رحل عن 93 عاماً.. وأوصى ألا يقام له عزاء
جميل راتب.. نجم عابر للحدود من عنقود الزمن الجميل
لن تنسى شاشتا السينما والتلفزيون تلك الملامح البريئة الطيبة والمعقدة والشريرة في آن واحد، التي حفرها الفنان جميل راتب، الذي خسرته الساحة الفنية، أمس، عن عمر ناهز 93 عاماً، في وعي المشاهد المصري والعربي وذاكرة السينما. ولن ينسى الجمهور ابتسامته المتهكمة الساخرة التي تنقل تعقيد العالم من حولنا، وتنقل جدلية الشر الذي لا يخلو من مبادئ راسخة بداخله تعكس رحلة نشأة البطل الشرير، لذلك تميّز جميل راتب، وقبله عادل أدهم ومحمود المليجي وتوفيق الدقن، في إحياء تلك الأدوار التي تتميز بالتجسيد الغني والعميق، الذي يغوص داخل الشخصية، ولا يكتفي بملامحها الخارجية فحسب.
ونعت وزارة الثقافة والوسط الفني المصري الممثل جميل راتب، الذي توفي بعد صراع طويل مع المرض. وكان الفنان الراحل تعرض لأزمة صحية في الشهور القليلة الماضية، أثرت في حباله الصوتية، وسافر إلى فرنسا لتلقي العلاج قبل أن يعود في أغسطس الماضي إلى مصر.
وكشف مدير أعمال الفنان الراحل، هاني التهامي، في فيديو مباشر أطلّ به عبر حسابه في «فيس بوك»، أن راتب أوصى بألا يقام له عزاء، وقال: «يطلب الفنان جميل راتب ألا يُقام عزاء له.. أما صلاة الجنازة فستكون في جامع الأزهر».
وشُيّع جثمانه من الأزهر الشريف عقب صلاة الظهر، وحضر الجنازة عدد قليل من الفنانين والمسؤولين، منهم الفنان عزت العللايلي، ونقيب الفنانين أشرف زكي، ورئيس الرقابة المصرية، خالد عبدالجليل، والفنان مجدي صبحي، واكتفى آخرون بالنعي على صفحات التواصل الاجتماعي، ومنهم الفنان محمد صبحي، الذي أعرب عن حزنه الشديد وقال «رحل والدي وأبو الفن»، وقالت هند صبري أيضاً «رحل النجم الكبير الذي عبر الحدود وتعامل مع كل المخرجين والنجوم من كل الجنسيات».
وقالت وزيرة الثقافة، إيناس عبدالدايم، في بيان: «حبات عقد المبدعين والعظماء من زمن الفن الجميل تتساقط»، واصفة الفنان الراحل بأنه «إحدى العلامات البارزة في تاريخ السينما المصرية».
وُلد جميل أبوبكر راتب عام 1926 بالقاهرة، وبعد أن حصل على شهادة التوجيهية (الثانوية العامة) التحق بمدرسة الحقوق الفرنسية، وبعد السنة الأولى سافر إلى فرنسا لاستكمال دراسته.
كان أول عمل يشارك فيه فيلم «أنا الشرق»، من بطولة الممثلة الفرنسية كلود جودار وجورج أبيض وحسين رياض وتوفيق الدقن. ساعده إتقان اللغات الأجنبية على المشاركة في بعض الأفلام العالمية مثل «لورانس العرب» عام 1962، كما شارك بالأداء الصوتي في فيلم «عمر المختار».
وشكّل فيلم «الصعود إلى الهاوية»، الذي قدمه عام 1978، نقطة تحول في مشواره السينمائي، وحصل على جائزة أفضل دور ثانٍ عن الفيلم، وسلمها له الرئيس الراحل أنور السادات. تزوج جميل راتب مرة واحدة من فتاة فرنسية كانت تعمل بالتمثيل، ثم صارت مديرة لمسرح الشانزليزيه، لكنه لم ينجب منها، وفي أكثر من مناسبة كان راتب يؤكد أنه يرفض الإنجاب ليتفرغ تماما للتمثيل.
خاض جميل راتب تجربة الإخراج المسرحي، فقدم مسرحيات «الأستاذ» و«زيارة السيدة العجوز» و«شهرزاد». ومن أبرز الأفلام التي شارك فيها «قاهر الزمن» و«البداية» و«ولا عزاء للسيدات» و«الكيف» و«كش ملك» و«طيور الظلام».
مسلسلات
قدم جميل راتب العديد من المسلسلات، من أبرزها «رحلة المليون» و«الزوجة أول من يعلم» و«أحلام الفتى الطائر»، و«الراية البيضاء» و«يوميات ونيس» و«شمس» و«حارة اليهود». وكان آخر ظهور فني له في مسلسل «بالحجم العائلي» مع يحيى الفخراني وميرفت أمين، الذي عرض في رمضان 2018.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news