«طبّاخ» الدراما لا يتذوّقها في رمضان
«طباخ الدراما لا يتذوقها في رمضان».. ربما هذا هو واقع الحال، بالنسبة لنجوم وفنانين إماراتيين، يبذلون جهداً موسمياً في المشاركة بأعمال متنوعة، في سباق اللحاق بالموسم الرمضاني، لكنهم يزهدون في متابعتها في الشهر الفضيل لأسباب مختلفة.
ولا يقتصر الأمر على الممثلين فقط، بل يمتد لمنتجين نفذوا العشرات من الأعمال الإماراتية، التي يتابعها جمهور غفير، على شاشات التلفزيونات المحلية خصوصاً. وفي موسم تعرض فيه القنوات المحلية عدداً يصل إلى 42 مسلسلاً مختلفاً، بين محلي وخليجي وعربي، فإن صناع الدراما المحلية يعزفون عن المتابعة لأسباب مختلفة، وفي أحسن الأحوال، يتابع الفنان العمل الذي أدى أحد أدواره، لاعتبارات مهنية.
وفي الوقت الذي يحرص فيه جمهور عريض على متابعة مسلسل «البشارة»، الذي يلعب بطولته الفنان جابر نغموش، بمشاركة الشاب أحمد صالح، فإن نغموش نفسه الذي يطل يومياً على شاشة قناة الإمارات، لا يتابع بشكل يومي أي مسلسلات، أثناء رمضان، باستثناء مسلسله.
وقال بطل «البشارة»، لـ«الإمارات اليوم» عن متابعاته التلفزيونية: «قد تكون هناك طلات سريعة، بالصدفة، لبعض المسلسلات، دون أن تتحول غالباً إلى متابعة يومية، فالموسم متخم بالأعمال، والشهر الفضيل قصير، لذلك متابعتي المنتظمة تقتصر على مسلسلي (البشارة)، لأراه هذه المرة بعين المشاهد، ومعظم الفنانين يكتفون بمتابعة أعمالهم في رمضان».
خصوصية الشهر
أما المنتج المنفذ لمسلسل «البشارة»، الفنان سلطان النيادي، فيرى أن رمضان ليس الشهر الأمثل، لتخمة المعروض الدرامي. ويقول: «شخصياً، لا يتوافر لدي وقت لمتابعة الأعمال الدرامية في رمضان، وباستثناء متابعتي لـ(البشارة)، فإن قائمة مشاهداتي لدراما رمضان كل عام تبقى خالية من أي مسلسل».
ويضيف: «نهار رمضان ولياليه بالنسبة لي، أقضيها بين خصوصية العبادة في هذا الشهر الفضيل، وجَمعة الأسرة والأهل، لذلك فهو بالنسبة لي أزهد مواسم السنة في متابعة الدراما».
ويتابع النيادي، منتج العديد من الأعمال التي عُرضت حصرياً لأول مرة في رمضان، مثل: «حاير طاير»، و«حظ يا نصيب»، و«طماشة»، وغيرها: «أتابع عملي فقط، للوقوف على الصورة النهائية التي يصل عبرها للمشاهد، ويهمني الوصول إلى ردة فعل الجمهور تجاهه، سواء من خلال الملاحظات المباشرة، أو وسائل الإعلام، أو مواقع التواصل الاجتماعي». ويرى أن «العائلة هي الأولى بوقت الفنان، خصوصاً في رمضان، لاسيما حينما يكون مر بسباق مع الزمن، من أجل الحفاظ على وقت تسليم المسلسل، قبل الشهر الفضيل، فضلاً عن خصوصية الطقس العائلي، وأهميته في الحفاظ على كثير من المعاني، التي لا تنتقل بين الأجيال المختلفة، إلا من خلال الأسرة».
مهمة مستحيلة
وعلى الرغم من ابتعاده عن مجال الإنتاج هذا الموسم، فإن الفنان والمنتج الإماراتي أحمد الجسمي، الذي أمدّ المواسم الرمضانية بالعديد من الأعمال الناجحة، ينحى أيضاً نحو الزهد في متابعة دراما رمضان، مضيفاً: «اختيار عدد يسير من بين تخمة المعروض الدرامي في رمضان، من أجل المتابعة، يبدو بالنسبة لي مهمة مستحيلة».
ويوضح الجسمي أن «الأمر لا يقتصر على تخمة المعروض، بل على طبيعة الشهر الفضيل، ووقته الذي يمر سريعاً، بين العبادة والطقوس الاجتماعية والارتباطات الأسرية، فضلاً عن الارتباطات الأخرى التي غالباً تكون بعد الانتهاء من صلاة التراويح». ويؤكد الجسمي الذي يشارك في مسلسل «حدك مدك»، بدور النوخذة، مشاركاً لجمعة علي وعبدالله زيد، بإطلالة يومية على قناة «سما دبي»: «أتابع (حدك مدك)، باعتباره المسلسل الوحيد الذي أشارك به هذا العام، ويهمني أن أكون حققت هدفي من خلال هذا الوجود، سواء برسم البسمة على شفاه المشاهدين، أو مساندة زملائي الفنانين في تقديم عمل جدير بالمشاهدة».
على مدار الساعة
الفنان سعيد سالم، الذي لا تخلو مسيرته الفنية أيضاً من تجربة الإنتاج الدرامي للعرض خلال الموسم الرمضاني، يزهد بشدة - على حد تعبيره - في متابعة دراما رمضان: «في حقيقة الأمر إن تخمة المعروض الدرامي في شهر وحيد، هو رمضان، يضر بجميع الأطراف المرتبطة بالعمل الفني، سواء التلفزيونات، أو الفنانين، وأيضاً الجمهور، دون أن نستثني شركات الدعاية، التي تقف وراء تفاقم الظاهرة».
ويضيف: «لن تجد متابعين مخلصين للعديد من الأعمال الدرامية التي يتوالى عرضها على مدار الساعة، والسبب الوفرة الهائلة في المعروض، مقابل محدودية وقت المشاهد في رمضان، وتعدد أولوياته».
ويؤكد سالم أن وقته الرئيس في رمضان، إضافة إلى العمل، يبقى محصوراً بين العبادة، والوجود في محيط الأسرة والعائلة: «وهناك أشياء لا يمكن تعويضها إذا ما مرت في رمضان، أهمها روح الشهر الفضيل، وبركة العبادة وصلة الأرحام، كما أن جميع الأسر ترفع شعاراً عملياً في هذا الشهر، مفاده: جمعتنا غير في رمضان».
مع القاعدة
بطل «حدك مدك»، الفنان جمعة علي، لا يشذ عن قاعدة العزوف عن متابعة دراما رمضان، بالنسبة لنجوم، لطالما أسهموا في أعمال تُنتج خصيصاً لهذا الشهر، إذ يضيف: «لا أتابع أي مسلسل في رمضان، باستثناء (حدك مدك)، الذي أشارك صديقي عبدالله زيد بطولته».
ويتابع: «ليس لدي أي وقت لخلاف ذلك، فالعمل لم أشاهده بعد المونتاج، ولا أعرف ترتيب الحلقات، أو الطلة النهائية للعمل إلا من خلال عرضه اليومي على شاشة (سما دبي)».