على أبواب «إكسبوجر 2018»: ماذا نعرف عن تاريخ الكاميرا
مع اقتراب موعد المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر» 2018، الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة خلال الفترة من 21 إلى 24 نوفمبر، لابد من التوقف عند تاريخ الكاميرا وتطورها المستمر، فلاشك أن العالم مرّ بمراحل عدة قبل الوصول إلى كاميرات اليوم التي تختلف كثيراً عما كانت عليه، فالابتكارات الرقمية المضافة إلى تاريخ التصوير الفوتوغرافي، وعالم التكنولوجيا السريع والمتغير، يستمران في تحسين الكاميرات التي يستخدمها الناس اليوم.
وعلى الرغم من أن النسخ الأولى من الكاميرا كانت عبقرية وإبداعية في وقتها، فإنها تعتبر أدوات تصوير بالغة البساطة مقارنة بالكاميرات الذكية التي يقتنيها الناس اليوم.
مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، طارق علاي، قال: «يهمنا في (إكسبوجر) أن نكرس مكانة الكاميرا كأحد أبرز الاختراعات والابتكارات التي تلعب دوراً مهماً وأساسياً في مختلف تفاصيل الحياة، ونستطيع أن نلمس التطورات الكبيرة التي طرأت على الساحة الإعلامية، مثلاً منذ نشأة الكاميرا وتطورها وحتى يومنا الحاضر، لتحتل الصورة مكانة مهمة، كونها تمتلك القدرة على وصف المشهد من دون الاستعانة بالكلمات، ما جعل من الصورة حكاية عالمية بامتياز».
وتابع علاي: «حقق المهرجان الدولي للتصوير (إكسبوجر) سمعة وحضوراً عالمياً خلال فترة وجيزة من الزمن، حيث يستقطب المهرجان سنوياً نخبة من ألمع المصورين والعاملين في مجال التصوير الضوئي من مختلف أنحاء العالم، ليقدموا خبراتهم للمعنيين»، ويستقطب المهرجان الدولي للتصوير في الشارقة نخبة من كبار المصورين المحترفين لمشاركة تجاربهم وخبراتهم مع هواة وعشاق التصوير. ويتضمن «إكسبوجر» نحو 25 معرضاً لمصورين فوتوغرافيين عالميين، وصالات عرض فنية رائدة، وأعمالاً لمصورين ناشئين. ويشكل المهرجان، الذي يستمر أربعة أيام، بوابة لتلبية كل احتياجات المصورين بدءاً من الندوات وورش العمل والعروض التعريفية بأشهر المصورين، فيوفر فرصاً لتعلم مهارات جديدة، وبناء تواصل مع مصورين محترفين وتجريب معدات تصوير جديدة. ويركز المهرجان على التصوير المعاصر بجميع أنواعه، من الحياة البرية والمناظر الطبيعية إلى التصوير الصحافي والبورتريه.
فكرة التصوير
شهد التصوير بشكل عام تطورات فائقة السرعة، مقارنة مع غيره، ويرجع ذلك إلى انتشاره الواسع بين الناس، وقد ظهرت الفكرة الحقيقية للتصوير عام 1727، عندما لاحظ العالم الألماني، جوهان شولز، تأثر الفضة بالضوء، وفي عام 1839 تم استخدام مصطلح photography وكان العالم جون هيرشل أول من نطق بهذا المصطلح، وهو مكون من كلمتين لاتينيتين، هما photo وتعني الضوء، وgraphy وتعني الرسم، وتركيب الكلمتين يعطينا كلمة «الرسم بالضوء».
أول صورة استغرقت 8 ساعات
أول صورة فوتوغرافية تم التقاطها كانت في عام 1827، صورها بعد مئات المحاولات التي استمرت على مدار 19 عاماً، التي قام بها الفيزيائي والمخترع الفرنسي، جوزيف نسيفور نيس، الذي يعتبر رائد التصوير الفوتوغرافي، حيث نجح بعد جهود مضنية في التقاط أول صورة فوتوغرافية في العالم، التي استغرقت ثماني ساعات من شروق الشمس وحتى غروبها، وذلك من خلال تعريض سطح حساس للضوء في آلة تصوير.
التصوير التجاري
واصل مساعد جوزيف نسيفور نيس، لويس داجير، المشوار ونجح في تطوير عملية «الداجيرية»، وهي أول عملية تصويرية معلن عنها، تطلبت تعرضاً للكاميرا لدقائق كي تنتج صوراً واضحة المعالم وبتفاصيل دقيقة، وطُرحت بشكل تجاري عام 1839، وهو التاريخ الذي يعتبر بشكل عام تاريخ ولادة التصوير العملي، وتعتمد «الداجيرية» على استخدام ألواح معدنية مفضضة، تعرض لبخار اليود، ثم توضع هذه الألواح في الكاميرا للحصول على صور من الأشياء.
كاميرات العصر الرقمي
نجحت الابتكارات المتلاحقة في تقديم وسائط تصويرية جديدة كانت أكثر اقتصاديةً وحساسيةً وملاءمةً، مثل الأفلام الملفوفة للاستخدام غير الرسمي من قبل الهواة، كما أنها سمحت بالتقاط الصور الملونة، علاوةً على الصور بالأبيض والأسود.
وأحدث دخول الكاميرات الإلكترونية الرقمية إلى الأسواق في تسعينات القرن الـ20، ثورة في عالم التصوير، وفي الأعوام الأولى من القرن الـ21 بدأ العالم يقلل من استخدام الطرق التقليدية في التصوير، المعتمدة على الأفلام والمواد الكيميائية، وذلك بسبب النقلة النوعية التي أحدثتها التكنولوجيا الجديدة التي باتت تحظى بالتقدير على نحو واسع، وراحت جودة تصوير الكاميرات الرقمية، معقولة السعر، تتحسن بشكل مستمر.
«كاميرا»
اشتُقّت كلمة «كاميرا» من الكلمة العربية «القمرة»، وتعود لعالم البصريات الحسن بن الهيثم، المولود في البصرة عام 354 هجرية، 965 ميلادية، الذي استخدم «قمرة» مظلمة ليدرس انعكاسات الضوء المتسلل من فتحة في جدارها، وتأثيره في البصر وانعكاس الصورة، وكانت دراسات ابن الهيثم هذه المدخل العلمي لاكتشاف التصوير واختراع الكاميرا كما نعرفها اليوم.