جمعة علي: القادم في «حدك مدك» أجمل.. ولست رهين عبدالله زيد
تتخطى موهبة الفنان الكوميدي، جمعة علي، دائماً حدود الأدوار المرسومة له، من دون أن تتوقف عند حدود الارتجال، الذي يوظّفه لخدمة السياق الدرامي للعمل، وصولاً إلى لزمات تُصبح، في ما بعد، بمثابة مسجات كوميدية، منحته لقب «ملك اللزمات» الإماراتية، بدءاً من مسلسل «أحلام سعيد»، الذي شهد بزوغ نجوميته، ووصولاً إلى «حدك مدك» الذي يعرض يومياً على شاشة «سما دبي» الرمضانية.
مُنتج سخي وصف الفنان، جمعة علي، صديقه الفنان، عبدالله زيد، في أول تجربة إنتاجية له، بـ«المنتج السخي»، مضيفاً: «أنفق الكثير من أجل إقامة قرية تراثية تحاكي (زمان أول)، في رأس الخيمة، ووفر كل أسباب النجاح، من دون تفكير في الربح المادي». وتابع: «ما بين كتابة النص والإنتاج ومهام دوره المحوري (حدك)، بذل زيد جهداً أسطورياً، والأهم مشكلات (مدك) التي كان عليه تقبّلها طوال المسلسل». المُضحك المبكي كشف جمعة علي عن أن بعض المواقف في كواليس «حدك مدك»، يمكن تجميعها بأسلوب تلفزيون الواقع، لتكون بمثابة قنابل كوميدية فطرية، موضحاً أنه: «مع شدة الحرارة وتغيرات الطقس التي كانت تهدد سلامة القرية أحياناً، مررنا بمواقف أبكتنا وأضحكتنا، وما مرت به القرية من تقلبات أثناء التصوير، جعلنا جميعاً نعيش مغامرات شبه يومية، بعضها خرج من طي الكتمان بين أسرة العمل، وتناقلته مواقع التواصل الاجتماعي». جمعة: «لو لم نكن سوى مجرد سبب لرسم بسمة عقب الإفطار.. لكفانا تحقق هذا المطمح». |
وعلى الرغم من أن الأعمال الأخيرة شهدت أكثر من تعاون بين علي والفنان عبدالله زيد، سواء سينمائياً أو تلفزيونياً، وهي الأعمال التي قدمته في صورة مغايرة، إلا أن صاحب دور «مدك»، أكد لـ«الإمارات اليوم» أن التركيز على نجاح ثنائيته مع زيد، يحمل في جانب منه تجاهلاً لنجاحات فردية سابقة حققها، فضلاً عن أدواته التي تسمح له بخوض ثنائيات مختلفة.
وأضاف جمعة: «نجحت أدواري الأخيرة مع عبدالله زيد، لكن هناك العديد من أدوار البطولة الفردية التي حققتها في غيابه، فضلاً عن أن ثنائياتي قابلة للنجاح أيضاً مع ممثلين آخرين».
وتابع: «نعم هناك (كيميا) تعمّقت بيننا، وأسعد جداً بجميع الأدوار التي تجمعنا، فنحن صديقان قبل أن نكون زميلَي عمل، وتكرار أدوارنا المشتركة جعل الجمهور يتوقع وجود جمعة كلما أطل زيد، والعكس، لكن واقع الأمر أن كلاً منا قادر على النجاح منفرداً، وثنائيتي قطعاً ليست رهينة بعبدالله زيد».
لكن جمعة أكد في الوقت نفسه، أن بطلَي «حدك ومدك»، سيحتفظان بثنائيتهما، نظراً إلى إشادة الجمهور بها، وقال: «نحن مع خيار الجمهور الذي نلمس تفضيله ثنائيتنا، عبر التعليقات التي نتابعها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، لاسيما أن هذه الثنائية بالفعل ممتعة لنا».
مفاجآت سارة
وكشف علي عن أن «القادم في ما تبقى من (حدك مدك) ربما يكون الأكثر إمتاعاً للجمهور، فَرِتْم الحلقات في المسلسل تصاعدي، ولايزال بعض ضيوف الحلقات يمثل ظهورهم مفاجآت سارة للمشاهدين، كما أن موضوعات الحلقات المنفصلة تتيح تنويعاً ثرياً في المواقف، لا يمكن توقع ردود أفعال (حدك) و(مدك) حيالها، إلا بمعايشتها عند عرضها».
وتابع بطل «حدك مدك» أن هناك الكثير من المواقف التي أصبحت كوميدية، في كواليس التصوير رغم جديتها، لدرجة اختلاط الجد فيها بالهزل: «فالمسلسل اقترب في بعض كواليسه من صيغة تلفزيون الواقع، لدرجة أن بعضها يمكن أن يكون بالفعل بمثابة فواصل كوميدية عفوية».
وحول أكثر تلك المواقع التصاقاً بذاكرته، قال جمعة علي: «القرية التراثية الكبيرة التي أشرف على إقامتها عبدالله زيد، كادت تتعرض لمشكلة كبيرة بسبب تقلب حالة الطقس، الذي أصبح عاصفاً ومطيراً بشكل مفاجئ، لدرجة أننا واجهنا بالفعل مشكلات خطرة وانهارت جدران بيوت وطاحت أخرى، وكادت كاميرات التصوير تتقاذفها الرياح لولا تمسكنا بها، وهو الموقف الذي كان أصعب بشكل أكبر على المنتج المنفذ، عبدالله زيد، وكأنه بالنسبة للراصد المضحك المبكي».
بعيداً عن الابتذال
في المقابل لم يتردد صاحب دور «مدك»، في أن يجيب بأن أسوأ المشاهد بالنسبة له في العمل كان قيامه بدور نسائي، على الرغم من أنه أداه على نحو يعيد للأذهان براعة الفنان الكوميدي الراحل، إسماعيل يس، مضيفاً: «لم أتوقف عند أداء القدير إسماعيل يس لهذا الدور، لكنني تمنيت أن لو لم يكن موجوداً، وترددت كثيراً في قبوله، ومازلت أتمنى أن لو لم يكن موجوداً بالعمل».
وأضاف: «لست من الفنانين الذين يستسيغون هذا النمط، لكن عزائي أن الموقف الكوميدي كان معتمداً على الموقف، وبصوتي المألوف في العمل، بعيداً عن تيار الابتذال، سواء في القول أو الإيماءات المصاحبة، على النحو الذي رأيناه في العديد من الأعمال الأخرى، مسرحياً أو تلفزيونياً».
ولم ينفِ جمعة وجود مبالغة ونبرة مرتفعة في دور «مدك» أحياناً: «نعم هناك نبرة مرتفعة صاخبة أحياناً لمستها أثناء متابعة العمل تلفزيونياً، ولم أشعر بها أثناء التمثيل، على الرغم من أن مثل هذه الحالات يجب أن تكون محل إشارة لمن يتابع تسجيل العمل».
ورأى جمعة علي أن وجود المسلسل باعتباره العمل الإماراتي الوحيد الذي استقطبته قناة «سما دبي»، وفي توقيت يوصف بأنه ذروة المشاهدة، فضلاً عن ردود فعل إيجابية، مرتبطة بمتابعته، بمثابة رسالة مبدئية بنجاح العمل، مضيفاً: «كل هذه العوامل تشعرني بأن معاناة التصوير على مدار 60 يوماً لم تذهب سدى، ولو أننا لم نكن سوى مجرد سبب لرسم بسمة على شفاه المشاهدين عقب الإفطار، لكفانا تحقق هذا المطمح».