كاميرا أصحاب الهمم تلاحق العمارة والوجوه
كاميرا بسيطة يحملونها ويلتقطون من خلالها مشاهد من الحياة اليومية ووجوه الناس وأشكال العمارة، للتأكيد على أن سنوات التدريب على التصوير أثمرت معارض، ومواهب حقيقية قادرة على إثبات ذاتها في المجتمع متى أتيح لها الدمج والانخراط.
منصّة تفاعلية يوفر المعرض الإبداعي، الذي كان ثمرة تعاون بين شركة «أساطير» و«مول الإمارات» منصّة تُمكّن أصحاب الهمم من صقل مهاراتهم في التصوير، وتمنحهم الانتشار والشهرة اللازمة، من أجل بناء مسيرة مهنية في مجال التصوير، لتكون مصدر دخل مادي لهم في المستقبل. وتحرص «أساطير» على توفير مختلف أشكال الدعم لهم، إذ تعمل على تنظيم رحلات داخلية لتنمية مهارة التقاط الصور في أكثر من مكان وبيئة، وكذلك إشراكهم في المبادرات والمعارض المجتمعية لتسليط الضوء على موهبتهم، وفتح المجال للعديد من المؤسسات للتعرف إليهم ودعمهم، إلى جانب تنظيم معارض تصوير خاصة بهم، والتنسيق مع بعض المؤسسات والهيئات ليقوموا بتصوير وتغطية فعالياتهم وأنشطتهم. |
تلك هي فكرة معرض «فن من القلب»، الذي افتتح أول من أمس، في «مول الإمارات»، بمشاركة 13 من أصحاب الهمم، قدموا مواهبهم في التصوير، بعد جولة خاصة قاموا بها في «مول الإمارات» والتقطوا خلالها مجموعة واسعة من الصور التي تبرز الأجواء الرمضانية.
المصور عبدالله محمد ثاني حارب، قال: «أصور منذ سنوات، ولكنني ألتقط الكثير من مشاهد الغروب، لأنني أحب مشهد الشمس وهي تغيب، وهذه ليست المرة الأولى التي أشارك فيها بمعرض». وأوضح أنه اليوم يعمل في مؤسسة «انيبيل»، وأن كل اهتمامه ينصبّ على زرع الورود في الحديقة.
أما صلاح عيسى، الذي بدأ التصوير منذ أن كان في المدرسة، فأشار إلى أنه يحب تصوير الورود والزرع والطبيعة، ولهذا يقوم بجلسة تصوير مرة كل أسبوع، سواء في باحات المدرسة أو خارجها. بينما دخل خالد أحمد (24 عاماً)، مجال التصوير منذ خمس سنوات، وهو يميل إلى تصوير وجوه الناس والأضواء، ويبتعد عن تصوير الطبيعة. أما أكثر ما أحب تصويره في المعرض، فكان الأضواء الخاصة بزينة شهر رمضان، مؤكداً أنه سعيد جداً بمشاركته، خصوصا أن المعرض الحالي هو الأول بالنسبة له.
أما العراقي علي أركان (22 عاماً)، فيحب التصوير كثيراً، ويلتقط الصور منذ مدة طويلة، لكنه دخل مرحلة الاحتراف مع انضمامه إلى فريق المصور الخاص. ولفت إلى أنه اليوم بات قادراً على تصوير الأحداث والأعراس، موضحاً أنه يمارس التصوير منذ ثلاث سنوات. وعن سؤاله عن طبيعة عمله، أجاب علي بمزاح: «أعمل كمدير عام»، ليعود ويؤكد أنه يعمل نادلاً في مقهى في «أبراج الإمارات»، وقد بدأ منذ ثلاثة أشهر بالعمل بدوام كامل، وحين يتعب خلال النهار يأخذ قسطاً من الراحة، مضيفاً أنه يجمع ما يحصده من العمل ليتزوج. هذه المواهب التصويرية انتقتها شركة «أساطير»، التي تعاونت مع «مول الإمارات» لتنظيم هذا المعرض، وأكد مدير عام شركة «أساطير»، محمد يونس، لـ«الإمارات اليوم»، أنهم أطلقوا منذ ست سنوات مشروع المصور الخاص، وانطلقوا مع أصحاب الهمم، حيث قدموا لهم الكاميرات، لمنحهم الفرصة للتواجد على ساحة العمل. ونوّه بأنهم قبل البدء بالمعرض درّبوا الأطفال لالتقاط صور للمول، وقاموا بزيارة المركز أربع مرات، فكان لكل منهم جولته لاختيار ما أعجبه من مناظر وزوايا في مركز التسوّق. ورأى أن وظيفته الأساسية مدرباً لأصحاب الهمم، بأن يختبر المواهب قبل البدء معهم، ومن ثم يقدم لهم التدريب الكامل على الكاميرا الجيدة، ويطور مهاراتهم كي تصبح هذه الموهبة وظيفة في وقت لاحق. أما أبرز الصعوبات التي تواجههم، فتتمثل في وزن الكاميرا، فبعضهم يكون ضعيف الجسد لا يحتمل رفع الوزن الثقيل لمدة طويلة، ولكن مع الوقت بات لدى بعضهم قدرة التركيز في العدسة والتقاط الصورة دون الإحساس بالصعوبات.
ولفت يونس إلى أن كل منهم يمتلك موهبة، ولكن بعد تدريبهم على الكاميرا والإعدادات الخاصة بالإضاءة في الصورة، يتم تدربيهم على كيفية اقتحام الصحافيين للأحداث والتقدم أمام الناس ليتمكنوا من التقاط اللحظة. أما أكثر المشاهد التي يعملون عليها فهي المباني أو الأشخاص، فهم يتعاطون مع الناس كما لو أنهم عارضو أزياء. وأشار يونس إلى إمكانية وجود أخطاء في التصوير إلى اليوم، ولكنهم كمدربين يقومون بجلسة خاصة لتصويب الأخطاء بعد كل جلسة تصوير. واعتبر أن المعرض، الذي يستمر حتى 16 يونيو، فرصة ذهبية للتواجد في المركز كي تصل الأعمال إلى الجمهور، مشدداً أنه على كل مؤسسة منح أصحاب الهمم الفرصة نفسها.