تعاون مع أغلب الفنانين العرب ويتمنّى لو أنه لحَّن لفيروز
أنور عبدالله: الأغنية الخليجية تغيرت.. وبـــــرامج الهواة تظلم المواهب
يحمل الملحن الكويتي أنور عبدالله نظرة إيجابية عن وضع الأغنية الخليجية، فهو يرى أن «تبدلها مع العصر لا يعني تراجعها على الإطلاق، بل يشير إلى وجود مراحل في الأغنية»، فقد كانت له تجربة مع الأغنية الخليجية في الزمن الجميل، وكذلك المعاصر، مع سعيه الدائم والحثيث للحفاظ على روح الأصالة في الأغنية.
عبدالله الذي زار دبي أخيراً، لتحضير بعض الألحان، تحدث لـ«الإمارات اليوم» عن كيفية صناعة اللحن وولادته، وأهميته في نجاح الأغنية، إلى جانب الحديث عن ظاهرة «برامج الهواة»، وغيرها من قضايا الفن.
مشيراً في البداية إلى أنه يعمل على تجهيز مجموعة من الألحان الجديدة لأغانٍ وطنية وعاطفية، وأكد عبدلله أنه يُحضّر أغنية وطنية للفنان شادي الخليج، تحمل اسم «يا قائد العمل النبيل» من كلمات يعقوب السبيعي، كما أن هناك أغنية وطنية أخرى ستكون من غناء نبيل شعيل ومحمد المصباح، كما يُحضّر أغنيتين عاطفيتين مع الفنان عبدالكريم عبدالقادر في ألبومه الجديد. وعن عمله على الأغاني الوطنية، قال عبدالله: «ما زلت أعمل على الأغاني الوطنية، لأن الوطن في قلوبنا وكياننا، ولولاه لما كنّا، وكل ما يقدم للوطن يعتبر قليلاً، وأغلب الفنانين يقدمون الأغنية الوطنية، لكن لا بد من الإشارة الى ان الأغنية الوطنية هي لتمجيد ورفعة شأن الوطن وحكامه، ولا يجب اقحام الفن في السياسة أو تسييس الأغنية».
وبالعودة إلى الزمن الجميل والاختلاف في الأغنية الخليجية بين الأمس واليوم، لفت عبدالله الى أن «الأغنية لابد أن تمر بمرحلة تجديد وتغيير حسب الذوق العام، فجمهور أم كلثوم مختلف عن جمهور عمرو دياب، فالحياة تختلف، والأغنية والمغني لابد أن يتماشيا مع تغييرات العصر»، مضيفاً أن التطور كبير وواضح «ففي السابق كانوا يسجلون الأغنية دون مونتاج، بينما اليوم يمكن للمطرب أن يضع صوته على الأغنية عبر الإنترنت». لكن عبدالله الذي كانت له تجربة مع الأغنية الخليجية في الزمن الجميل، واستمرت لتعايش الزمن المعاصر، اعتبر أن التطور لا يعني التخلي عن اصالة الأغنية، فهو يرى أنه «لا يمكن إلغاء الأساسيات في الفن الشرقي والخليجي، فالفنانة فيروز تحافظ على الأغنية اللبنانية، ولم تغن لمؤلفين وملحنين غير لبنانيين إلا ما ندر». أمّا ما يقدمه هو اليوم، فوصفه بأنه «مواكبة للعصر، وتطويع للأصالة»، مشيراً الى أنه يستمع الى الأغنيات الجديدة ويأخذ ما هو جيد ويتجاهل ما هو غير صالح للاستماع. وبالحديث عن التجارب الخاصة بالأغنية الخليجية من فنانين غير خليجيين، فلفت الملحن الكويتي الى أن «هناك محاولات من بعض الفنانين لكسب الجمهور الخليجي من خلال تقديم أغنيات لهم، وكذلك هناك من يريد أن يكسب رزقه، ولكن هذا لا يمنع أنه كانت هناك محاولات جيدة وجميلة».
حكاية اللحن مع أنور عبدالله لها حالة خاصة، فهو لا يلحن الكلمات دون أن يعرف من هو المغني الذي سيغني الأغنية، فالعملية بالنسبة إليه أشبه بالخياطة، حيث يقوم بتفصيل اللحن على صوت المطرب، ويعلل ذلك بالقول «لكل مطرب طبقة صوتية مختلفة، وبالتالي أبدأ بوضع لحن يخرج الحليات الجميلة بصوت الفنان». وأضاف: «يولد اللحن من لا شيء، فهو يحتاج الى طقوس معينة، ومنها الذهن الصافي، والمزاج الجيد، فتوفرهما يتيح لي أن أبدأ بمغازلة الكلمات، وأتخيلها بصوت المطرب، ثم أضع أكثر من لحن، وأجرب، وأعود لها بعد أيام، فاللحن الذي يبقى في الذاكرة يكون هو اللحن الأفضل». لافتاً الى أن إنجاز اللحن في هذه الأيام يستغرق أسبوعين، في حين أنه في الماضي كان يستغرق ثمانية أشهر، بينما التوزيع الموسيقي يأتي ليخرج اللحن وفق توجيهات الملحن بتوظيف آلات معينة في مقاطع محددة.
