روضة المري وإيلاريا كاييلي في كتاب يبني جسور الثقافة
«الإمارات 101».. العادات الإماراتية ببساطة
أطلق، أمس، كتاب «الإمارات 101 قصة وتعاليم ثقافية»، ويعدّ الكتاب، وهو من تأليف روضة المري وإيلاريا كاييلي، دليلاً للتقاليد والعادات الإماراتية، وتشترك فيه الكاتبتان بتقديم معلومات وروايات تقدم للقارئ نبذة عن تاريخ الإمارات، وتنتقل للتعريف بالهوية المحلية، والعادات، وأصل هذه العادات، ولماذا وجدت، للتوجه بعد ذلك إلى شرح كيفية تصرف الأجانب في المجتمع المحلي الإماراتي، ويقع الكتاب في 155 صفحة.
شغف بالكتابةالشغف بعالم الكتابة كان الدافع الأول للإقدام على تجربة الكتابة، هكذا تحدثت روضة المري، عن أول أعمالها الأدبية، في حفل إطلاق الكتاب، الذي أقيم في مركز دار الوصل بدبي، بحضور المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي منى المري، والمدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، جمال بن حويرب. وقالت روضة المري لـ«الإمارات اليوم»،: «أحب الكتابة منذ الصغر، ولكن كل كتاباتي السابقة كانت شخصية، ولم أشارك بها أحداً، كانت لي مدونة خاصة أكتب فيها عن تجربتي الخاصة مع اليوغا، لذا يعد هذا الكتاب الأول الذي أشارك الناس به». وأضافت روضة: «يتحدث الكتاب عن العادات في الإمارات، التي وددت أن أشاركها مع أي سائح وزائر ومقيم، وقد تبلورت فكرة الكتاب، مع صديقتي التي شاركتني التأليف إيلاريا كاييلي، حيث كانت تسأل كثيراً عن العادات الإماراتية البسيطة، التي لم أكن أظن أنها مهمة، ولكنها طرحت علي 100 عنوان، فكانت فكرة تقديم الكتاب والموضوعات التي تعد غريبة على الأجانب». ونوهت المري بأن الكتاب يبني جسوراً بين الثقافات المختلفة في المجتمع، لافتة إلى أنه مقسّم إلى 10 فصول، ويتحدث الفصل الأول عن الإمارات، وعن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، كما أنه يتحدث عن طبيعة الإمارات، بينما في الفصول الأخرى ينتقل القارئ إلى الحياة اليومية، ومنها ماذا نرتدي، وكيفية تناول الطعام مع الإماراتيين، إلى جانب معاني بعض المفردات التي تحمل مدلولات معينة في الثقافة المحلية، ومنها على سبيل المثال كلمة «إن شاء الله»، وما المقصود بها محلياً.
جانب بحثي
الجانب البحثي له حيز مهم إلى جانب الكتابة، إذ تؤكد روضة المري أن الأرشيف الوطني كان المصدر الرئيس للمعلومات الموجودة في الكتاب، واستغرق جمع المعلومات الموجودة في الكتاب فترة زمنية، وذلك لأن الكتاب يقع في قسمين، قسم البحث، وقسم القصص التي تكمل الجانب البحثي، فالتجربة تساند المعلومات. أما سبب اختيار اللغة الإنجليزية للكتاب، فنوهت روضة بأنه تم اختيارها، لأنها اللغة المشتركة والأكثر استخداماً في دبي، والجميع يتقنها، فهي تقلص الهوة بين الأجانب والمجتمع المحلي بمعرفتهم هذه العادات والتفاصيل، لأن الكتاب بمثابة دليل ثقافي، فهو مختلف عن الكتب السياحية، إذ يوثّق الإرث الثقافي ويحافظ عليه، ويمكن وصفه بالدليل الثقافي. وعن تجربة التأليف المشترك، لفتت المري إلى أن كتاباتها اندمجت مع كتابة إيلاريا، على الرغم من اختلاف الثقافات بينهما، منوهة بأنه من الممكن أن يكون هناك تعاون آخر في كتاب جديد يتحدث عن العادات، موضحة أن كتابها التالي قد يكون عن تجربتها مع اليوغا، والمفاهيم الخاصة بهذا العالم.
معرفة شخصية
وقالت الكتابة الإيطالية إيلاريا كاييلي إن التعاون بينها وبين روضة المري على الكتاب، أتى من معرفة شخصية، فكانت المري جارتها حين كانت تعيش في أبوظبي. ولفتت إلى أن العمل المشترك، قد تم بتوزيع العمل، فتولت كتابة الجانب الخاص بالمعلومات، بينما أخذت المري القسم الذي يروي القصص، مشيرة إلى أن الكتاب هو تجربتها الأولى للكتابة عن الإمارات، خصوصاً أنها أتت إلى الإمارات بينما كانت حاملاً بمولودها الثاني. وعن أكثر الأشياء التي جذبتها لتقدم الكتاب عن الإمارات، أشارت كاييلي إلى أنها وجدت جمالاً خاصاً في الثقافة الإماراتية، وخصوصاً في العادات والتقاليد والقيم في المجتمع، ولهذا كان لديها الكثير من الشغف للتعرف إلى العادات.
استغرق إنجاز الكتاب نحو ثمانية أشهر، وأكدت الكاتبة الإيطالية أن الكتابة المشتركة مثيرة للاهتمام، ولاسيما أنها التجربة الأولى بالنسبة لها، فقد كانت تستكشف هذه التجربة مع روضة المري، ولكنها وجدتها تحمل الكثير من المشاعر، والتميز. ونوهت بأن ما يميز التعاون هو أن الكتاب قد قدم إلى الناس بمشاركة بين مواطنة إماراتية وكاتبة أجنبية، وهذا الاندماج يظهر في التفاصيل التي يعرضها الكتاب، فهو يقدم الموضوعات التي يمكن أن يهتم الجميع بمعرفتها، لأنها ترتبط بالحياة اليومية. وأشارت كاييلي إلى أنها خلال الكتابة، وجدت أن التشابه بين الإمارات وإيطاليا يكمن في تعاطي الناس مع بعضهم بعضاً، وكذلك في ثقافة تقبل الآخر.
رسومات مرحة
يحمل الكتاب مجموعة كبيرة من الرسومات التي تكسر جمود الكتابة، إذ تتوزع الرسومات بشكل مرح بين الكلمات، أو في أسفل الصفحة، وهي كلها تعبر عن ثقافة الإمارات والطعام والشراب، وغيرها. ولفتت روضة المري، إلى أن ريم المري هي التي قدمت الرسومات، وهي رسامة شابة من الإمارات، وتحمل أسلوباً حديثاً في الرسم لا ينتمي إلى زمن معين. وتابعت المري، تتميز الرسومات بكونها تحمل بعض المدلولات الشخصية، كما أن انتشارها على الموضوعات هدفه منح الكتاب الجانب المرح قليلاً.
155
صفحة يتألف الكتاب منها.
روضة المري:
«الكتاب دليل ثقافي يوثّق للإرث والخصوصية، ويحافظ عليها».
إيلاريا كاييلي:
«وجدت تشابهاً بين الإمارات وإيطاليا في تعاطي الناس مع بعضهم بعضاً».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news