بالفيديو.. إبراهيم المزروعي: «دوّار السعادة» يعبّر عن شغفي
اختار المواطن الإماراتي إبراهيم المزروعي، عنوان «دوّار السعادة» ليطلقه على مطبخه، معبراً عن إحساسه بالسعادة تجاه الطبخ، والطبخ هنا له علاقة بتراثه الذي يعتز به، فيهرع الى النار يشعلها تحت أواني الطبخ العديدة والمختلفة الأحجام، ويجد نفسه أكثر وهو يعدّ عدة الصيد ليذهب للقنص ويأكل مما يصطاد، كل كلمة ينطق بها فيها لحن يرتبط بشغف لا يستطيع أحد أن يمنعه عنه، هكذا هي حاله عندما يتحدث عن علاقته مع الطبخ التي بدأت عام 2004، حسب ما قاله في حوار لـ«الإمارات اليوم»، ووجد أن هذه الهواية هي شغفه وملاذه، فمنحها من خبرته التي اكتسبها من رحلات الصيد الكثيرة حول العالم، بهارات قطفها من هنا وهناك ليصنع سرّه الخاص الذي يرشّه على كل طبخة يقدمها.
التراث
المزروعي بات اسماً يرتبط بفعاليات لها علاقة بالتراث، ولم يكن مستغرباً وجوده في بوابة «الكشتة»، إحدى فعاليات مهرجان سلطان بن زايد التراثي في منطقة سويحان بمدينة العين، تجده بمجرد دخولك البوابة، يقف خلف النار إلى جانب شتى أنواع اللحوم من صغير الجمل والتيس، والكبد، يلونها بخضراوات يتعامل معها بكل حب وعناية، وفي مكان ما يخبّئ بهارات يعتبرها سر نكهة طعامه الذي يشهد له كل من تذوق منه حتى ولو لقمة.
تجربة طبخ الحمام
يقول المزروعي إن كل شخص لديه شغف يختلف عن الآخر، ومن الممكن اكتشاف الشغف في لحظة لم تأتِ في الحسبان، فالصدف كثيراً ما تلعب دور إظهار الشغف، موضحاً «هوايتي الأساسية هي الصيد بشتى أنواعه، ذهبت إلى بلاد كثيرة حول العالم إضافة إلى براري بلادي، تعرفت إلى معنى الصبر والأخوة، والصداقة العميقة من خبرتي في الترحال»، ويضيف «في يوم ما في عام 2004، قرّرت تجربة الطبخ، وكان الصيد عبارة عن نوع من الحمام، وحينها علمت أن الطبخ ليس هيناً، فقد اكتشفت من طبخي للحمام أنني لم أعطه حقه في النار، فقررت تكرار التجربة، مرة ثانية وثالثة، ودخلت عالم الملح والكمية المطلوبة، وتطورت المرحلة الى اختيار أنواع البهارات المناسبة، وهكذا دخلت هذا العالم المملوء بالنكهات والأسرار».
طقوس «الكشتة»
العالم المملوء بالأسرار والمرتبط بالطبخ حسب المزروعي، جعله يريد اكتشافه أكثر، وكلما دخل إلى أعماقه، زاد تعلقه بهذا العالم أكثر، ثم قرّر التخصص بمجال الطبخ الشعبي المرتبط بالكشتة، والكشتة هو التعبير المحلي عن معنى الرحلة البرية، فهو من كثيرين يجدون متعتهم في رحلات البر، التي عادة ما ترتبط بمجموعة سواء من الأسرة أو الأصدقاء، ويقول المزروعي «منذ لحظة الاستعداد للكشتة نبدأ بالتخطيط بما يلزم حمله معنا وما نستطيع الاستغناء عنه، لأن رحلات البر تستغرق أياماً، وشهوراً في بعض الأحيان اذا ما كانت الكشتة خارج البلاد»، ويتابع «في الكشتة نقسم أنفسنا حسب مسميات تبدأ مع الأمير وهو المرجع دائماً، مروراً بالإداري الذي يدير مسار الكشتة، وتنتهي بالطباخ وعادة أنا من يحمل هذه الصفة»، ويكمل «أصبحت أتفنن وأنوّع في طريقة طبخي، وأمارس كل هذا بحب وشغف لا ينضبان بل يزيدان مع كل طبق أقدمه وأرى فرحة من يتذوقه».
الكشتة والـ«آي باد»
تعلُّق إبراهيم المزروعي بتراثه وتعبيره عنه من خلال طبخ الأكلات الشعبية، جعله يفكر بالجيل الجديد المرتبط بعالم التكنولوجيا، وقرر أن يجد طريقة لإدخال شغف الرحلات البرية وتعليم طرق طبخ الأكلات الشعبية الى هذا الجيل، ويشرح ذلك بالقول «البداية كانت بالاتفاق مع الأصدقاء والأقارب بضرورة اصطحاب الأبناء معنا، ووضع شرط عدم استخدام (الآي باد) أثناء الرحلة ليبنوا علاقة مع الأمكنة والجو العام للرحلة»، مؤكداً «نجحنا مرات عدة، ولمسنا متعة أبنائنا وهم يحومون حولنا ويكثرون من الأسئلة، ويتغنون بطبيعة بلادهم، ومحاولتهم التجربة التي لا نمنعهم منها»، وقال «يجب علينا كآباء دعم جيل (الآي باد) بالتعلق بتراثه كيفما كانت الطريقة، فنحن ندعم التطوّر ونشجعه، لكن يجب أن يكون بموازاة دعم ترسيخ التراث في حياتهم ويومياتهم وعقلهم».
- طبخة حمام أعدتُها مرتين وثلاثاً.. أدخلتني عالم النكهات والأسرار.