الأمير هاري وماركل يتبادلان عهود الحب والخواتم
وسط أجواء ملكية فخمة، أعلن كبير أساقفة كانتربري، أمس، زواج الأمير البريطاني هاري، والممثلة الأميركية ميغان ماركل، خلال مراسم أضفت بريق هوليوود على عائلة مالكة يمتد تاريخها منذ 1000 عام.
زهور ديانا.. حاضرة انتشرت الورود البيضاء المفضلة لدى ديانا، والدة الأمير هاري الراحلة، في أنحاء كنيسة سانت جورج وعلى شرفاتها وأبوابها، حيث جرت مراسم زفافه إلى الممثلة الأميركية ميغان ماركل أمس. واستخدمت منسقة الزهور، فيليبا كرادوك، وروداً بيضاء وزهور الفاونيا وأعواد نباتات الزان والبتولا وشجرة النير، والكثير منها جُمع من حدائق ومتنزهات وندسور، وفقاً لما ذكره المكتب الإعلامي للأسرة المالكة. وينتشر كثير من هذه الورود في الحديقة البيضاء في قصر كينزنجتون، إذ زرعت تكريماً لذكرى ديانا أميرة ويلز الراحلة. الملكة تمنح حفيدها لقب دوق قال قصر بكنغهام إن «الملكة إليزابيث ملكة بريطانيا، منحت حفيدها الأمير هاري، أمس، لقب دوق ساسكس، ما يعني أن ميغان ماركل أصبحت دوقة بعد مراسم الزفاف. وحصل هاري أيضاً على لقبي إيرل أوف دمبارتون وبارون كيلكيل». فستان تقليدي من «جيفنشي» ارتدت ميغان ماركل فستان زفاف أبيض تقليدياً من دار أزياء «جيفنشي» للمصممة كلير وايت كيلر، في زفافها على الأمير هاري، وعليه وشاح يمثل النباتات من 53 دولة بالكومنولث الذي تقوده بريطانيا. وقال قصر بكنغهام: «أعربت ماركل عن رغبتها في وجود كل دول الكومنولث الـ53 معها في رحلتها خلال المراسم». الملايين يتابعون احتشد الآلاف من محبي العائلة المالكة وراء حواجز اكتسى الكثير منها بالأعلام البريطانية والأميركية بمدينة وندسور الإنجليزية، لمتابعة زفاف الأمير البريطاني هاري وميغان ماركل. وبدأ الحفل الساعة 11 بتوقيت غرينتش، واستمر لساعة. وتابع الملايين عبر الشاشات حفل زفاف حفيد الملكة إليزابيث المحبوب والممثلة الأميركية. |
وسارت ميغان نجمة مسلسل «سوتس» بمفردها في فستان أبيض بأكمام طويلة داخل كنيسة سان جورج، التي تعود للقرن الـ15 بقلعة وندسور، إذ رافقها ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز، وسلمها لابنه المنتظر عند مذبح الكنيسة.
وبعد أن تبادل العروسان عهود الحب والتقدير «حتى الموت»، وضع هاري (33 عاماً) السادس في ترتيب ولاية العرش في بريطانيا خاتماً من الذهب الويلزي حول إصبع ميغان أمام الحضور، من بينهم جدته الملكة إليزابيث، وكبار أفراد العائلة المالكة، ومشاهير من بينهم الإعلامية الأميركية أوبرا وينفري.
ورغم تماشي مراسم الزواج مع تقاليد الملكية التي يعود تاريخها إلى عام 1066، أضفت ميغان لمسات عصرية، فميغان لم تتعهد بأن تطيع زوجها كما أن هاري، وبخلاف كبار ذكور العائلة المالكة، سيرتدي خاتم الزواج.
وحيا الزوجان نحو 1200 شخص من العامة وجهت لهم الدعوة خصيصاً لحضور الحفل في القلعة، واستقلا عربة موكب عبر وندسور.
ولن يغادر الأمير وزوجته على الفور لقضاء شهر العسل وسيقومان بأولى مهامهما الرسمية كزوج وزوجة هذا الأسبوع.
وقال الأسقف الأميركي، مايكل كوري، للضيوف، الذين حضروا حفل الزفاف: «إن الأمير هاري وميغان ماركل متحدان بـ(قوة الحب الصادق)».
وأضاف كوري، وهو أول إفريقي - أميركي يترأس قداس الكنيسة الأسقفية: «وقع شابان في حب أحدهما الآخر، وشهدنا على ذلك جميعاً (هنا)».
