كانت تستغلّ الوضوء لتبلّ ريقها
ياسمين منصور: أعترفُ لأبي في «الثامنة» لم أصم طول النهار
من الصعب نسيان المرة الأولى للصيام، إذ تظل ذكراها عالقة في الذهن، خصوصاً أن الكثير من المواقف الطريفة يرتبط بها: شرب الماء خفية، سرقة الطعام خلسة، الاختباء وتناول الطعام، تمثيل التعب من الصوم، عبر هذه الإطلالة نتعرف إلى ذكريات أولى تجارب الصيام، بكل ما فيها من صعوبات وطرافة.
«في شهر رمضان أعتكف عن المتابعات الفنية لأمارس الشعائر الدينية». |
بدأت الممثلة المصرية المقيمة في الإمارات ياسمين منصور، الصيام وهي في الثامنة من عمرها، وتقول «كنتُ الأصغر عمراً مقارنة بأقراني في العائلة، ولكنني قررت الصيام لأثبت لهم أنني كبيرة، وكان هذا الهدف»، وأضافت «لدينا عادة في مصر، وأعتقد أنها موجودة في أقطار عربية أخرى، أن نجتمع في اليوم الأول من شهر رمضان في البيت الكبير، الذي عادة يكون بيت الجد والجدة، وأذكر تماماً ذلك اليوم، لأن أبي أعلن للعائلة أن طفلته الصغيرة ستصوم، فكنت محط ترحاب وتشجيع كبيرين».
وتعود منصور إلى ذكرياتها، وهي تضحك، «كان الهدف أن أثبت لهم أنني أصبحت كبيرة، ومنذ دخولنا بيت جدي، تم الاحتفاء بي، لكن ومع مرور الدقائق، بدأت أشعر بالعطش، مع أن الطقس كان شتاء، ولكن التململ بدأ يسيطر علي، فجاءتني فكرة، وهي الصلاة التي نتوضأ من أجلها، فكان الوضوء هو المخرج، بحيث كنت أتمضمض وأشرب كمية من الماء في الوقت نفسه، دون أن يشعر بي أحد»، وتكمل «كنت كل فترة أقول لهم إنني ذاهبة للصلاة، فصليت أكثر من عدد الفرائض، لأنني أريد أن أشرب الماء». مؤكدة «أذكر تماماً أنني كنت أشعر بالحرج بيني وبين نفسي، خصوصاً أن ذلك ترافق مع سعادة والدي بي وبصيامي».
وبالحديث عن والدها تقول منصور «كان دائماً المشجع الأول لي، وكان يأتيني بالهدايا والشوكولاتة التي أحبها مكافأة لصومي، لكنه سيقرأ اليوم اعترافي هنا لأول مرة في حياتي».
وتنتقل منصور للحديث عن ذكريات شهر رمضان «حينها كنت في مصر قبل انتقالي للعيش في الإمارات، رمضان في مصر مختلف، شعبيّ ومملوء بالمفارقات، مملوء بالأنوار والفوانيس المتراصة، إذا مشيت في الشارع وألقيت نظرة إلى الأعلى نحو الشرفات، فستجد الأنوار والفوانيس ترحب بك، ناهيك عن بائعي المشروبات الذين ينتشرون قبيل الإفطار بدقائق، كي يرووا عطش الصائمين، وصوت الأباريق، والأهازيج التي ترافقها، يا عرق سوس ويا تمر هندي، ذكريات جميلة مملوءة بالمحبة».
وتقول منصور «مازلت أنا وأشقائي المقيمين في الدولة نحرص على لمة العائلة في شهر رمضان، ونستقدم أمي وأبي لتمضية هذا الشهر بيننا، صحيح أن فكرة البيت الكبير لم تعد موجودة، لكننا على الأقل نمارسها مع أفراد عائلتنا الصغيرة»، وتؤكد «العادة التي لم أنقطع عنها أبداً منذ الصغر هي صلاة التراويح، وقراءة القرآن، وعلى الرغم من علاقتي المهنية بالفن، إلا أنني في شهر رمضان أعتكف عن المتابعات الفنية لأمارس الشعائر الدينية»، فشهر رمضان بالنسبة لمنصور «سلام داخلي يمنحني جرعة أمل وطاقة إيجابية تستمر معي إلى بقية الأشهر من السنة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news