دينا الشربيني.. استعجال البطولة
الدراما جزء أساسي من اليوميات الرمضانية التي يعيشها الوطن العربي، تخلق معها علاقة قبول ورفض ونقد، وكذلك الممثلون النجوم الذين يظهرون بأدوارهم المتنوّعة يصبحون أيضاً جزءاً من حكايات الناس بالتعبير عنهم وعن قوتهم أو ضعفهم في ما يقدمونه من شخصيات. تتغير الشخصيات ويظل اسم الممثل ثابتاً، قادراً على أن يُنجح العمل أو يُفشله.
لفتت الممثلة دينا الشربيني الأنظار إلى موهبتها في شخصيات عدة قدمتها سابقاً، وتحديداً في مسلسل «حكايات بنات» بجزأيه، و«خلصانة بشياكة»، وغيرهما.
كل الجهد يقع على كاهل الشربيني، خصوصاً مع غياب قصص داعمة وحبكات أخرى، فهي محور الحكاية كلها. |
حضورها بشَّر بولادة ممثلة شابة من نوع خاص، قادرة على أن تجذب المشاهدين إليها بمجرد ظهورها في الكادر، لكن هذا العام وبعد خبرة بسيطة في التمثيل، تظهر في بطولة مطلقة بمسلسل «مليكة» للمخرج شريف إسماعيل، لكنها للأسف وبناء على أدائها لم تكن قادرة على تحمل هذه المسؤولية، فظهرت بأداء مرتبك نمطي لا يقدم أي تأثير، وطغت أزياؤها وما ترتديه في كل حلقة على ردة فعل المشاهدين، على حساب جهودها التي تشير إلى أنها استعجلت البطولة.
تلك الأزياء أخذت ما أخذته من نصيب وتعليقات ساخرة، بسبب كتابة «استايليست الفنانة دينا الشربيني.. دينا الشربيني» على شارة المسلسل، الأمر الذي دفع البعض للسخرية منها على مواقع التواصل، معتبرين أن إصرارها على كتابة أنها هي من اختارت ملابسها أمر غير معتاد في عملية صناعة الدراما.
وعودة إلى الحديث عن دورها في شخصية مليكة، فلاشك في أن كل الجهد يقع على كاهل الشربيني، خصوصاً مع غياب قصص داعمة وحبكات أخرى، فهي محور الحكاية كلها، ورغم أن الشخصية كان من الممكن أن يخرج منها أداء تمثيلي يبهر المشاهدين، خصوصاً أنها تتحدث عن مليكة التي تنجو من انفجار في زفاف ابنة خالتها آية، وبعد التعافي تكتشف أنها آية لكن بجسم وشكل مليكة، أو هكذا يشعر المشاهد، ومثل هذه النوعية من القصص من السهل أن تكون جاذبة للمشاهدين الذي يحبون المغامرة والقصص المبنية على حل الألغاز، لأنها ببساطة تخلق هذا التفاعل غير المباشر في التحليل وإبداء الرأي، لكن ردود فعل مشاهدين كانت عكس توقعات كل عناصر الجذب الموجودة في العمل، فالشربيني لم تستطع أن تقنع متابعين بتمثيلها الذي يوصف بالمتواضع والضعيف أحياناً، على الرغم من أنها تبذل مجهوداً كأنها تتحدى نفسها في المسلسل، ما يجعلها من الصعب بعد أن ذاقت طعم البطولة أن تعود إلى ممثلة مساعدة حتى لو بشخصية مؤثرة، وهذا من شأنه أن يؤثر في أي ممثل لديه طموح.
وعلى الرغم من وجود أسماء مهمة لممثلين مثل مصطفى فهمي، وعمر السعيد، وأحمد العوضي، وندى بسيوني، وصفاء الطوخي، فإن ضعف الشربيني أثر أيضاً في حضورهم، باستثناء ندى بسيوني، التي تعود للدراما بشكل مختلف، ودور مميز ومتمكن.
الشربيني، وهي تدرك أنها تؤدي دوراً مشابهاً إلى حد كبير لدور الممثلة تيسير فهمي في مسلسل «أماكن في القلب»، الذي عُرض عام 2005، وضعت نفسها في موقف مقارنة، ولم يسعفها وجود اسمها في بداية الشارة، أن تكون مساعدة لهذه المواجهة بينها وبين جمهورها الذي أحبها وتنبأ لها خيراً، فلم تكن الشربيني على استعداد كافٍ لهذه الخطوة، فهي بلاشك ممثلة تمتك أدواتها التي تميزها عن غيرها، لكن هذه الأدوات التي ظهرت في أدوار سابقة لم تظهر كفاية في أول بطولة مطلقة لها.
أحداث المسلسل مبنية على قصة كتبها أحمد طاهر ياسين، وسيناريو وحوار محمد سليمان عبدالمالك، وإخراج شريف إسماعيل، وإشراف أحمد نادر جلال.