مديحة.. ناجية من سرطان الثدي تبثّ رسائل أمل للمصابات
بالعزيمة والإصرار والأمل، خاضت الدكتورة مديحة معركتها ضد سرطان الثدي، متسلّحة بثقتها بالله وإيمانها اللذين منحاها قوة أكثر وطاقة إيجابية على تجربة العلاج التي توّجتها بهزيمة ذلك المرض، على حسب تعبيرها، مشددة على أهمية الدعم المعنوي الذي يسهم بشكل كبير في التخفيف من آلام ومضاعفات المرض، وناشدت كل فئات المجتمع بتقديم مزيد من الدعم لمرضى السرطان.
وسردت الناجية مديحة (61 عاماً)، وهي صيدلانية، وأمّ لشاب وشابة حديثي تخرج من المرحلة الجامعية في مجالي الهندسة واللغة الإنجليزية، تفاصيل رحلتها مع سرطان الثدي منذ اكتشافها الإصابة عن طريق الصدفة في مارس 2018 وحتى تماثلها للشفاء التام.
وقالت: «بحكم عملي في حقل الصيدلة كنت أهتم بإجراء الفحص الذاتي والدوري، وعلى الرغم من ذلك فإن اكتشافي للإصابة بالمرض جاء بالصدفة، إذ كنت قد تعرضت لإصابة طفيفة بسبب حادث سيارة، ووضع لي الطبيب ضمادة طبية لمدة ثلاثة أيام، وبعد انقضاء المدة وعندما كنت أقوم بإزالة الضمادة شعرت بوجود ورم في صدري، ومن حسن حظي أن ذلك كان في مارس 2018 تزامناً مع انطلاق مسيرة فرسان القافلة الوردية الثامنة، إذ ذهبت فوراً لإحدى عيادة القافلة الوردية وخضعت للفحوص التي أثبتت إصابتي بسرطان الثدي والذي كان في مرحلته الثانية».
وأضافت: «أول ما خطر ببالي بعد أن تلقيت خبر إصابتي بالمرض هم أبنائي؛ فحلمي الوحيد كان هو أن يكملوا مسيرتهم الحياتية وأنا بجانبهم بعد وفاة والدهم في عام 2009، وانهمرت دموعي وقتها من أجلهم».
رحلة
وتابعت الدكتورة مديحة: «بعد تأكد الإصابة بالمرض حولتني القافلة الوردية إلى مستشفى الجامعة بالشارقة، إذ خضعت لعملية جراحية في السادس من أبريل الماضي، وبعدها بشهرين وبعد التأكد من استئصال كل الخلايا السرطانية بدأت جلسات العلاج، وأتوجه بالشكر للقافلة الوردية على الدعم الذي قدمته لي؛ فكل مراحل علاجي تكفلت بها فضلاً عن الدعم المعنوي الذي غمرتني به والذي كان له أثر كبير في استجابة جسمي للعلاج، كما أشكر أسرة مستشفى الجامعة بالشارقة».
وتبث الصيدلانية من خلال رحلتها مع المرض الكثير من رسائل الأمل للمصابات بسرطان الثدي لتؤكد لهن قدرتهن على الانتصار في هذه المعركة، فطيلة رحلتها مع المرض نجحت في التوفيق بين جلسات علاجها والتزاماتها المهنية كطبيبة صيدلانية، ومسؤولياتها كربة أسرة، إذ كانت تحرص على عملها في الصباح والمساء والوقوف على احتياجات أبنائها إلى جانب علاجها.
حياة عائلة
ويشهد هذا العام انطلاق مسيرة فرسان القافلة الوردية التاسعة في ٢٣ فبراير المقبل، وتستمر حتى الأول من مارس المقبل وستسعي إلى توفير 9000 فحص طبي تزامناً مع مرور تسعة أعوام على انطلاقتها.
من جانبها، قالت المدير العام لجمعية أصدقاء مرضى السرطان، رئيس اللجنة الطبية والتوعوية في القافلة الوردية الدكتورة سوسن الماضي: «لقد نجحت القافلة الوردية في توفير العلاج لجميع الحالات التي اكتشفت داخل عيادتنا الطبية، لتؤكد أنها تسلك نهجاً متكاملاً في مكافحتها لسرطان الثدي لا يغيب فيه البعد الإنساني الذي يظهر بصورة جلية في توفير الفحوص المجانية، والعلاج للمصابين».
وأضافت: «دائماً ما نعمل في القافلة الوردية على إبراز قصص وتجارب الناجيات من سرطان الثدي، فتسليط الضوء على هذه القصص يساعدنا كثيراً في بث رسائل الوعي والأمل في نفوس السيدات بأهمية الكشف المبكر، ويُسهل مهمتنا في تأكيد أن توفير الدعم للمرضى والوقوف إلى جانبهم في رحلة علاجهم، لا ننقذ من خلاله حياة مريض وحسب وإنما ننقذ به عائلة بأكملها».
وتوفر القافلة الوردية الفحوص الطبية المجانية للمراجعين من كل فئات المجتمع الإماراتي رجالاً ونساءً، مواطنين ومقيمين، من خلال عياداتها الطبية، التي يتجاوز عددها في كل عام الـ30 عيادة ثابتة ومتنقلة، تضم 200 كادر طبي، ونجحت العيادات حتى الآن في تقديم الفحوص لأكثر من 56 ألف شخص، سجلت 61 حالة حولت للعلاج. ومع تدشين عيادتها الطبية المتنقلة في فبراير 2018، انتقلت القافلة الوردية إلى محطة جديدة، حيث بات بمقدورها توفير حزمة من الخدمات الطبية المجانية للمجتمع الإماراتي على مدار العام، وليس حصراً على أيام مسيرة فرسان القافلة الوردية السنوية، أبرزها الفحص السريري للكشف عن سرطان الثدي بتقنية الماموغرام الإشعاعي الثلاثي الأبعاد، وفحص سرطان عنق الرحم المعروف بـ«مسحة باب»، الذي يعد أول خدمة تضاف عالمياً إلى وحدة طبية متنقلة، إلى جانب مجموعة من الفحوص الطبية الأخرى من بينها فحص السكر، وضغط الدم، وهشاشة العظام، وقياس الطول والوزن.
أعراض.. ونصائح
هناك العديد من الأعراض التي قد تشير إلى الإصابة بسرطان الثدي وينبغي معها مراجعة الأطباء فوراً، أهمها: ظهور كتلة في الثدي، وزيادة سماكة الثدي أو الإبط، والتغيّرات الجلدية، والتورم، والألم، وتغيّر الحلمة، وتغير في حجم أو شكل الثدي، علماً بأن بعض هذه التغييرات تحدث طبيعياً عند الحمل أو الرضاعة، حسب القافلة الوردية التي شددت على اتباع نظام غذائي صحي يتضمن تناول الفواكه والخضراوات، ومحاربة زيادة الوزن، وممارسة الرياضة والأنشطة البدنية، والانتباه لضمان الاستخدام الصحيح للهرمونات التكميلية، فالالتزام بهذا النمط الغذائي الصحي يعد من أكثر العوامل التي تحد من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
23
فبراير المقبل، تنطلق
المسيرة التاسعة
للقافلة الوردية التي
تستمر حتى الأول من
مارس المقبل.
56
ألف شخص قدمت
القافلة الوردية لهم
الفحوص المجانية منذ
انطلاقها.