نجوم عالميون يحذّرون من الظاهرة.. ومشاهير عرب يروّجون لها
هوس «كيكي» يتفاعل.. دعابة تتحوّل إلى كارثة
حُمى جديدة تفشت بين أوساط المبحرين على الفضاء الإلكتروني، أو لنقل عنها «تقليعة» جديدة تجتاح وسائل التواصل الاجتماعي هذه الأيام، وتأتي على أعقاب ظواهر غريبة لاحقة مثل تحدي «البطريق» و«تحدي الثلج»، وغيرهما من التحديات العجيبة التي تسرّبت إلى العادات اليومية للناس، وانطلقت من مبدأ الدعابة الخفيفة والفكاهة الظريفة، لتتحوّل في لمح البصر إلى عبث مدمر وضحايا، مثلما يجري الآن في تحدي «كيكي»، الذي بدأت ملامحه تظهر على «الضحايا»، وتتفشى بين روّاد المنصّات الذكية ومدمنيها، على خلفية أغنية «راب» «ضائعة» لمغن كندي أثير حولها الكثير من علامات الاستفهام، في الوقت الذي انتقد كثيرون مضامينها وما تحمله من مقومات فنية أسهمت في هذا الانتشار، الذي بات كاسحاً، ودفع القاصي والداني إلى خوض غمار هذا التحدي عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
والغريب أنه في الوقت الذي بدأت تظهر فيديوهات لنجوم من العالم يطالبون فيها بعدم الانزلاق في هذه المخاطرة، على رأسهم الفنان المشهور، ويل سيمث، غامر كثيرون من الفنانين العرب في هذه اللعبة معرّضين حياتهم للخطر، ومقدمين أنفسهم قدوة سيئة للشباب العربي.
أصل الحكاية
تشير التقارير الصحافية الصادرة عن العديد من الصحف والمجلات الأميركية، إلى علاقة عاطفية سابقة جمعت مغنية كندية من أم برتغالية وأب كاريبي، تُدعى (Keshia Chanté)، سبق للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، أن وجّه إليها دعوة رسمية لإقامة حفل في البيت الأبيض في عام 2013، وبين مغن كندي مغمور يُدعى (Drake)، انفصل عنها قبل سنوات طويلة، واستعاد ذكراها في أغنية (In My Feeling)، التي أصدرها في شهر يونيو الماضي، ضمن ألبوم حمل عنوان (Scorpion)، حيث حظيت بإعجاب ممثل كوميدي معروف في الولايات المتحدة، يُدعى (Shiggy)، الذي قام بنشر فيديو الأغنية على حسابه على موقع «إنستغرام»، داعياً الجمهور إلى المشاركة عبر الوسم (DoTheShiggy Challenge#).
وتشترط فكرة «تحدي كيكي» على الشخص المغامر النزول من سيارة تتحرك ببطء على الطريق، والرقص خارجها على أنغام هذه الأغنية، في مغامرة لا تخلو من المخاطر والتهور، الأمر الذي دفع الممثل الأميركي المعروف ويل سميث، إلى حذف مشاركته في التحدي الذي قام بتجسيده على جسر «بودابست»، داعياً متابعيه إلى العزوف عن خوض غمار هذا التحدي، فيما فضل كثيرون من النجوم العرب، خوض تجربة هذا التحدي ونشرها وتسويق ممارستها على صفحاتهم، مصحوبين بجوقة من المغرّدين ومهووسي المنصّات الاجتماعية، الذين استثمروها لضمان اجتذاب معجبين جدد في العالم العربي.
«كيكيات» عربية
جاء في مقدمة المشاركات في تحدي «كيكي»، الممثلة المصرية دينا الشربيني، التي فضلت النزول من السيارة والرقص على أنغام أغنية معروفة للمغني عمرو دياب، في إشارة مبطنة، استثمرها متابعوها لتأكيد خبر علاقة الحب التي تجمعها بالنجم عمرو دياب، التي مازالت تتصدر صفحات الصحف والمجلات الفنية المصرية، في الوقت الذي فضلت الممثلة ياسمين رئيس، المشاركة «بكيكة مبتكرة»، شكلتها على أنغام إحدى أغاني محمد فؤاد، أما الممثلان المصريان أحمد حلمي وأحمد مكي، فشاركا بطريقتهما الخاصة في تحدي «كيكي»، من خلال نشر لقطات ساخرة من أفلامهما السابقة، كما نشر حارس المنتخب المصري عصام الحضري، فيديو لمشاركته في هذا التحدي عبر صفحته الرسمية «شوية هزار»، ليكون أول رياضي عربي يفكر في تجسيد هذا التحدي.
ضحايا بالجملة
في الضفة المقابلة لموجة الحماسة العامة «بالكيكي»، صنفت إحدى الفيديوهات تحت عنوان «أسوأ ضحايا رقص كيكي» لشاب اصطدم بعمود الإنارة، فيما أظهر مقطع فيديو آخر حادثاً مروعاً لفتاة مصرية كادت تفقد حياتها على يد زوجها، أثناء محاولتها تأدية هذا التحدي، ما أثار موجة من الجدل الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب محتواه الخطير. في المقابل، نشر توأمان من سلطنة عُمان مقطعاً ساخراً يهزآن فيه من هذا التحدي الأعمى المفتقد للجدوى، فيما نشر آخرون فيديوهات غاضبة للمغني الكندي بعد انتشار حُمى «كيكي» في العالم العربي، وتفنن العشرات في تنفيذ نسخ متنوّعة وطريفة، دفعت البعض إلى اللجوء إلى «الجمال» وإلى «عربات تجرها الحمير» لتنفيذ التحدي.
وفي الوقت الذي بدأت تتعالى الأصوات محذرة من المشاركة في هذا التحدي، أمرت النيابة العامة في أبوظبي بضبط وإحضار مشاهير التواصل الاجتماعي، للتحقيق معهم بتهمة تعريض حياتهم وحياة الآخرين للخطر، والإخلال بالآداب العامة باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لممارسات لا تتوافق مع قيم وتقاليد المجتمع، وذلك على خلفية الفيديوهات التي انتشرت، أخيراً، وظهر فيها المتهمون أثناء قيامهم بتقليد «رقصة كيكي»، مؤكدة أن المشاركة في ما يسمى بـ«تحدي كيكي»، تشكل جريمة يعاقب عليها القانون، تصل عقوبتها الى الحبس والغرامة أو بإحدى هاتين العقوبتين طبقاً لقانون العقوبات الاتحادي، والقانون رقم (21) لسنة 1995 بشأن السير والمرور، وأنه في حال قيام سائق المركبة نفسه بهذا السلوك عبر تثبيت سرعة السيارة والخروج منها للقيام بتحدي الرقصة، يكون قد ارتكب جريمة إضافية، وهي القيادة بطريقة متهورة تشكل خطراً على الجمهور، ويحق لمأموري الضبط القضائي القبض على أي شخص متلبساً أثناء قيامه بهذه الرقصة وفقاً لقانون الإجراءات الجزائية. وأعلنت مصر عن فرض غرامة مالية تصل إلى 3000 جنيه وعقوبة بالحبس لمدة سنة لمن يقلد هذا التحدي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news