تحتفي بـ «عام زايد» بمجموعة «نخيل» المستوحاة من مختلف أجزاء وألوان النخلة
فريال البستكي: نبتكر.. ولا نساوم على تراثنا الإماراتي
قالت مصممة الأزياء الإماراتية فريال البستكي، إن «الحياة العصرية والسعي الدائم إلى التطور والبحث عن الجديد والمبتكر هو نهج اعتدناه كإماراتيين، إلا أننا في الوقت ذاته، نرتبط ارتباطاً لا مساومة عليه بتراثنا، وكل ما هو أصيل وضارب في جذور هذه الأرض الغالية»، مشيرة إلى أن «هذا المزيج الذي يعتبر من أهم مميزاتنا، جعلنا نميل دائماً إلى ما يتميز باللمسة التقليدية في اختياراتنا اليومية».
وتُعد هذه الصفات أحد أهم ما يميز تصاميم البستكي، إذ يعرف عنها ميلها المبتكر للمزج بين التراثي والحديث، وبين اللمسات الكلاسيكية المستلهمة من الخطوط التراثية، وبين القصات الأنيقة العملية، والخامات المسائية الراقية على الرغم من بساطتها، مستلهمة هذه المجموعة التي أطلقت عليها اسم «نخيل» من نخيل الإمارات «المرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، الذي حول الصحراء إلى واحة غناء من النخيل، فكانت هذه المجموعة التي استلهمتها من الوالد المؤسس وفي عامه، عام زايد».
ألوان.. و«ذهب»
اتخذت المجموعة عدداً من الدرجات المتنوعة، التي بينت المصممة أنها مستوحاة من مختلف أجزاء النخلة، والألوان التي تجتمع فيها، من سعفها، وجذعها، وثمارها مختلفة المراحل والألوان، مضيفة أن «دولة الإمارات تشتهر بهذه الشجرة وكانت ولاتزال عنصراً مهماً في حياتنا، سواء بثمارها، أو أجزائها المختلفة التي كانت مواد رئيسة للعديد من الاحتياجات سواء في البناء أو القطع المنزلية، وهي الشجرة التي تم الاعتراف بها وتكريمها من قبل العرب على مر العصور».
بالإضافة إلى تنوّع الألوان، لم تتخلَ المصممة عن ميلها المستمر للون الذهبي واللمسة المستوحاة من الذهب، معتمدة في أغلبية المجموعة على التطريزات الذهبية الغنية، التي أضفت لمسة واضحة من الفخامة والرقي. وعن «الذهبي» تقول فريال البستكي: «لا أستغني عن ذلك اللون في تصاميمي، فهو لون معدن الذهب، ولون الذهب التراثي، وحرصت على إدخاله في جميع تطريزات المجموعة».
حرير
اعتمدت المصممة على قماش الحرير الهندي في كامل المجموعة كخامة رئيسة لم تخرج عنها، موضحة أنها تستخدم هذا القماش «منذ موسمين، ويعتبر من أكثر الخامات التي استخدمتها نجاحاً وتناسباً لتصاميمي، كما وجدت إقبالاً كبيراً من عميلاتي عليه، لاسيما أنني أحرص على استخدام أجود نسخة متوافرة من هذا الحرير، والتي تتميز بخفتها الشديدة والمتناسبة مع أجوائنا الحارة».
ويتميز الحرير الهندي - المعروف أيضاً بالحرير الخام - بفخامته وسهولة تشكله، على الرغم من خفته، وقدرته على اتخاذ أحجام وتموجات كبيرة تعين على تعزيز الحجم في الأجزاء المختلفة من الفستان، بالإضافة إلى ميله لتغير اللون بحسب الضوء والظل، ما يعطي لمسة متموجة مميزة.
وتبين المصممة الإماراتية أن أهمية الحرير الهندي بالنسبة لها تكمن في «فخامته، وكونه مناسباً لمختلف المناسبات، سواء في الحفلات الكبرى، مثل الزفاف، أو في التجمعات المنزلية البسيطة ومجموعات العيد، فهو قماش مرن قادر على أن يتشكل بحسب ما يتم إضافته إليه من تطريزات ومشغولات، والتي غالباً ما أفضل أن تكون محدودة وبسيطة غير مزدحمة، لأترك الفرصة للمرأة في أن تقرر تعزيز فخامة الفستان أو بساطته بحسب المناسبة بمزيد من المجوهرات والإكسسوارات وتسريحة الشعر».
بساطة راقية
تنوّعت تصاميم مجموعة «نخيل» بين الفساتين والجلابيات، التي مزجت بين الفخامة والبساطة في آن واحد، من خلال فخامة الخامة وتميز القصات، ومن بساطة الألوان السادة، والتطريزات الناعمة غير المحتشدة، فتميزت بعض التصاميم بوجود سترات مطرزة ذات أكمام كبيرة ومتموجة مزينة بالتطريزات الذهبية التي بدت أقرب لسلاسل «المرية» الإماراتية، ومنها ما تميز بقصة الفستان اللف على شكل «الروب» بتنورة منتفخة متموجة، وحزام على الخصر لتثبيت لفة الفستان دون الابتعاد عن الأكمام الكبيرة، أو قصة الفساتين المسائية المعتادة ذات التنانير الواسعة المتموجة، المخصرة والمحددة للجذع، وبأكمام أقل مبالغة تميزت بأكتافها البارزة.
إضافة إلى الفساتين، قدمت المصممة مجموعة من الجلابيات الواسعة، ذات الأكمام الواسعة أيضاً، التي تميزت ببساطتها الراقية، إذ اعتمدت القصة الواسعة البسيطة الكاشفة عن الكاحل، ما أعطى القطع لمسة عصرية متطورة، دون تفادي التطريزات الذهبية الناعمة على الأكمام، وترك بقية الجلابيات بشكلها السادة، الذي أبرز من جمال وفخامة الحرير الهندي. قدمت المصممة بعض القفاطين ذات القلنسوات الحريرية المرتبطة بها، لتغطية الشعر، التي بدت ذات لمسة مغربية بسيطة، مع الاعتماد على فكرة حبك الخيوط وتكوين الأزرار مغربية الإلهام، بالإضافة إلى الجلابيات الواسعة التي تميزت بالتطريزات النباتية الكثيفة نوعاً ما، إضافة إلى الفساتين البسيطة دون أكمام، التي أضافت المصممة إليها عباءات فخمة وأنيقة طويلة الأكمام ذات تطريزات راقية، تاركة الخيار للمرأة في ارتداء الفستان وحيداً، أو مع العباءة، إضافة إلى تقديمها مجموعة من العباءات الواسعة المطرزة بالكامل، تاركة الخيار لارتدائها مع ما يحلو للمرأة من فساتين أو سراويل بسيطة ضيقة.
قفطان مغربي
لم تقتصر المصممة فريال البستكي على الفساتين والجلابيات في تصاميم مجموعتها «نخيل»، بل قدمت مجموعة من القمصان الحريرية القصيرة والواسعة التي بدت أقرب للقفاطين المغربية، التي يمكن ارتداؤها فوق سراويل عصرية ضيقة.
«الوالد المؤسس حوّل الصحراء إلى واحة غناء من النخيل، فكانت المجموعة التي استلهمتها في عامه».
«لا أستغني عن اللون الذهبي في تصاميمي، فهو لون المعدن الأصفر الذي يرتبط بالتراث».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news