قبل 30 عاماً كانت مجرد رمال متعرجة
«الجونة».. سينما وسياحة «الصفوة» على البحر الأحمر
تشهد مصر حالياً طفرة سياحية بعد سنوات من الاضطرابات السياسية، خصوصاً في منتجع الجونة الواقع على البحر الأحمر، الذي يتمتع بشهرة عالمية، نظراً لإقامة مهرجان الجونة السينمائي الدولي، الذي تنطلق دورته الثانية 20 سبتمبر الجاري، وقد كان من ضمن ضيوف الدورة الأولى الفائز بجائزة الأوسكار فورست ويتيكر، والمخرج العالمي أوليفر ستون، إضافة إلى العديد من الفعاليات والأحداث العالمية، والاحتفالات والبطولات الدولية للاسكواش.
وأشار روبرت فليرماير إلى أن الجونة لم تكن سوى رمال متعرجة على ساحل البحر الأحمر قبل 30 عاماً، ولم يكن بها ممشى أنيق أو مارينا أو مقاهٍ راقية، وتنتشر استثمارات رجل الأعمال الألماني لتشمل 18 فندقاً في الجونة، وأضاف قائلاً: «يتمثل الفرق بين الغردقة والجونة في أنه يتم تنظيف المناطق الواقعة بين الفنادق أيضاً، ويعرف روبرت فليرماير كيف يسوق فنادقه، ولكنه لا يحتاج إلى دعاية وإعلانات في الوقت الحالي».
وقد عادت مصر على خريطة السياحة العالمية مرة أخرى، وقامت الشركات السياحية بزيادة عدد الغرف، التي يتم حجزها في الجونة بشكل ملحوظ، وذلك بعد سنوات من الاضطرابات السياسية منذ 2011، وسقوط الطائرة الروسية في سيناء عام 2015، وتعرض السياح لهجوم بسكين على شاطئ عام بالغردقة.
يتمتع السياح بالعديد من المزايا في مصر من حيث الأسعار المناسبة ودرجات الحرارة المعتدلة، خصوصاً خلال شهور الشتاء، وإمكانات ومواقع رائعة للغوص، إضافة إلى ذلك تعتبر الجونة مجتمعاً مصرياً موازياً، حيث يعيش فيها نحو 10 آلاف نسمة في الأحياء السكنية الراقية، وفي واقع الأمر فإن الجونة ليست مدينة، ولكنها منتجع سياحي، وترجع ملكية المنطقة بالكامل إلى الملياردير سميح ساويرس منذ أواخر الثمانينات. لا يوجد الكثير من القواسم المشتركة بين الجونة والمجتمع المصري التقليدي، حيث تنتشر الساحات الواسعة والأنيقة في المنتجع السياحي، إضافة إلى العشرات من المطاعم الشاطئية ومناطق الطائرات الورقية، والعديد من البحيرات الصناعية، ولذلك فإن الجونة تعتبر مكان إقامة صفوة المجتمع المصري، على عكس المجتمع المصري المحافظ، وتحمل الجونة الأجواء العصرية مثل دبي، وسمات الأناقة والرقي مثل المدن الأوروبية المتوسطية. الجونة .
لغة ألمانية
تشهد الجونة إقبالاً كبيراً من السياح الألمان، حيث أكد روبرت فليرماير أن 80 إلى 85% من السياح يتحدثون اللغة الألمانية، وهناك بعض الأسباب التي قد تفسر عاطفة الملياردير المصري لألمانيا، حيث إنه درس في المدرسة الألمانية بالقاهرة، واستكمل دراسته في جامعة برلين التقنية، ولذلك ليس من المستغرب أن تحتضن الجونة فرعاً للجامعة الألمانية، وينصب اهتمام العلماء الألمان على موضوع الطاقة الشمسية وإدارة المياه، كما تقوم كلية الفنادق الألمانية بتدريب موظفي الفنادق في الجونة للعمل وفقاً للمعايير الألمانية على يد مدربين ألمان.
النجم فورست ويتيكر والمخرج العالمي أوليفر ستون كانا من ضيوف الدورة الماضية للمهرجان.
10 آلاف نسمة يعيشون في الأحياء السكنية الراقية المحيطة بالمنتجعات السياحية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news