أمسية تستعيد ذكريات المدفع والفوانيس والمسحراتي
نظم معهد الشارقة للتراث الأمسية الرمضانية الثالثة، في مقر مجلس ضاحية واسط، يوم الخميس الماضي، ضمن برنامج المعهد الفكري والثقافي الرمضاني، بعنوان «رمضان في الوطن العربي.. جمهورية مصر العربية».
واستضافت الأمسية، التي حضرها مدير معهد الشارقة للتراث بالإنابة، محمد خميس، وأدارها مدير إدارة المحتوى والنشر في المعهد، الدكتور مني بونعامة، ومستشار معهد الشارقة للتراث الدكتور أحمد مرسي. وقال رئيس معهد الشارقة للتراث، الدكتور عبدالعزيز المسلم: «يسعدنا تنظيم هذه الأمسية الرمضانية الخاصة بطقوس شهر رمضان في الذاكرة الشعبية العربية، من خلال تتبع صوره، خصوصاً بجمهورية مصر العربية، التي تعكس في مجملها تواصل الموروث الشعبي العربي ببعضه بعضاً، نظراً إلى التشابه، بل وأحياناً، التطابق في بعض طقوس الاحتفال الشعبي بشهر رمضان، إضافة إلى تناول مجمل الممارسات الثقافية التي كانت تصاحب الاحتفال بحلول الشهر الكريم، ونمط المعيشة والحياة في كنفه، وصورة رمضان في الذاكرة وما تختزنه من ذكريات ومعلومات غنية تحيل إلى رمزية الاحتفاء بالشهر، ومكانته في نفوسنا جميعاً». وتطرّق الدكتور أحمد مرسي، خلال الأمسية إلى رمضان في خمسينات وستينات القرن الماضي، وكيف كان الناس يتعاملون معه والاستعداد له واستقباله في مصر. وأشار إلى المظاهر الرمضانية المختلفة في مصر قديماً، والاحتفالات والأهازيج والأغاني الشعبية، إذ تزدحم مصر بالعائلات والشباب والزوار على المقاهي والمطاعم، وتظهر طقوس رمضان الخاصة، من الفوانيس والزينة الرمضانية، ومدفع رمضان والمسحراتي، والحلوى التي ترتبط بالشهر الكريم.
من جانبه، قال الدكتور مني بونعامة، إن «الأمسية أبرزت ملامح من طقوس رمضان في الذاكرة المصرية وما يصاحبها من عادات وتقاليد درج عليها المجتمع المصري منذ أزمان بعيدة»، مشيراً إلى أن «شخصية الدكتور أحمد مرسي مؤسّسة ومؤثرة ونابضة بالحماس، كما يحرص المعهد دائماً على تنظيم هذه الأمسيات الرمضانية المتنوعة، فهي تحمل خبرة السنين، من خلال حضور كبار السن الذين يتحدثون بصفة مستمرة عن طبيعة وطقوس شهر رمضان في الماضي، كونها تشكل ثقافتنا وتقاليدنا وتراثنا منذ قرون».
يشار إلى أن معهد الشارقة للتراث، نظم أخيراً، أمسية شعرية رمضانية، تضمنت قراءات شعرية حول شهر رمضان في الماضي، بحضور جمهور من الشعراء والطلاب والمهتمين بالشعر، وشارك فيها كل من الشاعر عبيد بن صندل، والشاعر سلطان بن غافان، وأدار الأمسية الشاعر عتيج القبيسي، مثمناً دورهما الكبير في دعم الشعر والآداب، إذ أدت رحلتهما العملية والعلمية إلى إنتاج كتب تراثية لها وزنها وأهميتها في حفظ الموروث والأدب الشعبي، والتراث، والأهازيج.