أسماء: حلمي بالوصول إلى المنصات العالمية لا يعرف المستحيل. تصوير: أسامة أبوغانم

بالفيديو ...أسماء الجناحي تواجه بطلات العالم بالسيف

كسرت المواطنة أسماء الجناحي، (25 عاماً)، الصورة النمطية للمرأة، حين اختارت أن تصبح مبارِزةً بالسيف، وأن تواجه بطلات العالم من مختلف الجنسيات.

رسالة للفتاة الإماراتية

دعت أسماء الجناحي «كل من يشعر بأنه يمتلك المهارات الكافية لخوض تجربة المبارزة بالسيف، أن يمارسها ليس لغرض الاحتراف بالضرورة، ولكن من أجل اللياقة البدنية، والعيش في حالة من الانسجام الجسدي والروحي لا يوفرها أي نوع آخر من الرياضة».

ووجهت النصيحة للفتاة الإماراتية بـ«التفكير خارج الصندوق، وتجاهل التفكير السلبي، والانطلاق لخوض التجارب في المجالات التي تبدع وتبتكر من خلالها، خصوصاً أن الفتاة الإماراتية نشأت في ظل قيادة ذلَّلت لها كل العقبات لتكون نموذجاً للمرأة العصرية المحافظة على عاداتها وتقاليدها، وكل ما يتطلبه الأمر هو كسر حاجز الخوف من خوض كل ما هو جِدّي».

- «اتخذت من الصبر والإيمان والحب كلمات السر، ليصبح المستحيل بالنسبة لي سهلاً وقريب المنال».

خلال أربع سنوات تميزت أسماء في المبارزة بالسيف، وفازت بميدالية برونزية في بطولة نظمها اتحاد الإمارات للمبارزة، وميدالية برونزية أخرى بدوري المبارزة المفتوحة بأبوظبي للسيدات عام 2017، ثم الميدالية الفضية بدوري رأس الخيمة 2016، كما شاركت في بطولة كأس العالم لسلاح الأيبيه للمبارزة للفتيات، التي استضافتها الإمارات هذا العام بمشاركة 191 لاعبة من بطلات اللعبة من 35 دولة، تنافسن في فئتي الفردي والفرق، لتمثل الإمارات في واحدة من أهم البطولات الدولية.

تروي الجناحي لـ«الإمارات اليوم» تفاصيل عن تجربتها في عالم المبارزة بالسيف، والتي تمتد إلى أربع سنوات اكتسبت خلالها كل المهارات اللازمة لتجعلها من أبرز الوجوه النسائية الخليجية التي تشارك في البطولات الدولية، والتي أهّلتها لتكون من أوليات الفتيات الإماراتيات في هذه الرياضة، فتقول «دخلت عالم المبارزة بالصدفة، عندما كنت برفقة مجموعة من الصديقات في أحد الأندية الرياضية المخصصة للمبارزة بالسيف، ليقودني شغفي وفضولي للغوص أكثر في أسرار هذا العالم، وسرعان ما وجدت نفسي أكثر اهتماماً به، وأقبلت على الاشتراك في التدريب لأمارس هذه الرياضة بشكل يومي محاولة أن أكتسب كل أسرارها ومهاراتها في وقت قياسي».

وتكمل الجناحي: «منذ صغري جذبني عالم الرياضة بكل فنونه فعشقت التنس، وأجدت ركوب الدراجات الهوائية، وبعد أن جربت هوايات عدة، وجدت في المبارزة بالسيف الرياضة التي تستوعب مهاراتي، لذلك وهبت لها كل وقتي وتركيزي، وخلال فترة وجيزة انتقلت من صفوف الهواة إلى المحترفين لأجد في هذا المجال عالمي الذي لا أريد الخروج منه».

تضيف الجناحي: «تعجَّب البعض من رغبتي في احتراف هذه الرياضة التي يظن البعض أنها رجولية ولا تصلح للنساء، ولكن إيماني الشديد بأنني أمتلك المهارات التي تجعلني أتميز بها، دفعني إلى الاستمرار والمثابرة وإحراز المزيد من الانجازات التي أتمنى أن تضاف الى رصيد الفتاة الإماراتية في عالم الرياضة غير التقليدية».

