خلود الرستماني.. توظّف الابتكار لإسعاد الناس
نجحت الرئيس التنفيذي للسعادة والإيجابية في المجلس الاتحادي للتركيبة السكانية، خلود الرستماني، في تحقيق ما تطمح إليه من تميّز على أكثر من صعيد، معتمدة على طموحها ورغبتها في المشاركة الفعالة في نشر السعادة والإيجابية ومقومات النجاح على نطاق واسع، من منطلق إحساسها بالمسؤولية، وشغفها بالأفكار الخلاقة والمشروعات المبتكرة التي تطرح تجارب التميز وروح الإبداع.
وتؤكد خلود، في حوارها مع «الإمارات اليوم»، أن «السعادة تنبع من القلب، والابتكار مصدره العقل، ونحن مطالبون دوماً بتوظيف مفاهيم الابتكار والتكنولوجيا الحديثة لإسعاد الناس»، مشيرة إلى أنها تنظر إلى كل مشروع تقدمه لتحقيق تلك الغاية كعمل فني متكامل.
منوهة بالبرنامج الوطني للسعادة والإيجابية، الذي يعد إحدى أهم المبادرات التي سعت الدولة إلى إطلاقها عبر دعم مستويات السعادة والإيجابية في دولة الإمارات، وتحديد أولويات المجتمع ومصادر السعادة بالنسبة لشرائحه، من خلال دعم عمل الرؤساء التنفيذيين للسعادة والإيجابية، والتنسيق بين توجيهات وزيرة الدولة للسعادة، عهود الرومي، ومختلف الجهات الحكومية، سواء الاتحادية أو المحلية، لتنفيذ السياقات والبرامج الكفيلة باستنباط وتفعيل بيئة عمل سعيدة وفق أفضل الممارسات العالمية، وبشكل يتناسب مع توجهات دولة الإمارات في هذا المجال.
أسرار النجاح ترى خلود الرستماني أن الطموح والمبادرة والإيجابية من أهم شروط وأسرار النجاح، بالإضافة إلى الاستمرارية والتخطيط والرؤية الواضحة، التي يجب أن ترتبط بالمثابرة، إذ «لا يمكننا الوجود بشكل منفصل في محيطنا الاجتماعي، لأن العلاقات الإيجابية الجيدة والمرونة في التعاطي مع ضغوط الحياة والإيجابية، شرط أساسي للنجاح في جميع المجالات». فنّ تسمح به أوقات الفراغ لا تبتعد خلود الرستماني كثيراً عن شغفها بالرسم، بعد الاستفادة من أوقات الفراغ للعودة إلى الألوان المائية التي تعلقت بها، في الوقت الذي استفادت من تخصصها الأكاديمي في مجال تصاميم المشاريع التي تقدمها في مجال عملها. وقالت «أحاول الحفاظ على هذا الشغف بحسب ما تسمح به أوقات الفراغ القليلة، ومازلت أتذكر بفرح مشاركتي الأخيرة بلوحتين فنيتين قبل عامين، في الديوان الذي أطلقه مكتب الشهداء التابع لديوان ولي العهد، وتضمن مجموعة من القصائد والرسومات». أبنائي وزوجي.. مصدر فرحي لا تتردد خلود في خلع عباءة العمل الوظيفي والعودة إلى ممارسة دورها كأمّ لثلاثة أبناء تعتبرهم مصدر سعادتها، في الوقت الذي تتعاطى بأريحية مع تفاصيل الحياة المختلفة في البيت. وقالت «أحاول أن أكون شخصاً ملهماً لأبنائي، ومنغمساً في أدق التفاصيل التي يعايشونها، كما أظل محظوظة دوماً بدعم زوجي الذي يتفهم طبيعة عملي ومسؤولياتي، ولا يتردد في دفعي إلى الأمام». • دراستي للفنون الجميلة لم تتوقف عند حدود الجانبين النظري والبصري، بل تعدتها إلى الهدف والرسالة. • في «سعادة بلا حدود» نهدف إلى ترسيخ مفاهيم السعادة وتعزيزها، لتصبح ممارسة وثقافة ونهج حياة في الإمارات. |
تجارب
وقالت خلود، التي درست الفنون الجميلة، وانتقلت للعمل في مجال الإدارة والتخطيط الاستراتيجي: «من خلال تجربتي الحالية، استطعت الاطلاع على أفضل الممارسات والعلوم التي تدرّس في كبرى الجامعات العالمية بالولايات المتحدة وبريطانيا، لاسيما (علم السعادة) الذي لا يعد اليوم مجرد نظريات علمية فحسب، وإنما تطبيق علمي موثق يُعنى بدرس مدى تأثير مبدأ السعادة في صحتَي الإنسان النفسية والجسدية».
