري، إلى ما تتميز به البحوث المشاركة من طابع علمي وجدية في تناول تاريخ القائد الخالد، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتفاصيل إنجازاته وعطائه، معرباً عن حرص الأرشيف على غرس قيم القائد المؤسس وتاريخه الحافل بالعطاء في نفوس أبنائنا الطلبة، ليكونوا مواطنين صالحين قادرين على حمل أمانة الوطن، والحفاظ على ما حققته القيادة الحكيمة التي تسير على النهج الذي خطّه لها الشيخ زايد، رحمه الله، لافتاً إلى أن ما يميز البحوث الطلابية لهذا لملتقى هذا العام أنها تخطت كتابة البحث لتجعل الطلبة المشاركين يتمثلون سيرة الشيخ زايد، ويخلصون منها برسائل توعوية ومجتمعية تعزز القيم الأخلاقية.
وأضاف: «إننا نستمد من سيرة الشيخ زايد العطرة القدرة على العطاء، وستظل آثاره وأعماله الجليلة منارة نهتدي بها على طريق الانتماء للوطن والولاء لقيادتنا الحكيمة، فهو القائد الذي جعله العالم نبراساً للحكمة، وإن كان قد رحل عنا بجسده فإن آثاره الطيبة ماثلة أمام أعيننا في جميع تفاصيل الحياة».
وقال المهيري: «ونحن نتوج الفائزين بهذا المشروع البحثي والوطني لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل إلى مدارس الإمارات الوطنية على أسلوبها الفريد في التعليم، وعلى حرصها على تنشئة طلابها وطالباتها على حب الوطن، وهذا ما حدا بها إلى مدّ جسور التعاون مع الأرشيف الوطني ليكمل دورها هذا، وليفتح أبوابه أمام وفود الطلبة الذين أثروا بحوثهم من السجلات والوثائق التاريخية، ومن مكتبة الإمارات، ما زاد في أهمية البحوث الطلابية التي احتوت المعلومة التاريخية الموثقة، التي ضاعفت أهمية هذه البحوث».
بناة الوطن
من جانبه، أعرب مدير عام مجموعة مدارس الإمارات الوطنية، الدكتور كينيث فيدرا، عن تقديره للأرشيف الوطني على تعاونه ودعمه المستمر للطلبة، وشراكته الاستراتيجية والتزامه في بناء شخصية الطالب والطالبة ليكونوا بناة للوطن وعلى قدر المسؤولية التي سيحملونها مستقبلاً، مشيداً بالمستوى الذي بلغه طلبة مدارس الإمارات الوطنية على صعيد البحث العلمي، والحس الوطني النبيل الذي يبشر بالخير.
وتتسم بحوث هذا المشروع، الموجّه لطلاب وطالبات الصف التاسع حصرياً في مدارس الإمارات الوطنية، بكونها لا تقتصر على الجانب النظري، إذ يتوجب على الفريق المشارك أن يخرج منه برسالة توعوية ومجتمعية تعزز القيم الأخلاقية التي تصبّ في خدمة المجتمع والمساهمة في نشر المعرفة الوطنية، وهذا ما جعل الطلبة الباحثين يلجؤون إلى عمل مطويات للتوعية بالرسالة التي خلصوا إليها من بحثهم، وإلى حملات إعلامية للوصول إلى الجمهور المستهدف، وإلى عقد اللقاءات المتخصصة في مجال البحث لتعزيز محاور البحث والقدرة على إقناع الجمهور، وإلى توزيع الهدايا، وتنظيم الفعاليات وغيرها.
خطوات زايد
وشهد الملتقى تجربة استثنائية، أسبغت عليه أهمية إضافية، وضاعفت سطوعه الإنساني، إذ واجهت الطالبة الإماراتية عائشة راشد السويدي، من مدرسة الإمارات الوطنية في رأس الخيمة، خبر إصابتها بورم حميد في الدماغ، في أكتوبر الماضي، بمشاعر الرضا بما كتبه الله لها، بعدما أخبرها الأطباء أن أمامها أياماً معدودة للبقاء على قيد الحياة، كما تقول، إلا أنها رفضت الاستسلام للمرض، وقررت أن تتحداه وتهزمه، وأن تواصل مشوارها في الحياة بنجاح، مستلهمة خطوات الوالد الشيخ زايد.
وتشرح عائشة لـ«الإمارات اليوم» أن بداية اكتشافها للمرض كانت عندما ذهبت إلى الطبيب تشكو من ألم في ساقها، لتكتشف أن ما تعانيه ناتج عن إصابتها بورم في الدماغ، أثر في وظائف الحركة في الجسم. وتضيف أنها سافرت إلى كوريا، حيث تم استئصال الورم، وتلقت علاجاً لمدة ستة شهور تقريباً، تضمن علاجاً طبيعياً، لتعود وتمارس حياتها الطبيعية.
وأوضحت عائشة، التي فازت مع فريق من مدرستها بالمركز الأول للطالبات في الملتقى، عن بحث بعنوان «زايد والصحة»، وتحديداً عن أورام الدماغ، أنها شاركت في المسابقة رغبة منها في توعية الناس بمرض أورام الدماغ، وكيفية مواجهتها، مضيفة أن «من يواجه الموت لابد أن يعيد التفكير في الحياة، والأشياء التي يرغب في تحقيقها قبل رحيله».
وتعد عائشة أصغر إعلامية إماراتية، إذ خاضت تجربة تقديم البرامج مع إذاعة رأس الخيمة وقناة سما دبي، كما شاركت في تقديم فعاليات مختلفة، وهي حاصلة على دبلوم القيادة الشبابية الاستثنائية الدولية من كلية روما لإدارة الأعمال في إيطاليا.
وتؤكد أنها، من خلال تجربة المرض، أدركت مدى الجهود الكبيرة التي قام بها المغفور له الشيخ زايد، من أجل تأسيس دولة قوية تحظى بمختلف الخدمات المتطورة، خصوصاً جهوده في تطوير مجال الصحة وتوفير كل السبل للحفاظ على صحة أبناء شعبه. كما لمست من خلال البحث الذي أعدته مع صديقاتها في المدرسة عن جهود الشيخ زايد في هذا المجال، أن ما قام به الوالد المؤسس من عمل لبناء وتطوير الدولة، مازال متواصلاً في ظل قيادة دولة الإمارات وحكامها، موضحة أن «هناك تطوراً مستمراً في الخدمات الصحية في الدولة، وعلى سبيل المثال خلال الشهور الستة الماضية، تم شراء جهاز جديد لعلاج الأورام لا يوجد إلا في أميركا فقط، كما تم الإعلان عن وضع حجر الأساس لأول مستشفى للعلاج بالبروتون في أبوظبي».
وقالت السويدي إن تأثير الشيخ زايد عليها لا يقتصر على توفير فرصة العلاج لها في داخل الدولة وخارجها، ولكنها أيضاً استلهمت من شخصيته العديد من الصفات التي أثرت في شخصيتها وأسهمت في منحها الإصرار والعزم لمواجهة المرض والتغلب عليه، ومنه استلهمت صفة القيادة والطموح والعزم، مشيرة إلى أن مساندة أسرتها وصديقاتها وزميلاتها كانت دافعاً قوياً لها للشفاء وتجاوز هذه المحنة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news