«كهف الملح».. الطبيعة تلبس «روب الطبيب»
رزمة من الفوائد الصحية والنفسية توفرها زيارة «كهف الملح» في دبي، تبدأ من مداواة مشكلات الجيوب الأنفية، والحساسية، وتمر بالأمراض الجلدية والروماتيزم وهشاشة العظام، لتصل إلى علاج التوتر. وفكرة «كهف الملح» مستمدة من كهوف العلاج بالملح الموجودة في بلدان أوروبية، واستثمار الطبيعة ومكوناتها الأساسية للاستشفاء، وقد صمم الكهف بدبي بشكل يشبه إلى حد كبير الكهوف الطبيعية.وتصل مدة جلسات العلاج بالملح إلى ما يقارب الساعة، بين استنشاق الملح والاسترخاء، وهو متاح للكبار والصغار على حد سواء.
حالة خاصة يعيشها المرء داخل الكهف الأبيض، الذي يشبه بياضه الأماكن المكسوة بالثلوج، فالجدران كلها مصنوعة من الأملاح الصخرية، وكذلك السقف المصمم على شكل المناجم، التي تحمل الكثير من الأشكال المحدبة والتي تتداخل فيها الإضاءة الملونة الخافتة، لتضفي على التجربة مزيداً من الاسترخاء.
أخصائية العلاج الطبيعي بالملح، نسيمة الشاذلي، تحدثت عن الفكرة الخاصة بكهف الملح، فقالت لـ«الإمارات اليوم» إن «كهف الملح الموجود في دبي، هو كهف الملح الأكبر في العالم من صنع الإنسان، والفكرة الخاصة به مستمدة من شرق أوروبا بشكل أساسي، وقد تم إحضارها إلى دبي، لأن معظم المقيمين في دبي يعانون مشكلات التنفس والربو والحساسية الجلدية كالأكزيما والصدفية وحب الشباب». وأضافت: «الملح يؤدي الى معالجة الجيوب الأنفية، ويقوي العظام، ويقوي المناعة ويقي من الكثير من الأمراض، ولهذا فالفوائد التي يحصل عليها المرء من زيارته، تجعل التجربة تستحق التكرار».
وعن تصميم كهف الملح، قالت الشاذلي: «صمم كهف الملح على شكل منجم ملحي طبيعي، فالجدران من الملح الحجري الطبيعي المعقم وغير المكرر، كما أن التصميم يتبع أشكال المناجم الطبيعية». ولفتت إلى وجود الكثير من المناجم الملحية الطبيعية ولا سيما في الهند وأوروبا، منوهة بأنه مصنوع من الملح الخام الطبيعي، وقد صمم كمنجم مع وجود ماكينة تضخ الملح كالرذاذ.
وتبدأ الجلسة الخاصة بالعلاج بالملح أولاً بتغطية الأحذية للتمكن من الدخول الى الغرفة المعقمة، ثم تتبعها عملية استنشاق الملح، اذ يتم وضع كمية من الملح مع حجر صغير، فينطلق رذاذ الملح مع الهواء، وهذا الملح يحمل نسبة عالية من الأوكسجين. وأكدت الشاذلي أنه على المريض استنشاق الملح لمدة خمس دقائق، وسيشعر بحرقان في الأنف، ويسترخي بعدها لمدة 45 دقيقة، ثم يستنشق الملح من جديد لمدة تصل إلى 10 دقائق، حيث يكون قد اعتاد استنشاقه. أما الذين يعانون الروماتيزم، فيمكنهم الاستلقاء على الملح، ويتم تغطية كامل الجسد بالملح، في حين أن الذين يعانون الأمراض الجلدية يمكنهم استخدام الملح الناعم على المناطق الجلدية المصابة، فيقوم بتطهير هذه الأماكن.
ونوهت بأنه يفضل البدء بالجلسات بشكل يومي في البداية، وبعدها يمكن التحكم بعدد الزيارات، مشيرة إلى أنه بعد انتهاء الجلسة الأولى يمكن معاينة النتائج من خلال التخلص من كل المواد المخاطية في الأنف، في حين أن تكرار الجلسات قد يؤدي ببعض الذين يعانون مشكلات أنفية إلى إيقاف استخدام البخاخات العلاجية للتنفس.
أمّا علاج التوتر من خلال الملح، فيكون من خلال تقديم الطاقات الإيجابية وانتزاع الطاقات السلبية، فهو يخلص الإنسان من الأيونات السلبية ويمنحه الأيونات الإيجابية، فيما ينظم المعالجون جلسات يوغا واسترخاء داخل الكهف، وهي أنشطة تكمل العلاج بالملح للتخليص من التوتر. كما تساعد الإضاءة الخافتة على الاسترخاء، بالإضافة الى أن العلاج الذي يمتد 45 دقيقة، يعادل أربعة أيام على البحر، وثماني ساعات في الكهوف الطبيعية. ونصحت الشاذلي بضرورة القيام بست جلسات من علاج الملح الطبيعي، للحصول على النتائج المرجوة، منوهة بأنه يفضل أن يقوم المرء بأكثر من جلسة في الأسبوع، بينما الذين يقومون بالجلسات بشكل يومي هم الذين يحصلون على نتيجة أفضل. ونوهت بأن المرء يشعر بالاسترخاء من الجلسة الأولى، لأن ذلك يؤثر في العضل والأعصاب.
وحول تبديل الملح، أكدت الشاذلي أنه يتم تبديل الملح الموجود في أرضية الكهف، مرة كل ستة أشهر، بينما الملح الذي يتم استنشاقه، فتنتهي الكمية كل 45 دقيقة، ويتم وضع الجرعة بحسب العمر، كما أن الجرعات تتفاوت مع عدد الزيارات، إذ تتم زيادة جرعات الملح المستنشق مع التقدم في الجلسات. وشدّدت على أنه لا ينصح بإجراء العلاج بالملح للمرأة الحامل بدءاً من الشهر الرابع، لأن استنشاق الملح ينشط الدورة الدموية، إلى جانب مرضى السرطان وضغط الدم العالي، فهم لا يمكنهم القيام بهذا العلاج. علاج الأطفال بالملح يمكن أن يبدأ علاج الأطفال بالملح من عمر ستة أشهر، وتؤكد أخصائية العلاج بالملح نسيمة الشاذلي، أن العلاج بالملح المخصص للأطفال يكون من أجل تعزيز المناعة بشكل أساسي، لاسيما أن بعض الأطفال يعانون أمراضاً جلدية تنتج عن نقص المناعة. ولفتت الى أن العلاج بالملح يخفف من نزلات البرد عند الأطفال، مع التشديد على أن الأطفال لا يستنشقون الملح، بل يلعبون في المنطقة المخصصة لهم. علاج التوتر بالملح من خلال تقديم الطاقات الإيجابية ونزع السلبية.