رحّالة وباحث يرى سعادته الحقيقية في رفع اسم بلده عالياً
أدهم الخاجة يلامس حلم «الإمارات للفضاء» بالدكتوراه واستكشاف طموح
من رحّالة على الأرض، يقطع بلداناً موزعة بين جهات العالم المختلفة، إلى مستكشف لعلوم الفضاء، عبر التخصص العلمي الذي يعكف الباحث الإماراتي أدهم الخاجة على دراسته والتعمّق فيه، على أمل الالتحاق بوكالة الإمارات للفضاء، والمشاركة في رفع اسم بلده عالياً.
لم يتردد أدهم في التوجه نحو دراسة الهندسة الميكانيكية، وينال درجتي البكالوريوس والماجستير، قبل أن يلتحق ببرنامج الدكتوراه في علوم الفضاء بجامعة خليفة، ويشارك بفعالية في مشروعات طموحة، تسعى للمساهمة في تحقيق الحلم الإماراتي.
وقال أدهم الخاجة لـ«الإمارات اليوم»: «أعكف حالياً مع زملائي، ومن خلال عملي كباحث مساعد على مشروع علمي مهم يتمثل في إطلاق أول قمر اصطناعي مكعب أواخر هذا العام، وهو مشروع إماراتي 100%، يتجسد في بناء قمر يحمل اسم (ماي سات 1) يصل وزنه إلى قرابة الكيلوغرام، و(أبعاده إلى 10×10×10 سم)».
وأوضح أن «القمر مزود بكاميرا لالتقاط صور للأرض، وانحصرت أهدافه الأساسية في تعليم الطلبة واطلاعهم على تقنيات وعلوم الفضاء، بالإضافة إلى إمكانية إجراء الأبحاث العلمية المتخصصة في مجال المناخ والثروات الباطنية، ولدينا مشروعات متعددة نعمل عليها في أروقة الجامعة، مثل القمر الاصطناعي الجديد (ماي سات 2)، وآخر يحمل اسم (مزن سات)».
ويطمح أدهم في العمل مستقبلاً في وكالة الإمارات للفضاء، مضيفاً بنبرة حماسية ملؤها التفاؤل «أتمنى أن تتاح لي الفرصة للالتحاق بهذا الصرح العلمي الكبير، وأنا حالياً أعمل على إعداد نفسي لخوض غمار هذا التحدي من خلال رسالة الدكتوراه التي تندرج ضمن مبادئ علوم الفضاء التي أعكف على إعدادها في هذه الفترة».
لا تتوقف طموحات أدهم عند علوم الفضاء والأجرام السماوية، بل تقترب بواقعية لتلامس الأرض من خلال شغفه بالسفر والارتحال والتجوال بين الشعوب والحضارات بحثاً عن المعنى الحقيقي للسعادة، إذ دفعه طموحه مبكراً إلى المغامرة على الأرض هذه المرة: «مثلما أحب اكتشاف الأشياء الجديدة في الفضاء، فإنني أحب اكتشاف الأرض، وما تخفيه شعوبها من عادات وتقاليد خاصة، وأماكن غريبة تستحق الزيارة، مدفوعاً في هذه التجربة بفضول دائم وإصرار على المعرفة وبساطة أعتقد أنها العنوان الأبرز والقاسم المشترك لجميع تجارب الرحلات التي قمت بها على مدار السنوات الماضية». وتابع «بدأت السفر والارتحال وعمري 16 عاماً، وقد كنت محظوظاً بعدم اعتراض الأهل ومساندتهم، بعد أن تمكنت خلال ثماني سنوات تقريباً من زيارة أغلب بلدان أوروبا وآسيا، على أمل أن أتمكن في المستقبل من زيارة إفريقيا والتعرف إلى حضاراتها العريقة، إضافة إلى الأميركيتين وأستراليا».
وحول مصادر تمويل رحلاته المتعددة على مدار العام، قال: «في السابق كنت أعتمد على مصروفي الشخصي، واليوم يغطي راتبي الشهري كباحث مساعد في جامعة خليفة تكاليف رحلاتي التي بدأت بتوثيقها ونشر صور منها ومقاطع فيديو خاصة عبر صفحتي الرسمية على (إنستغرام) التي ازداد عدد متابعيها ليبلغ حدود الـ7887 متابعاً شغوفاً باكتشاف العالم، والارتحال فيه عبر الفضاء الرقمي».
اختيار اللقب
شغف أدهم الخاجة بالتواصل الإنساني، يبدو أنه تجلّى في اختياره للقب «الرحالة» الذي يبقيه قريباً من انشغالاته، وفياً لطموحاته باكتشاف أسرار الأرض وقصص أهلها، إذ يقول «أحببت مشاركة تجربتي في السفر مع الجميع، لتأكيد أن السعادة لا ترتبط بالرفاهية التي ننعم بها أو بالمكتسبات اليومية التي نفتخر بامتلاكها، وإنما بحب الحياة والتعلق بها، والبحث عن مصادر الفرح والرضا فيها، وهذا الأمر لامسته بشكل واقعي حين زرت إحدى القرى النائية في إندونيسيا، وعشت تجربة السكن والعيش بكل بساطة وأريحية مع أهلها، بعيداً عن بذخ الفنادق الفارهة والرحلات المنظمة». وأكمل: «ما يسعدني في هذه الرحلات، شعوري الدائم بالفرح كلما قررت العودة مرة أخرى إلى الأماكن السابقة التي زرتها، لأجد الترحيب والبهجة عنوان الوجوه، ولهذا السبب أدعو الجميع إلى تجارب الانفتاح على الآخر والسفر واكتشاف العالم».
بين السماء والأرض
يسعى أدهم الخاجة من خلال تخصصه في علوم الفضاء وشغفه الدائم بالسفر إلى تقديم صورة حقيقية عن الشاب الإماراتي الطموح، القادر على المساهمة الفاعلة في هذا المجال، بالإضافة إلى تنمية أواصر التواصل الحقيقي، وتفعيل الحوار بين البشر.
وقال «سأعمل في المستقبل على اكتشاف بعض ما يخفيه هذا الفضاء الشاسع الممتد، بالتوازي مع مواظبتي على السفر، والتعرف إلى عادات الشعوب وتقاليدها، وأمنيتي الدائمة زيادة قنوات التواصل الإنساني في ظل الانكماش والتقوقع اللذين باتا يعيشهما كثيرون خلف أجهزتهم الذكية، ووسائل التكنولوجيا».
مكانة رائدة
يحرص أدهم الخاجة من خلال دراسته الأكاديمية ورحلاته الميدانية على مشاركة تجربته مع طلبة الجامعات والمدارس الإماراتية، إذ حاضر أخيراً في جامعة الإمارات بالعين حول علوم الفضاء وآليات بناء الأقمار الاصطناعية.
ووصف التجربة بأنها «محاولة لتسليط الضوء على المكانة العلمية الرائدة والقدرات الأكاديمية التي وصلت إليها دولة الإمارات في هذا الإطار، والتي تمكنا من إبرازها عبر بناء قمر اصطناعي كامل بأيادٍ وخبرات إماراتية 100%، وأعتقد أن هذا الأمر يجب أن يطلع عليه طلبة المدارس والجامعات ومختلف فئات المجتمع الإماراتي».
16
عاماً، كان عمر أدهم
حينما بدأ مسيرته مع
الرحلات واستكشاف
بلدان عدة حول العالم.
«أعكف مع زملائي على إطلاق قمر اصطناعي مكعب بأيد إماراتية 100%».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news