«تمكين الفتيات».. جهود كبيرة لصناعة مستقبلهن في العالم
منذ عام 2011، يحتفل العالم سنوياً في الـ11 من أكتوبر باليوم العالمي للفتيات، للتأكيد على حماية حقوقهن على جميع الأصعدة، وإيجاد فرص جديدة لهن، تمكنهن من عيش حياة أفضل، إضافة إلى زيادة وعي المجتمع الدولي بقضايا عدم المساواة، التي تواجهها الفتيات على أساس جنسهن، بالعديد من المجالات والحقوق.
وخلال العام الجاري، اختارت الأمم المتحدة الاحتفاء بهذا اليوم تحت شعار «تطعيم القوى العاملة النسائية الماهرة بمشاركة الفتيات»، للتأكيد على أهمية تدريب الفتيات، وإكسابهن المهارات المختلفة لدعم طموحاتهن الوظيفية والمهنية، وتعزيز الاستفادة من مهاراتهن في سوق العمل، لاسيما مع التوقعات بأن يشهد العقد المقبل دخول مليار من الشباب سوق العمل، منهم 600 مليون فتاة.
وقالت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة القلب الكبير: «تغيرت نظرة العالم إلى الفتيات اليوم، ولم تعد مشكلات المطالبة بالمساواة كما كانت عليه، فالظروف الطارئة فرضت نفسها على الجميع، وأصبح المطلوب هو تطوير المهارات، وإكساب الفتيات والشباب المقبلين على سوق العمل مهارات جديدة ترتقي بأدائهم، وترتقي أيضاً بالثقافة الاقتصادية والاجتماعية على مستوى العالم».
وأضافت سموها: «اليوم وفي هذه المناسبة الإنسانية العزيزة، نتذكر ملايين الفتيات في العالم ممن واجهن ظروفاً صعبة، وتعرضن للقهر والتهميش، ولم يتنازلن عن الأمل، ونقول لهن: نحن معكن بما نملك وما نستطيع، ولنتذكر شعار الأمم المتحدة الذي يقول (لا أحد مستثنى من مسيرة التنمية)، بل لا تتحقق التنمية إلا بالمساواة في الفرص، والتعريف بالحقوق، والمناداة بالالتزام بها واحترامها».
وتابعت: «أدعو مؤسسات المجتمع الدولي ومنظمات العمل الإنساني وأصحاب المصالح والمجتمعات والأفراد إلى توحيد جهودهم لتوفير الإمكانات اللازمة لتعليم وتدريب الفتيات، ليسهمن في بناء مجتمعاتهن على أسس تنموية راسخة، بالشراكة والتكامل مع كل الفئات».
وتنسجم هذه المناسبة مع توجهات إمارة الشارقة، التي تعتبر سباقة في دعم القضايا الإنسانية، وتبني قضايا الفتيات وهمومهن، وصاحبة مبادرات فاعلة لتمكينهن وتعزيز قدراتهن والانطلاق بهن نحو آفاق جديدة. وتأكيداً للتوجهات التي تمضي بها إمارة الشارقة، وارتكازاً على رؤى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وبتوجيهات من قرينته، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة القلب الكبير، المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، باتت «القلب الكبير» حاضنة المبادرات والحملات التي توالت تباعاً، حرصاً على حشد الجهود الإنسانية، والأطفال والمستضعفين والمحتاجين وعائلاتهم في المناطق الأكثر تضرراً في العالم، لاسيما الفتيات، فانبثق عن المؤسسة «صندوق تمكين الفتيات»، الأول من نوعه في المنطقة.
ومنذ إطلاقه في يونيو 2017، عمل «صندوق تمكين الفتيات» على مناصرة حقوق الفتيات في مختلف مناطق وجودهن في العالم، ودعم حصولهن على التعليم، والرعاية الصحية، والأمن، والدعم الاجتماعي والنفسي، وحمايتهن من جميع أشكال العنف والتمييز والاستغلال الجسدي.
ووضع الصندوق تعليم الفتيات على رأس أولوياته، إذ عمل على زيادة وعيهن ورفد ثقافتهن، كما دعا إلى تبني سياسات توفر لهنَ الحماية الكافية للحد من زواج القاصرات، فضلاً عن منع عمالة الصغيرات.
ووفقاً لإحصاءات هيئة الأمم المتحدة للمرأة، تشكّل النساء والفتيات نسبة 70% من مجموع الحالات المعروفة لضحايا الاتجار في البشر بالعالم، في حين تشير أرقام مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى أن نحو 700 مليون فتاة في جميع أنحاء العالم يتزوجن حالياً قبل بلوغهن سن الرشد، وإذا استمر ذلك وفق المعدل الحالي، فإن الرقم سيرتفع إلى نحو 950 مليوناً، بحلول عام 2030.
11
أكتوبر.. اليوم العالمي للفتيات.