صورة نيوزيلندا كـ «بلد نظيف» تبلّلها «مياه غير نظيفة»
دائماً ما كانت صورة نيوزيلندا نظيفة وصديقة للبيئة، وتشتهر البلاد الواقعة في المحيط الهادئ بشواطئها البكر الصافية، وممرات المياه الممتدة الخلابة مثل ينابيع تي وايكوروبوبو التي تحتوي على بعض أنقى مياه يتم قياسها على الإطلاق.
وتظهر حملة حديثة للترويج السياحي تحت الشعار التسويقي «نقاء بنسبة مئة في المئة» امرأة تقف بجانب نهر وتملأ كفيها من مياهه وتشربها مباشرة.
لكن الحقيقة المؤسفة هي أن الشرب من العديد من الممرات المائية في نيوزيلندا قد يؤدي إلى آلام في المعدة، أو ما هو أسوأ من ذلك.
في العديد من الأماكن، تكون المياه العذبة في البلاد بعيدة عن أن تكون نظيفة وخضراء. وحلت محل النباتات الطبيعية والأراضي الرطبة، الزراعة الكثيفة والحراجة، وكل هذا من شأنه أن يضغط على المسطحات المائية ونظمها البيئية.
وتظهر الإحصاءات الأخيرة أن 44% من جميع البحيرات الخاضعة للمراقبة و62% من الأنهار في الأراضي المنخفضة في البلاد ليست آمنة للسباحة، ناهيك عن شرب مياهها.
يشق الماء الملوث طريقه إلى إمدادات مياه الشرب في كثير من الأحيان. وفي أغسطس 2016 أصيب مواطنو نيوزيلندا بصدمة عندما تسببت المياه الملوثة في إصابة أكثر من 5000 شخص بأمراض، وتم تسجيل ثلاث وفيات مرتبطة بتفشي هذه الأمراض في بلدة هافيلوك نورث في جزيرة نورث ايلاند الصغيرة.
وحذر تحقيق حكومي بشأن تفشي وباء معدٍ من أن قرابة 800 ألف نيوزيلندي يشربون مياهاً «غير آمنة بشكل واضح». ويقول وزير البيئة ديفيد باركر «أعتقد أنه حق طبيعي لكل مواطن نيوزيلندي أن يكون قادراً على أن يتوجه إلى النهر المحلي في الصيف، وأن يضع رأسه تحت الماء من دون أن يصاب بمرض». وتريد الحكومة أن ترى أنه يمكن السباحة في 90% من الأنهار والبحيرات الكبيرة في نيوزيلندا بحلول عام 2040، ولكن تحقيق هذا الهدف لن يكون سهلاً. والتلوث لم يمر مر الكرام فقد أشار تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لعام 2017 إلى أن النمو القوي لنيوزيلندا جاء على حساب الجودة البيئية، وهذا أمر من شأنه أن يعرض للخطر سمعة البلاد «الخضراء».
وزير البيئة:
«حق طبيعي لكل مواطن أن يكون قادراً على أن يتوجه إلى النهر في الصيف، وأن يضع رأسه تحت الماء دون أن يصاب بمرض».