يشارك في أعمال رمضانية عدة
منذر رياحنة.. حضور لافت في «المهلب»
الدراما جزء أساسي من اليوميات الرمضانية التي يعيشها الوطن العربي، تخلق معها علاقة قبول ورفض ونقد، وكذلك الممثلون النجوم الذين يظهرون بأدوارهم المتنوّعة، يصبحون أيضاً جزءاً من حكايات الناس، بالتعبير عنهم وعن قوتهم أو ضعفهم، في ما يقدمونه من شخصيات.. تتغير الشخصيات ويظل اسم الممثل ثابتاً، قادراً على أن يُنجح العمل أو يُفشله.
على المخرج محمد لطفي أن يكون ممتناً للأداء الذي يقدمه الممثل الأردني منذر رياحنة، في شخصية قطري بن الفجاءة في المسلسل التاريخي الملحمي «المهلب بن أبي صفرة»، مقارنة بأداء متواضع للممثل معتصم النهار الذي أدى الشخصية الرئيسة، التي تحمل عنوان المسلسل، على الرغم من أن العمل مكتوب بطريقة جيدة، والسيناريو والحوار متسلسلان وقويان، فإن اختيار المخرج معظم الممثلين باستثناء رياحنة وأسماء أخرى عابرة أضعف العمل، بل وضعه في خانة اعتماد على ممثلين من الصف الثاني، لتقديم قصة مهمة في التاريخ الإسلامي، والتي تلقي بظلالها على ما يحدث في الحاضر، فشخصية المهلب التي يجب أن تكون هي القوية في الحضور والتأثير المرجو منها، لم يقدمها معتصم النهار بقدر ضرورتها التاريخية، ووجوب أن تأخذ هذه الشخصية جديتها في الطرح.
رياحنة يظهر في مسلسل «أبوعمر المصري» بشخصية حسين الشيخ حمزة. |
المخرج محمد لطفي، وهو المعروف بصناعته للمسلسلات البدوية بلغة ترك بصمته عليها، أخفق هذه المرة في اختيار معظم الممثلين، حتى لو عدنا إلى تاريخهم الفني في أعمال سابقة، سنجد تجاربهم البسيطة وغير المؤثرة في كثير من الشخصيات التي قدموها سابقاً، على الرغم من حصول لطفي على دعم وإنتاج قوي للمسلسل، وحملة دعائية رافقته لتثير المشاهدين بدعوتهم لحضور حلقاته.
من المعروف أن كثيراً من المخرجين يحبون التحدي في اختيار مواهب شابة أو خلف الظل ويدعمونها، لكن في هذا العمل تحديداً، الذي له أبعاد على الصعيد الإنساني والسياسي والاجتماعي لم تكن المجازفة محبذة، خصوصاً في مشاهد المواجهة بين المهلب بن أبي صفرة وقطري بن الفجاءة، وهنا سيغطي رياحنة بكل تأكيد بحضوره وقوة تمثيله على شخصية المهلب بن أبي صفرة، التي يؤديها النهار بارتباك واضح ولغة وصوت ضعيفين، والتي كان من المفترض أن تكون هي الحاضرة والمؤثرة، بعكس شخصية القطري المليئة بتاريخ متعصب وموارب.
رياحنة، الذي يظهر أيضاً في المسلسل المصري «أبوعمر المصري» في شخصية حسين الشيخ حمزة، ويؤديها أيضاً بتمكن وحضور قوي، يثبت أنه قادر على الوجود بثقة في أي شخصية توكل له، في المسلسل المصري يشكل رياحنة تكاملاً مع بقية فريق العمل، تحت إدارة المخرج أحمد خالد موسى، وبطولة أحمد عز.
وفي شخصية القطري في مسلسل «المهلب بن أبي صفرة»، يؤدي رياحنة الشق المتطرف المنافق، المستعد لعقد تحالفات مع الأعداء لضمان بقائه في حضرة فكر أبي صفرة المنفتح دينياً، والذي أهله ليصبح أحد ولاة الأمويين، فالعمل يركز على دور المهلب بن أبي صفرة في نشر القيم الداعية لنبذ العنف والتطرف الديني، ونشر التسامح بين الناس. كان يستحق مثل هذا العمل أن تظهر على شارته أسماء لممثلين متمكنين، أقوياء في الحضور، وكان للإخراج الممتع والحرفي الذي قدمه لطفي أن يكتمل، ولشخصية مثل المهلب بن أبي صفرة أن توكل لممثل يعرف قدرها ويدرسها جيداً، ويشعر بمسؤولية تجاهها ليقدمها بشكل يليق بها، للأسف في هذا العمل الذي يشارك في بطولته ديمة قندلفت، وخالد القيش، وروبين عيسى وغيرهم، تم تقديم قصة مهمة انتصرت على أداء باهت لمعظم الممثلين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news