هوس الذكاء الاصطناعي يقود العالم إلى حلقة مفرغة
قد يؤدي العمل على تطوير ذكاء اصطناعي إلى الدخول في حلقة مفرغة، فمن السهل أن يفقد المرء هدفه الرئيس عندما يخصص حياته المهنية كلها لتطوير تطبيق خاص معتمد على الذكاء الاصطناعي، وقد يدرك المطور متأخراً عدم حاجة الناس في الواقع إلى مثل هذا النظام القوي، فقد لا يجد البعض أهمية كبيرة لكل التحسينات الهامشية التي احتاجت إلى وقت طويل لتطويرها.
مع ذلك، مازلنا بحاجة إلى هؤلاء المهندسين أصحاب الأهداف الكبيرة غير القابلة للتحقيق في الوقت الحالي، خصوصاً علماء الحاسوب الراغبين بتطوير ذكاء اصطناعي يضاهي ذكاء الإنسان، الذي يمكن أن يغير العالم.
يعد تعريف الذكاء الاصطناعي المضاهي لذكاء الإنسان أمراً صعباً، فالكثيرون يستخدمون هذا التعبير لتعريف الذكاء الاصطناعي العام، وهو الذكاء الاصطناعي التأملي الإبداعي والعاطفي والذي لا يوجد إلا في أفلام الخيال العلمي كشخصية «سي ثري بي» في فيلم حرب النجوم أو شخصية «آفا» في فيلم «إكس ماكينا».
يشبه الذكاء الاصطناعي المضاهي لذكاء الإنسان الذكاء الاصطناعي العام، لكنه لا يتمتع بالقوة ذاتها، ويتوقع بعض الخبراء أن يتفوق الذكاء الاصطناعي العام على قدرات البشر، ويرون في ذلك حجة تبرر عدم الحاجة إلى تطوير ذكاء اصطناعي يضاهي ذكاء البشر، في المقابل يرى بعض الخبراء أن الذكاء الاصطناعي المضاهي لذكاء البشر سيكون قادراً على تطوير ذكاء اصطناعي عام حقيقي، ومن الضروري أن يتفق الطرفان على رؤية موحدة قبل البدء بتطوير أي نوع من أنواع الذكاء الاصطناعي.
سُئل عدد من خبراء الذكاء الاصطناعي وقادة الفكر في مؤتمر نظمته مؤسسة «جود إيه إي» حول الذكاء الاصطناعي المضاهي لذكاء الإنسان سؤالاً بسيطاً «لماذا يجب أن نتكبد عناء تطوير ذكاء اصطناعي يضاهي ذكاء البشر؟».
يرى باحثو الذكاء الاصطناعي الذين انفصلوا عن الواقع، وأصبحوا عالقين في حلقات مفرغة، أهمية تطوير هذا النوع من الذكاء الاصطناعي «من أجل تطوير ذكاء اصطناعي لإدارة سوق رقمية لتسويق إمدادات المزارع»، ويجب على هؤلاء أن يتذكروا السبب الرئيس لتطوير أي ذكاء اصطناعي، أما بالنسبة إلى بقية الباحثين، فقد قدموا لمحة عن النتائج العظيمة التي سنحصل عليها.
طُلب من الباحثين الإجابة عن هذا السؤال سريعاً دون الحاجة إلى الإمعان في التفكير واختيار الكلمات بشكل مدروس، أجاب الرئيس التنفيذي لشركة «سينجلاريتي نت»، وكبير العلماء في شركة «هانسون روبوتيكس»، بن جورتزل: «يعد الذكاء الاصطناعي تحدياً فكرياً كبيراً يقدم إمكانات أكبر لتحقيق خطوات إيجابية أكثر من أي اختراع آخر، باستثناء الذكاء الاصطناعي المتفوق على البشر الذي يتمتع بقدرات أعلى». وأجاب توماس ميكولوف عالم الأبحاث في قسم الذكاء الاصطناعي في شركة «فيس بوك»: «سيقدم الذكاء الاصطناعي المضاهي لذكاء البشر طرائق تجعل حياتنا أكثر كفاءة وإنسانية». في المقابل، أجاب كينيث ستانلي، الأستاذ في جامعة سنترال فلوريدا وكبير العلماء في مختبر أوبر للذكاء الاصطناعي: «أعتقد أننا سنفهم أنفسنا بشكل أفضل وسنعلم كيف نجعل حياتنا أفضل». وأجاب بافل كورديك الأستاذ المساعد في الجامعة التقنية التشيكية والمؤسس المشارك لشركة ريكومبي: «ربما من أجل الوصول إلى حالة التفرد!»، ويرى ريوتا كاناي الرئيس التنفيذي لشركة أرايا أهمية تطوير ذكاء اصطناعي يضاهي ذكاء البشر من أجل «فهم أنفسنا».
- «سيقدم الذكاء
الاصطناعي طرائق
تجعل حياتنا أكثر كفاءة
وإنسانية».