كريم الشناوي: الاتهامات لـ«عيار ناري» تفتش في النوايا
أكد المخرج المصري كريم الشناوي، أن فيلمه «عيار ناري» الذي يعرض حالياً في دور العرض بالإمارات، لا يحمل أي إساءة لثورة 25 يناير 2011 في مصر، أو تشكيك فيها، موضحاً أن الاتهامات التي وجهت للفيلم لم تكن مفاجأة له، لكن المفاجأة في اتخاذها طابعاً شخصياً يفتش في النوايا، مشيراً إلى العمل لا يعبر عن قناعاته الشخصية أو قناعات فريق العمل، لكنه يطرح أسئلة، ويحفّز الجمهور على التفكير في إجابات لها.
واعتبر المخرج الشاب في حواره مع «الإمارات اليوم» أن «عيار ناري» الذي يمثل تجربته الإخراجية الأولى للأفلام الروائية الطويلة، استطاع أن يصل إلى الجمهور بشكل جيد، وأن يعبر عن الرسالة الحقيقية التي يحملها، وهي أن للحقيقة أوجهاً متعددة علينا البحث عنها، كما أنه من الطبيعي أن تكون هناك فئة لم يعجبها الفيلم، أو لم تعجبها الرسالة التي يتضمنها «فليس هناك منتج عليه إجماع بشكل كامل، لكننا سعداء بردود الفعل على الفيلم من الجمهور والنقاد».
وأضاف الشناوي الذي قدم منذ عام 2007 عدداً من الأفلام الوثائقية، وتم اختيار فيلمه «فردي»، أول عمل روائي قصير يخرجه، للمشاركة في أكثر من 30 مهرجاناً دولياً: «أعتقد أن البعض شاهد الفيلم وهو مشحون بأفكار مسبقة عنه، ما جعله غير قادر على تجاوز هذه الأفكار والتواصل مع الفيلم ومضمونه، وذكر بعض الجمهور أنهم احتاجوا مشاهدة الفيلم أكثر من مرة لتجميع وجهة نظر واضحة عنه، وعموماً تعيش الأفلام مدة طويلة، وتختلف مشاهدتها بعد فترة عن مشاهدتها فور طرحها للعرض».
جدل واتهامات
وعن الجدل الذي أثاره الفيلم، الذي يشارك في بطولته أحمد الفيشاوي، وروبي، ومحمد ممدوح، وأحمد مالك، وهنا شيحة، فور طرحه للعرض؛ قال الشناوي: «كنت أعرف بداية أنني أقدم عملاً يثير نقاشاً مجتمعياً واسعاً، وهو أمر صحي وطبيعي لأني أؤمن بأهمية أن يطرح الفن أسئلة على المشاهد»، لافتاً إلى أن «عيار ناري» ليس فيلم جريمة بل يعتمد على الشخصيات ودوافعها التي تجعل المشاهد يتخيل نفسه مكان كل شخصية، ويفكر في أفعاله وجدواها وما إذا كان مصيباً أو مخطئاً.
ووصف الاتهامات التي وجهت للفيلم الذي ألفه هيثم دبور، بالمجحفة، مشيراً إلى أن هناك آراء أخرى رأت أن الفيلم لا يحمل أي إساءة للثورة أو تشكيك فيها، مضيفاً أن «الاتهامات لم تكن مفاجأة لي لكن المفاجأة أن تتخذ طابعاً شخصياً، وهي لا تهمني ولا ألتفت إليها، فليس من الصحيح أن يحاسب بعضنا بعضاً على النوايا».
وأوضح أن العمل لم يحصل على جوائز لأنه لم يدخل مسابقات رسمية في أي مهرجان سينمائي، لكنه اختير لعرضه في مهرجان الجونة في دورته الماضية، وفي حفل ختام مهرجان مالمو، معتبراً أن «اختيار فيلم في مسابقة أو لعرضه في مهرجان هو الأهم وأتمنى أن يحصد الفيلم جوائز إذا شارك في مسابقات، لكن حالياً أنا سعيد لأنه حقق إيرادات عالية، وشاهده جمهور واسع عند عرضه، ما يشجعنا على تقديم أعمال أكثر في الفترة المقبلة».
مساحة جديدة
وأشار الشناوي الذي تخرج في كلية الإعلام وحصل على درجة الماجستير في إخراج الأفلام الروائية من كلية جولد سميث بلندن، إلى أن اختياراته للأفلام التي يقدمها ليس لا علاقة بدراسته، فهو يقدم ما يقتنع به ويجد أنه سيخلق أسئلة لدى المشاهد، وفي الوقت نفسه يمنحه المتعة والسعادة.
وأضاف: «أبحث عن مساحة جديدة، وأميل لتجربة أنواع مختلفة من الأفلام، وطرح قضايا تشكل هماً لي أو أفكار تشغلني على الجمهور بأسلوب سهل يناسبه ويسعده»، لافتاً إلى أن تجربته في «عيار ناري» كفيلم أول جيدة جداً، سواء في مراحل صناعته أو في استقبال الجمهور له أو حتى الجدل الذي سببه.
وتابع: «استفدت من هذه التجربة بألا أتراجع عن تقديم أفلام خوفاً من انتقاد البعض لها، وأن أحترم جمهوري، فنحن بشر نصيب ونخطئ، فمن الممكن أن نقدم فيلماً لا ينال نجاح (عيار ناري)، كما يمكن أن نقدم أعمالاً تحقق نجاحاً أكثر».
رحلة للبحث عن الحقيقة
تدور أحداث «عيار ناري» عقب اشتباكات «لاظوغلي»، حيث تصل جثث ضحايا إلى المشرحة، وبينها جثة (علاء أبوزيد) الذي يقوم بدوره الفنان أحمد الفيشاوي، يقوم بتشريحها طبيب يعاني مشكلات عائلية ليثير بتقريره جدلاً شعبياً وإعلامياً، وتطاله الاتهامات. يبدأ الطبيب رحلته بمعاونة صحافية لإثبات صحة تقريره، حيث يتغير مفهومهما عن معنى الحقيقة واليقين وما يؤمنان به من مبادئ.
الحكم.. للجمهور
رفض المخرج كريم الشناوي تصنيف بعض الأفلام التي تناولت أحداثاً مرتبطة بالثورة بأنها «أفلام ثورة يناير»، موضحاً أنه ليس هناك فيلم يمكن أن يعبر عن واقع ثورة أو يمثلها، كما أنه ليس هناك فيلم يعبر عن واقع مجتمع، لكنها تعبر عن أفكار صناعها، وتطرح أفكاراً للنقاش، أو تتناول قصة بخلفية حدث معين، وللجمهور أن يستقبل هذه الأفلام كيفما يحلو له.
«العمل لا يعبر عن قناعاتي الشخصية أو قناعات فريق العمل، لكنه يطرح أسئلة، ويحفّز الجمهور على التفكير في إجابات لها».
«استفدت من تجربة (عيار ناري) بألا أتراجع عن تقديم أفلام خوفاً من انتقاد البعض لها، وأن أحترم جمهوري، فنحن بشر نصيب ونخطئ».