ممثلات شابات بحضور درامي بارز
الدراما جزء أساسي من اليوميات الرمضانية التي يعيشها الوطن العربي، تخلق معها علاقة قبول ورفض ونقد، وكذلك الممثلون النجوم الذين يظهرون بأدوارهم المتنوّعة، يصبحون أيضاً جزءاً من حكايات الناس، بالتعبير عنهم وعن قوتهم أو ضعفهم، في ما يقدمونه من شخصيات. تتغير الشخصيات ويظل اسم الممثل ثابتاً، قادراً على أن يُنجح العمل أو يُفشله.
بلهجات عربية متنوعة، ثمة ظهور لافت في عدد من مسلسلات رمضان، لممثلات ليس شرطاً أن تكون أسماؤهن في بداية الشارة، لكن حضورهن كان كافياً للتنبؤ بممثلات قادمات بقوة، لديهن من الموهبة ما يجعلهن قادرات على تجسيد أي شخصية توكل إليهن، فقد استطعن أن يلفتن الانتباه اليهن ويستحققن أن يشاد بأدوارهن المؤثرة في الأحداث.
راكين سعد تظهر بدور مميز ولافت في مسلسل «بالحجم العائلي» للمخرجة هالة خليل. الممثلة السعودية ريم عبدالله تؤكد أن مسيرتها تزداد نضجاً وحضورها يستحق المتابعة بحرص. |
الممثلة السعودية ريم عبدالله التي تظهر بدور جهيّر في مسلسل «العاصوف» للمخرج المثنى صبح، تؤكد أن مسيرتها التي ارتبطت عادة بتواجدها أمام الممثل السعودي ناصر القصبي، تزداد نضجاً، بل إن حضورها في أي مشهد يستحق المتابعة بحرص، فهي في المسلسل تؤدي دور صبية تحب الفرح المرتبط بالغناء والرقص ومتابعة البرامج الكوميدية، تفرح لأبسط الأشياء، وتحب خالد بطريقة من السهل جذب المشاهدين لتتبّع خفاياها، فهي التي تسترق النظر اليه، وتتابع وقت حضوره المنزل، هي ابنة خالته التي عندما شعرت أنها ستذهب زوجة لأخيه محسن، تجرأت على العادات وقصدت غرفته لتدافع عن حبها له، هي الجميلة، التي اذا رقصت بين جمع من الحضور لا يمكن النظر إلا لها، لقدرتها على احتواء المشهد بخفة وثقة، ممثلة قادرة على أن تكون في الصدارة.
في المقابل، سيستمتع مشاهدون يتابعون المسلسل المصري «ليالي أوجيني» للمخرج هاني خليفة عندما تظهر الممثلة أسماء أبواليزيد بدور جليلة، الفتاة الصعيدية التي تحدت عائلتها حباً بالغناء، التي تحلم بأن يوصلها الى أكبر المسارح في مصر، هي تدرك أن حياتها تمر عبر صوتها وهي تغني أحلى المونولوجات على مسرح «تياترو أوجيني»، وتدور بحرج فتاة صعيدية بين الطاولات، تعلم تماماً أنها خليط بين موروثات تربت عليها، وبين حلم صعب تحقيقه في حضرة كل تلك الموروثات، لذلك يظهر هذا على أدائها الذي قدمته ببراعة، تشعرك كمتلقي أنها تحب الفن، لكنها مازالت الفتاة المحافظة التي لن تدفع كرامتها ثمناً للفن، طريقة حديثها، فساتينها، رقصها المتواضع الخجول، يعطيك إحساساً بأنها أتقنت الدور على أكمل وجه.
أما بالنسبة للممثلة الأردنية راكين سعد التي دخلت الدراما المصرية بقوة، بعد دورها في مسلسل «واحة الغروب» الذي عرض في رمضان الفائت في دور مليكة الذي أشاد به كبار النقاد، فتظهر هذا العام بدور أميرة في مسلسل «بالحجم العائلي» للمخرجة هالة خليل، وتقف أمام الممثل القدير يحيى الفخراني.
سعد هي بالأساس بدأت بأدوار كوميدية في الدراما الأردنية، لكن حضورها الكوميدي هذا العام في مسلسل مصري جديد على جمهورها في مصر، مع أنها أتقنته، واستطاعت أن تترك الضحكة على وجوه متابعيها، وتؤكد أن الفن ليس له هوية، بل هو يشمل من لديه القدرة على التجدد وإعطاء المختلف، وهذا ما يميز سعد فعلاً، هي ممثلة مجتهدة، تدرس شخصيتها بدقة، تدرك أنها في منافسة قوية، تحديداً في الأعمال المصرية، لذلك تشعر أنها تريد أن تترك انطباعاً محبباً، وبالفعل استطاعت راكين سعد أن تثبت أن حضورها في الدراما المصرية ليس حضوراً عابراً، بل يقدر على أن يترك أثره ويتم دعمه من الجمهور.
صاحبة الأدوار الصعبة، هذا ما ينطبق بدقة على الممثلة اللبنانية دياموند أبوعبود، وكأنها تدرك أنها قادرة على تجسيد الشخصيات المعقدة في بنائها الدرامي، أبوعبود أدت دوراً صعباً في المسلسل العربي «السهام المارقة» في شخصية حبيبة، العمل الذي يدور حول التنظيمات الإرهابية للمخرج محمود كامل. من أول ظهور لها في المسلسل الى لحظة ذبحها أمام أعين زوجها عمار أمير الجماعة الذي يؤدي شخصيته شريف سلامة، ستدرك المعنى خلف عبارة «الممثل المجتهد»، حيث عمدت أبوعبود إلى نقل مشاعرها المبنية على شخصية تعيش فكرها الخاص الرافض لكل هذا التطرف، تحب زوجها الذي يتلذذ بمشاهدة جزّ عنق من يخالفهم الرأي وفي الوقت نفسه هي أم لطفلة، كل هذه المشاعر المختلفة تتجسد في شخصية واحدة استطاعت أبوعبود أن تنقل احساسها بحرفية، تلخصت بالمشهد الذي تم اقتيادها بأمر من رئيس الجماعة وقرار إعدامها، بذبحها أمام أعين زوجها، نظرتها تكفي أن تلخص معنى أن يكون الفرد تابعاً للتطرف، مشهد تمثيلي صعب قدمته أبوعبود بكل ما أوتيت من خبرة.