حجمها أكبر 4 مرات من حجم ألمانيا
حرب دولية على جزيرة بلاستيكية عملاقة في المحيط الهادئ
بدأت الولايات المتحدة الأميركية بمساعدة الصين، وعدد من الدول الصناعية الكبرى، في حرب على جزيرة «جريت باسيفيك جاربتش باتش»، وهي جزيرة عائمة من النفايات البلاستيكية، وغيرها من الملوثات في المحيط الهادئ الشمالي، تبين أنها أكبر بكثير من التقديرات السابقة لها، ويزداد حجمها بشكل مطّرد. حيث يطفو أكثر من 79 ألف طن من البلاستيك داخل بقعة مترامية الأطراف بمنطقة تغطي 1.6 مليون كيلومتر مربع، طبقاً لدراسة نشرتها مجلة «ساينتيفيك ريبورتس».
وأوضحت الدراسة أن حجم بقعة النفايات في المحيط الهادئ، وهي أكبر أربع مرات من حجم ألمانيا، يزيد أكثر من 16 مرة مما تم تقديره سابقاً، حسب بيانات من مسحين بحري وجوي. ويعادل الوزن المقدر للنفايات وزن 500 طائرة جامبو.
وفي السنوات الأخيرة، دق العلماء ناقوس الخطر في ما يتعلق بـ«اختناق» المحيطات في العالم بشكل متزايد من تريليونات من قطع البلاستيك. وجزيرة «جريت باسيفيك جاربتش باتش» هي منطقة رئيسة في المحيط تتراكم فيها قطع البلاستيك، وتشكلت في المياه شبه الاستوائية بين كاليفورنيا وهاواي.
ويذكر أن دراسة نشرت أخيراً أوضحت أن هناك كميات كبيرة من جزيئات البلاستيك الدقيقة الموجودة في الأنهار والمجاري المائية بالأماكن الحضرية، تسببت في التلوث الكارثي للمحيطات عند فيضها. وعثر باحثون من جامعة مانشستر، على عينات من جزيئات البلاستيك الدقيقة، في كل نهر أخذوا عينات منه، وحتى في أصغر المجاري المائية الريفية، وفقاً لتقرير نشرته مجلة «نيتشر جيوساينس».
وتم تسجيل ما يصل إلى 517 ألفاً من الجزيئات البلاستيكية، في كل متر مربع، بأماكن تقع أسفل المجرى المائي، بسبب التلوث في المناطق الحضرية. وقام فريق البحث، بقيادة ريتشيل هيرلي، بأخذ عينات من رواسب النهر في 40 موقعاً بشمال غرب إنجلترا.
وعثروا على التلوث بجزيئات البلاستيك الدقيقة في جميع المواقع، التي تشمل نهر تيم في مانشستر، الذي كان يحتوي أعلى مستويات التلوث بجزيئات البلاستيك الدقيقة التي تم تسجيلها على وجه الكرة الأرضية.
وبعد وقوع الفيضانات الشديدة، تراجعت مستويات التلوث بجزيئات البلاستيك الدقيقة في قاع البحار، بنسبة 70%.
وتنتشر مخاطر التلوث البلاستيكي على نطاق واسع ومتزايد بشكل سريع منذ نحو نصف قرن، وتعد البحار والمحيطات التي تغطي 70% من مساحة الأرض أكثر المناطق المعرضة للخطر، ما يؤثر في المحيطات والبحار جميعها، بما في ذلك الكائنات البحرية والعوالق الحيوانية التي يعتمد عليها الإنسان في غذائه اليومي. يعتقد البعض أن معظم النفايات موجود على اليابسة، ولكن الواقع والدراسات والبحوث تفيد بأن أغلب كميّة النفايات البلاستيكية ينتهي به الأمر إلى مياه البحر والمحيطات، وتستقر آلاف الأطنان من بقايا العبوات والحقائب والأغلفة والأكياس في بطون الأسماك والطيور والسلاحف والحيتان.
البقايا البلاستيكية الظاهرة على السطح ليست سوى جزء صغير للغاية من هذه النفايات، فالأدهى والأمر هو الجزيئات البلاستيكية متناهية الصغر التي تغوص في القاع وتأكلها الأسماك، وغيرها من حيوانات الحياة البحرية، وينتهي بها الحال إلى أطباقنا اليومية.
وأكدت دراسة واسعة للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة أن الجزيئات البلاستيكية الصغيرة التي تتسبب فيها الأقمشة الصناعية وإطارات السيارات تلوث البحار بشكل واسع لم يكن معروف الأبعاد بهذا الشكل من قبل.
في دراسة حديثة لصناعة إعادة التدوير، ذكرت جامعة جورجيا الأميركية أن أكثر من 91% من النفايات الأميركية ينتهي بها الحال في مكب النفايات، أو الأسوأ من ذلك في المحيط، ولم يكن الوضع أفضل حالاً في أوروبا، فنسبة 70% من نفاياتها تنتهي من دون عملية إعادة تدوير.
وتعتزم شركة ذي أوشن كليناب، وهي شركة تكنولوجية ناشئة ذات توجه بيئي، جمع وإعادة تدوير ملايين الأطنان من البلاستيك العائمة في المحيط الهادئ.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news