وأضاف، في خطابه لـ600 ضيف، من بينهم الملكة إليزابيث الثانية وبقية أعضاء الأسرة الملكية: «إننا خلقنا بقوة الحب، ومن المفترض أن نعيش حياتنا بالحب».
بصحبة تشارلز
واصطحب الأمير تشارلز، ولي عهد بريطانيا، ميغان ماركل، عبر ممشى الكنيسة في مراسم زواجها من ابنه الأمير هاري، بعد اضطرار والدها للتغيب بسبب اعتلال صحته.
وقال مكتب هاري: «طلبت ميغان من صاحب السمو الملكي أمير ويلز مرافقتها عبر الممشى في كنيسة سان جورج يوم زفافها». وأضاف: «يسر الأمير أن يرحب بانضمام السيدة ماركل للعائلة المالكة بهذه الطريقة».
وخارج الجدران الحجرية القديمة لقلعة وندسور، مقر إقامة العائلة المالكة منذ 1000 عام تقريباً، اختلطت حشود المهنئين والسياح وفرق التغطية التلفزيونية تحت أعلام بريطانية وأميركية.
وقالت ماركل إنها حزينة لأن والدها لن يستطيع الحضور. لكنها عبّرت عن أملها في أن يحصل على الوقت الذي يحتاج إليه للاعتناء بصحته. وتوافد المشاهير على القلعة لحضور الزفاف، من بينهم جورج وأمل كلوني وأوبرا وينفري وديفيد وفيكتوريا بيكهام.
وشوهدت أمل كلوني مرتدية فستاناً أصفر وقبعة من اللون نفسه، بينما كانت ترتدي مصممة الأزياء نجمة البوب السابقة فيكتوريا بيكهام فستاناً أزرق داكناً.
وحضرت الحفل أيضاً نجمة البرامج الحوارية أوبرا وينفري، ونجمة التنس الأميركية سيرينا ويليامز، والممثل إدريس إلبا، ومؤلف الأغاني جيمس بلانت، إضافة إلى عائلة دوقة كامبريدج كيت ميدلتون زوجة شقيق هاري.
واحتشدت عشرات الآلاف من الأشخاص خلف الحواجز الأمنية في الشوارع القريبة من القلعة قبل أكثر من أربع ساعات من ظهور عربة هاري وماركل التي تجرها الجياد التي سارت لمدة 20 دقيقة عقب عقد القران. ومنعت الشرطة إلقاء الورد المجفف خلال المسيرة مستشهدة بمخاوف أمنية.
نفحة تنوّع
واستقبل البريطانيون بإيجابية دخول ماركل الممثلة الخلاسية السابقة والمطلقة الى العائلة المالكة، مرحبين بالنفحة العصرية والتنوّع الذي تضفيه على العائلة الملكية.
لكن في الأيام الأخيرة قبل الزواج، بدرت تصرفات عن عائلة ماركل جديرة بمسلسل تلفزيوني.
إذ ألغى والدها توماس ماركل حضوره في اللحظة الأخيرة بعد خضوعه لعملية في القلب. وقد أثار فضيحة قبل ذلك بعد التقاط صور له في مقابل بدل مادي.
أما أخوها غير الشقيق توماس ماركل جونيور، فتوجه إلى ويندسور رغم عدم دعوته إلى العرس، وأجرى مقابلات مع الصحف الصفراء، إلى جانب زوجته السابقة تريسي دولي، وابنهما تايلر الذي يزرع القنب.
وأثار الجنون الإعلامي المحيط بأسرة ماركل، تساؤلات بشأن استعدادات القصر والمخاطر التي قد تهدد بزيادة توتير علاقات هاري بالصحافة، التي يلقي عليها اللوم في وفاة والدته ديانا.
والتقى هاري بماركل عندما كانت في زيارة في لندن في يوليو 2016، وقام صديق مشترك بترتيب موعد بينهما دون معرفة سابقة.
كانت ماركل تبلغ 34 عاماً ومطلقة منذ ثلاث سنوات. أما هاري فكان يبلغ 31 عاما وخدم في الجيش 10 سنوات وله ماض من بضع علاقات متعثرة.
وعندما أعلن الاثنان خطوبتهما في نوفمبر 2017 قال هاري: «تضافرت كل الظروف وكانت ممتازة». وطلب هاري يدها خلال عشاء في منزله.