دراما رمضان 2018 تواجه الإرهاب بالفن
مازال الإرهاب يمثل مادة وموضوعاً جاذباً لصُنّاع الدراما العربية، حيث يحضر الإرهاب والتطرف في دراما رمضان 2018 من خلال عدد من الأعمال الدرامية التي ستعرض على الشاشات العربية، ورغم اختيارها للإرهاب والتطرف، إلا أن المعالجة التي تقدمها تختلف من عمل إلى آخر، للتنوع بين الأعمال التاريخية والاجتماعية والإنسانية و«الأكشن»، في محاولة منها لتوضيح كيفية انتشار الفكر الإرهابي المتطرف، مستغلاً النزعة الدينية أو الحاجة المادية لدى البعض لتحويلهم إلى أشخاص ضد المجتمع ومصدر تهديد له. من تلك الأعمال مسلسل «السهام المارقة»، الذي أنتجته «مؤسسة أبوظبي
«أمر واقع»
لا يبتعد مسلسل «أمر واقع» عن فكرة مطاردة الإرهاب والإرهابيين، حيث يقوم بطل العمل كريم فهمي بشخصية ضابط شرطة متخصص في مكافحة الإرهاب، يُكلف إحباط عملية إرهابية تستهدف أحد السفراء الأجانب في القاهرة، بمشاركة ضابط آخر صديقه، يجسده الفنان أحمد وفيق. العمل من تأليف محمد رفعت، وإخراج مجدي سميري. |
للإعلام»، ومن المقرر أن يعرض على قناة أبوظبي خلال شهر رمضان المقبل، ويسعى المسلسل إلى رسم صورة للحياة في ظل أفكار المتطرفين، حيث تدور أحداثه حول مدينة عربية جرى احتلالها من قبل ميليشيات جماعة إرهابية اسمها «أرض الخلافة»، وتحاول شخصيات المسلسل التأقلم للعيش والنجاة تحت هذا الحكم الدموي المتطرف، الخالي تماماً من مشاعر الرحمة والإنسانية، فيقدم العمل الذي كتبه الإخوة محمد وخالد وشيرين دياب، وأخرجه محمود كامل، عن رؤية الداعية الشاب د. معز مسعود، نماذج لتصرفات المقيمين في تلك المدينة، والتي تختلف باختلاف دوافعهم وأفكارهم وشخصياتهم، مثل شخصية «عمار»، التي يؤديها الفنان شريف سلامة، وهو أحد أبرز قادة التنظيم، ما يؤدي إلى وقوعه في صراع داخلي بين هذه الأفكار وحبه لزوجته «حبيبة» الرافضة لأفكار الجماعة الإرهابية، والتي بدورها تدعم المقاومة إلى حين يتم الإمساك بها وقتلها، لتكون لحظة تحول الأحداث في حياة «عمار»، ويبدأ برؤية الأمور على حقيقتها، وهناك أيضاً شخصية المقاتل «طلحة»، التي يجسدها الفنان وليد فواز، الذي انضم إلى الجماعة الإرهابية لإرضاء شهواته من خلال الزواج بأربع نساء، وينتهي به الحال بمأساة، ليوضح المسلسل في النهاية ضعف أفكار المتطرفين، وأنها بنيت على استغلال سوء الظروف التي يعيشها الأفراد بهدف تجنيدهم، لذلك سرعان ما يتبدد هذا الإيمان وسط الدموية الشديدة التي يعيشون فيها.
ويأتي المسلسل التاريخي «المهلب بن أبي صفرة»، للكاتب محمد البطوش، وإخراج محمد لطفي، ليستعرض حياة «المهلب بن أبي صفرة الأزدي»، أحد ولاة الأمويين، متطرقاً لكيفية تعيينه والياً على خراسان، ونشأته وحياته، وفترة حكمه، وتصديه للخوارج حتى قضى عليهم، كما يركز العمل على القيم الداعية لنبذ العنف والتطرف الديني، ونشر التسامح بين الناس.
«زين»
عن جهود مكافحة الإرهاب في سيناء بمصر، تدور أحدا ث مسلسل «نسر الصعيد»، الذي يقوم ببطولته الفنان محمد رمضان، ويجسد فيه شخصية الضابط الصعيدي «زين»، الذي يطلب نقله إلى سناء ليشارك في جهود محاربة الإرهاب والتكفيريين هناك، بعد أن يستشهد ابن عمه المجند في سيناء، الذي يجسد دوره الفنان الشاب أحمد خالد صالح، نجل الفنان الراحل خالد صالح. المسلسل من تأليف محمد عبدالمعطي، ومن إخراج ياسر سامي، ويشارك في بطولته سلوى خطاب، باسم الزارو، سيد رجب، درة، عائشة بن أحمد، عايدة رياض، محمد عز، أحمد خالد صالح، يوسف عثمان.
«أبوعمر المصري» هو عنوان رواية للكاتب المصري عزالدين شكري فشير، التي تحولت هذا العام إلى مسلسل يقوم ببطولته الفنان أحمد عز، ويعرض العمل كيف يمكن أن تحول الظروف الاجتماعية والاقتصادية والظلم الإنسان إلى وحش يعادي كل من حوله، وتصنع من أبناء المجتمع المهمشين قنابل إرهابية، تهدد استقرار وسلامة الجميع، محذراً الشباب من الجماعات التي تتاجر بالدين.
وتدور أحداث العمل، الذي كتبت له السيناريو والحوار مريم نعوم، وأخرجه أحمد خالد موسى، حول محام يؤمن بضرورة إيجاد حلول منصفة للطبقة الفقيرة والكادحة، عبر تحريك المياه الراكدة والساكنة في المجتمع المصري، فيقوم بتأسيس «تنظيم سلمي» مع مجموعة من أصدقائه المحامين الجُدد، بهدف حل بعض مشكلات المواطنين وقضايا الناس البسطاء، بعيداً عن مافيا المحاماة وأسعارهم المبالغ فيها، لكنه يتورط في مشكلات عدة، تفرض عليه الهرب من بلده، ليعيش محطات درامية مختلفة في بلدان عدة، مثل فرنسا والسودان ورومانيا وأفغانستان التي ينضم فيها إلى معسكر للإرهابين، ويعيش بينهم، ويتحول إلى إنسان عنيف لا يتردد عن القتل.
«كلبش 2»
بعد النجاح الذي حققه مسلسل «كلبش» عند عرضه في رمضان الماضي، يقدم الفنان أمير كرارة هذا العام «كلبش 2»، الذي شهد تحولات جذرية في القصة، فبعد أن ظل الضابط سليم الأنصاري مطارداً في معظم حلقات الجزء الأول، ينتقل في الجزء الثاني، وبعد أن تظهر براءته، ليطارد الشر في مختلف صوره، ويتحول إلى الانتقام من رموزه، كما ينتقل في الجزء الجديد من مطاردة الفساد إلى مطاردة الإرهاب، حيث تبدأ الأحداث بمباشرة سليم التحقيق في قضية معقدة، ويتصدى لهجوم إرهابي، ويتمكن من القبض على أحد المطلوبين الخطرين، لكن شبكة الإرهاب تقتل أفراداً من أسرته، ليبدأ بعدها مشوار الانتقام، ويواجه الأنصاري شبكة متداخلة من الإرهابيين التابعين لحركات وجماعات إرهابية في دول مجاورة لمصر، ورؤوس الفساد، وتجارة الأعضاء.