التمرد على النمطية

تقول البطلة الإماراتية عن تفاصيل تجربتها الأولى والشعور الذي يسيطر عليها في المبارزات: «في كل مرة أمسك فيها بسيفي أشعر كأنها المرة الأولى، لأنني أحاول ان أظهر شيئاً مختلفاً ومهارة جديدة اكتسبتها من الأيام والتدريبات اليومية، لذلك اتخذت من الصبر والإيمان والحب كلمات السر، ليصبح المستحيل بالنسبة لي سهلاً وقريب المنال».

أدركت الجناحي منذ اليوم الأول أنها تحمل على عاتقها مسؤولية كبيرة، لذلك وكما تقول: «حاولت خلال مشواري أن أبذل قصارى جهدي لأقدم أفضل صورة للفتاة الرياضية الإماراتية، وأثبت أنها قادرة على التميز، وأن أكسر الصورة النمطية لرياضة المرأة، وأثبت بالتالي جاهزيتها لاقتحام كل المجالات الرياضية التي لا تفرق بين ذكر وأنثى».

وترى الجناحي أن «السباحة ضد التيار قد تجهد صاحبها، وتقلل من عزيمته، وتجعله أحياناً يتراجع عن هدفه، ولكن حلمي بالوصول الى المنصات العالمية لا يعرف المستحيل، ورغم العقبات والتحديات فإن إيماني بما أقدمت عليه جعلني أدرك أن أي شخص يقدم على القيام بشيء مختلف يحتاج إلى شجاعة وصبر ليصل إلى تحقيق حلمه».

وتكمل: «رغم أن البعض يصفني بأنني مختلفة، فإنني أؤمن بأن الاختلاف ليس صفة سيئة، خصوصاً إذا لم يتعارض مع حكم الدين أو الأعراف، فأؤمن بأن المختلف إنسان مميز يمتلك مهارات لا يمتلكها غيره»، متمنية أن تسهم تجربتها في عالم المبارزة بالسيف في تشجيع بنات بلادها لاقتحام ساحة رياضية جديدة، ظلت سنوات طويلة غائبة عنها رغم امتلاكها كل المقومات التي تجعلها تجيد فنونها وتتميز فيها.

بين الرياضة والوظيفة

تتابع البطلة الإماراتية الحديث عن مسيرتها «عشقي للمبارزة ورغبتي في الاستمرار بها كانا حافزاً لأتعلم فن تقسيم الوقت بين الوظيفة صباحاً والتدريب مساء، وأجعلهما على قائمة أولوياتي، واستطعت بعد مجهود كبير تنظيم وقتي، والاستفادة من كل ثانية».

وتحرص الجناحي على التدريب يومياً، فيستمر برنامج التدريب ثلاث ساعات، ويبدأ عادة بساعة من التدرب على فنون المبارزة عند المواجهة، وبعد ذلك تقوم بتمارين التحمية والتحمل وإصابة الهدف، ثم تنهي بالمشاركة في بعض المباريات الودية.

وتشير الجناحي إلى أن هواية المبارزة بالسيف انعكست على شخصيتها، وأسهمت في صقل مهاراتها الذهنية والأخلاقية، وعلمتها الصبر واحترام الذات والغير، وعززت بداخلها مبادئ المنافسة الشريفة، كما مكنتها من تطوير مهاراتها الاجتماعية، وتعزيز ثقتها بنفسها، إلى جانب رفع حس الالتزام بالمسؤولية، والتدريب، ووضع أهدافها نصب عينيها، فهي لعبة ذهنية تتطلب انسجاماً ما بين الجسم والفكر.

إنجازات

وتضيف الجناحي: «خلال أربع سنوات استطعت الحصول على لقب (أفضل مبارز) في الأكاديمية الإماراتية (إم كي) للمبارزة ضمن فئة الكبار، كما تم ترشيحي كسفيرة لها لعامين على التوالي، وفي عام 2015 تمكنت من الفوز بميداليتين برونزيتين عندما شاركت في منافسات بطولة رمضان للمبارزة بالشيش التي نظمها اتحاد الإمارات للمبارزة، كما شاركت في كأس العالم لسلاح الأيبيه للمبارزة للفتيات التي استضافتها الإمارات هذا العام بمشاركة 191 لاعبة من بطلات اللعبة من 35 دولة، تنافسن في فئتي الفردي والفرق، لأمثل الإمارات في واحدة من أهم البطولات الدولية».

الأكثر مشاركة