ولهذا السبب تؤكد خلود أهمية تطبيق أفكار السعادة في بيئة العمل، من خلال وضع المبادرات الهادفة إلى تعزيز صحة الموظفين، وتقوية العلاقات الاجتماعية في ما بينهم.
وقالت إنه «من خلال البرنامج الوطني للسعادة، يمكن تخصيص ساعات سعادة للموظفين لتقوية العلاقات الاجتماعية، والاهتمام أكثر بمفهوم العمل التطوعي، ولتحقيق هذا الأمر، يجب أن يكون هناك تفهم تام من قبل القيادة العليا، واستيعاب لأهمية مفاهيم السعادة والإيجابية، وأثرها في رفع إنتاجية الموظفين، بالإضافة إلى إعطاء القيمة والأهمية لخطط العاملين الفردية، وقياس ارتباطها بالاستراتيجيات العامة من جهة، وزيادة الاهتمام بصحة الموظفين، سواء على المستوى النفسي والذهني، أو على المستوى البدني من جهة أخرى، لخلق بيئة عمل سليمة وخلاقة تراهن على راحة الموظفين، وتنمية مهارات اليقظة الذهنية والفحوص الدورية للأفراد».
خبرات وطموحات
من أجل تطوير قدراتها وخبراتها المهنية، وإرضاء طموحاتها، حصلت خلود الرستماني، على دبلوم خبير الابتكار الحكومي من مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي، وتنقلت لاحقاً بين مناصب إدارية عدة، بداية من عملها بإدارة التطوير في المركز الوطني للإحصاء، التي تعتبرها خلود أول بيئة حاضنة لموهبتها في مجال التطوير المؤسسي، قبل أن تتنقل بين عدد من المؤسسات في أبوظبي، منها القيادة العامة لشرطة أبوظبي، التي تنقلت فيها بين إدارة الاستراتيجية والأداء، فاجتهدت في تطوير السياسات التشغيلية الداخلية على المستوى المحلي، في الوقت الذي انتمت خلود إلى الدفعة الأولى من فريق الصحة، الخاص بدبلوم خبير الابتكار الحكومي.
والتحقت خلود لاحقاً ببرنامج الرئيس التنفيذي للسعادة والإيجابية في المجلس الاتحادي للتركيبة السكانية، الذي تصفه بالقول: «نحاول نشر مفاهيم السعادة، سواء على المستوى الوظيفي، أو على المستوى الشخصي، عبر تنفيذ عدد من الرؤى والمشروعات المبتكرة وورش العمل التطوعية التي أشارك فيها»، لافتة إلى عضويتها في فريق «سعادة بلا حدود»، الذي يضم الرؤساء التنفيذيين للسعادة والإيجابية، ويهدف إلى ترسيخ مفاهيم السعادة وتعزيزها، لتصبح ممارسة وثقافة ونهج حياة في مجتمع الإمارات.
رسالة الفنون الجميلة
على صعيد آخر، لا تنسى خلود الرستماني دراستها في جامعة زايد وتخصصها في مجال الفنون الجميلة وتصميم الغرافيك، الذي بدأت إثره مشوارها المهني المتنوع، الذي لم تتخلّ فيه عن شغفها بالفنون الجميلة وبفن الغرافيك الذي عشقته.
وأوضحت: «دراستي للفنون الجميلة لم تتوقف عند حدود الجانبين النظري والبصري، بل تعدتها إلى الهدف، والرسالة التي أتوجه بها لشرائح الجمهور المستهدف، فأي مشروع أو مهمة أقوم بها أهتم فيها بالنظر إلى الهدف، والرسالة التي يجب علي إيصالها، لهذا السبب أنظر إلى كل مشروع استراتيجي في مجال الابتكار والسعادة كعمل فني متكامل، لأن الإدارة فن، والابتكار والسعادة فن، والعمل التطوعي ينسحب كذلك على معطيات الفن والابتكار».