يسرا وشيرين رضا.. التناغم مرة أخرى

الدراما جزء أساسي من اليوميات الرمضانية التي يعيشها الوطن العربي، تخلق معها علاقة قبول ورفض ونقد، وكذلك الممثلون النجوم الذين يظهرون بأدوارهم المتنوّعة يصبحون أيضاً جزءاً من حكايات الناس بالتعبير عنهم وعن قوتهم أو ضعفهم في ما يقدمونه من شخصيات. تتغير الشخصيات ويظل اسم الممثل ثابتاً، قادراً على أن يُنجح العمل أو يُفشله.

بعد أن ظهرتا سوياً في مسلسل «فوق مستوى الشبهات»، الذي تم إنتاجه عام 2016، للمخرج هاني خليفة، تم الحديث عن الكيمياء التي تجمع بين الممثلة يسرا وبين الممثلة شيرين رضا، فثمة تناغم وتكامل في المشاهد التي تجمعهما وقوة حضور وأداء، وتكرر هذا الشعور في حضورهما سوية مرة أخرى في مسلسل «لدينا أقوال أخرى» للمخرج محمد علي.

المستشارة أميرة منصور هي الشخصية التي تؤديها الممثلة يسرا، وهي الشخصية المحورية التي تشكل الجانب المنوط بالعدالة، في مواجهة ملك البدراوي الشخصية التي تؤديها الممثلة شيرين رضا والتي تعكس جانب الفساد وغطاءه الاعلامي، المواجهة بينهما حادة وكبيرة، على الرغم من أن المشاهد التي جمعتهما في كادر واحد قليلة، لكن الصراع يتم توجيهه من خلال كل اسم يظهر في العمل.

هذا المسلسل تكمن أهميته أنك كمشاهد تقع في حيرة فك ألغازه، وصعوبة تكهن ماذا سيحدث لاحقاً، ما خلق نوعاً من التشويق والمتابعة، ففيه حبكات كثيرة، لها علاقة بشخصية المستشارة أميرة، التي تحاول جاهدة أن تثبت أنها بكامل قواها العقلية، بعد الشكوك فيها عندما فقدت ابنها في حادث سيارة وتأثير الصدمة عليها، بحيث لا يؤخذ كلامها على محمل الجد، لأنها باتت تعيش بين الوهم والحقيقة بسبب الأدوية التي تأخذها.

لكنها باتت متهمة بالقتل، وتم حكم الإعدام بحقها فعلاً، والسبب وراء ذلك ملك البدراوي التي تظهر كإعلامية تقف الى جانب الفقراء وتدعمهم، لكنها في الحقيقة أخطبوط في علاقاتها التي تدر عليها مزيداً من الأموال، حتى انها استولت على أموال أشقائها، ومن بينهم الشاب يوسف، وهو بطل الحبكة الرئيسة في العمل، والتي تؤكد بدراوي أنه مات في لندن، في المقابل، تؤكد أميرة أنها دهسته وأدخلته المستشفى.

قصة يوسف هي التي تجمع بين أميرة وملك في تصعيد الصراع، كلٌّ على طريقته، خصوصاً بعد أن هربت ملك من السجن لتثبت براءتها.

بالنسبة لأداء يسرا، فهي مازالت تقدم الجديد، وتترك الأثر في قدرتها على التنوع، وعنصر الدهشة لحضورها يزداد ولا ينقص، هي الأم والمستشارة، والمتهمة، والمظلومة، والمكلومة بفقدان ابنها، وهي قادرة على أن تؤدي كل نوع من المشاعر على حدة، وتشعر بكل ما تريد ايصاله، هذا لا ينطبق كثيراً على أداء شيرين رضا، فتشعر بالنمطية في تمثيلها، وطريقة حديثها أو أن الأدوار التي توكل لها جعلتها في هذا القالب بخلاف دورها في شخصية جومر في مسلسل «العهد» للمخرج خالد مرعي، بحيث ظهرت بأداء نبّأ بعودة قوية لها بعد غياب.

ومع هذا تظل القوة في الحضور تسيطر على يسرا وشيرين رضا، باحترامهما لتاريخهما الفني، وقدرتهما على التآلف عندما تظهران معاً.

مسلسل «لدينا أقوال أخرى» استطاع أن يخلق عنصر التشويق والمتابعة، ومحاولة فك كمية الألغاز فيه، خصوصاً مع شخصية المستشارة أميرة، فتارة تعتقد أنها تتوهم، وتارة تصدقها، وتارة تشفق عليها، لأن تصرفاتها منذ الحلقة الأولى الى الآن غير قابلة للتخمين، وهذا من شأنه خلق حالة التفاعل مع الأحداث، ما يكسر رتم الملل الموجود في غالبية انتاجات الدراما لهذا العام.

يذكر أن مسلسل «لدينا أقوال أخرى» من بطولة يسرا، شيرين رضا، محمد شاهين، نجلاء بدر، ومن تأليف أمين جمال وعبدالله حسن، وإخراج محمد علي.