عبدالله شدّد على أن العناصر الأربعة التي تتكون منها الأغنية، وهي الشاعر والملحن والمغني والموزع، تنفي وجود بطولة لأحد هذه العناصر، فنجاح الأغنية يكون بتكامل العناصر الأربعة، و«ينبغي أن يكون المطرب موصلاً جيداً للحن الذي وضع للأغنية».
وعن غياب الملحنين عن لجان التحكيم في برامج الهواة، قال عبدالله: «إن أغلبية القائمين على برامج الهواة، يريدون وجود الرعاة، والراعي يصرف على الحلقات، ولكنه يحتاج الى جمهور، والجمهور يتبع المطرب ويحب أن يراه، علماً أن المطربين ليسوا بمستوى الملحنين موسيقياً، وغالباً ما تكون ملاحظاتهم غير موسيقية، لأن أغلبهم لم يدرس الموسيقى، أو علم الأصوات، فلم أسمع تعليقاً واحداً من أي مطرب على نوعية صوت المشترك، كما يقولون جملة (العُرب جميلة)، علماً أن ما يقوم به المشتركون هو الحليات، فالعُرب هي نغمة موسيقية معينة». وتابع: «عُرض عليّ المشاركة في برنامج (إكس فاكتور النجاح) ولم أشارك لأن المبلغ الذي عرضوه عليّ قليل جداً على المشاركة في برنامج لمدة ستة أشهر، والمبلغ لا يقارن بالجهد الذي سأقوم به، كما أن المبلغ الذي عرض عليّ قد احصل عليه من لحن واحد مهم، وقد اعتذرت عن البرنامج، خصوصاً أني أستاذ في المعهد». ورأى عبدالله أن هذا الضعف في لجان التحكيم، تسبب في ظلم بعض الأصوات، كما أنه أدى إلى نجاح أصوات لا يجب أن تكون الأولى، ولكن لعبة التصويت التي تحكمها عوامل كثيرة تؤثر في النتائج.
تجارب مع فنانين
عمل الملحن أنور عبدالله مع مجموعة كبيرة من الفنانين، ولفت الى أن هناك الكثير من الفنانين الذين قدموا ألحانه بشكل متميز، ومنهم عبدالكريم عبدالقادر، وشادي الخليج، ونوال، ومحمد المصباح وعبدالله رويشد، ورباب، ومن السعودية محمد عبده، وراشد الماجد، ومن الإمارات أحلام وحسين الجسمي، إلى جانب فنانين عرب كذكرى، وأصالة، ووديع الصافي، وسميرة سعيد. وتمنّى لو أن الفنانة فيروز غنت من ألحانه، فهو من المعجبين بصوت فيروز، وقد لحن للكثير من الفنانين الذين تمنّى سابقاً ان يلحن لهم، وبقي صوت فيروز من الأصوات التي يتمنّى أن تغني له، وكذلك شيرين عبدالوهاب، وآمال ماهر التي يرى أنها ظلمت.
تجربة مع الإنتاج
عاش الملحن الكويتي أنور عبدالله تجربة مع الإنتاج في شركة فنية، ولفت إلى أنه من خلال الشركة اكتشف مجموعة من الأصوات المهمة، ومنها أحلام، والفنانة هند، مشيراً الى أنه لا يمكن أن يعمل بالإنتاج مجدداً، لأنه لا توجد حقوق للفنان، فعندما أغلق «فنون الإمارات»، كان قد بدأ انتشار عالم النت، وكانت السيطرة على انتاج نسخ اصلية ما زالت موجودة، بينما اليوم هناك خسارة كبيرة بفعل انتشار الإنتاج على الإنترنت بسرعة.
وعن عمله مع الفنانة أحلام، قال عبدالله: «لولا أني لم أر الفن الكبير الذي تحمله أحلام، لما عملت معها، فصوتها جميل والأداء الذي تحمله متميز، ومسيرتها جيدة». وأضاف، «توجد على الساحة الفنية مجموعة كبيرة من الأسماء التي أفضلها، ومن بينهم حسين الجسمي، الذي لديه فكر في الأغنية ويعرف كيف يختار، كما أنه مخلص في عمله، الى جانب عيضة المنهالي، وكذلك أحلام، ونوال، بالإضافة الى صوت كويتي جديد لفنانة اسمها دلال، وستكون لها مكانة». ومن الملحنين يرى عبدالله أن الملحن مشعل العروي لديه جمل موسيقية جميلة، وكذلك محمد بودلة، وأحمد الهرمي.
• «أعمل على الأغاني الوطنية، لأن الوطن في قلوبنا وكياننا، لولاه ما كنّا، وكل ما يقدم له يعتبر قليلاً».
• «الحياة تختلف، والمغني يواكب العصر، فجمهور أم كلثوم مختلف عن جمهور عمرو دياب».
• «لا ألحن الكلمات دون أن أعرف من هو المغني، فالعملية أشبه بالخياطة، وعليَّ أنا تفصيل اللحن».
• «أغلبية القائمين على برامج الهواة، يريدون وجود الرعاة، فالراعي يصرف على الحلقات».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news