طلال الراشد: من يَعِش في الخليج يعرف معنى التنوع
من الصعب نسيان المرة الأولى للصيام، إذ تظل ذكراها عالقة في الذهن، خصوصاً أن الكثير من المواقف الطريفة يرتبط بها: شرب الماء خفية، سرقة الطعام خلسة، الاختباء وتناول الطعام، تمثيل التعب من الصوم، عبر هذه الإطلالة نتعرف إلى ذكريات أولى تجارب الصيام، بكل ما فيها من صعوبات وطرافة.
يؤكد متذوق الطعام وخبير الفندقة الكويتي، طلال الراشد، أنه من المحتمل أن يكون ما آل إليه ليصبح متذوقاً للطعام يجوب العالم، وينقد أهم المطاعم العالمية، يعود إلى أطباق شهر رمضان، موضحاً «من يعش في الخليج يعرف أن ثمة عادة أعتقد أنها مازالت موجودة، تكمن في تبادل الأطباق مع الجيران، هذه الأطباق متنوعة بتنوع الجنسيات المختلفة التي تعيش في بلاد الخليج، والذائقة تبدأ مع تلك الأطباق التي تدلّك على ثقافات الشعوب».
من رائحة البهارات كانت أمي تتعرَّف على جنسيات أطباق الجيران. |
الراشد، المقيم في الإمارات والذي يعتبر من مشاهير الـ«سوشيال ميديا»، يقول عن ذكرياته مع اليوم الأول الذي صام فيه: «مثلت الصيام، فقد كان عمري يقارب الثماني سنوات حين قررت عائلتي وجوب تدريبي على الصوم»، وقال «طبعاً مثّلت على عائلتي الصوم، فكنت أتململ طوال الوقت وأشرب خلسة الماء، إلى أن يأتي موعد تبادل الأطباق مع الجيران»، موضحاً «حينها دخلت عالم الأطباق المتنوعة، وكنت دائماً أسرق لقمة من تلك الأطباق سواء الخارجة من منزلنا أو الداخلة إليه»، ويضيف «كانت أياماً جميلة وسعيدة، وتؤكد مدى المحبة التي تغمر الناس، والتي تتضح معالمها في شهر الخير»، ويتذكر «أذكر عندما أمسكتني أمي وأنا أتناول الطعام خلسة، وقالت لي ألا حرج علي بسبب عمري الصغير، حينها أدركت معنى الترغيب وليس الترهيب»، ويكمل الراشد «أتذكر أيضاً عندما كانت أمي تستلم الأطباق من الجيران، وتبدأ من رائحة البهارات تصنف ذلك الطبق حسب بلده».
ويختم الراشد «تلك الأيام، تحديداً أيام الطفولة والعلاقة الذهنية المرتبطة بشهر الخير، هي التي تجعلنا نشعر بسلام، يزورنا هذا الإحساس بين الفينة والأخرى ليذكرنا كم نحن ننتمي إلى أمة محبة ومعطاءة، على الرغم من كل المآسي التي تعيشها أقطار كثيرة في المنطقة».