كتب الجريمة والرعب والتشويق أكثر رواجاً من التاريخية
عمار مرداوي: الكتب الصوتية تلبي متطلبات العصر
شكل جديد من المكتبات يواكب الحياة العصرية، يتمثل في المكتبات الصوتية التي توفر آلاف الكتب التي يمكن الاستماع لها عبر تطبيقات في الهاتف المحمول، أو حتى عبر المواقع الإلكترونية. وعلى الرغم من توسع انتشارها في الغرب، إلا أنها مازالت منتشرة على نطاق ضيق في العالم العربي، وبهدف توسيعها أكثر عقدت «ستوريتل أرابيا» شراكة مع دار الشروق لإنتاج 600 كتاب عربي صوتي، لإضافتها خلال الفترة المقبلة إلى مجموعة كتبها التي تصل إلى 100 عنوان عربي صوتي، وأكد مدير «ستوريتل أرابيا» في الشرق الأوسط عمار مرداوي، أن الكتب الصوتية تحثّ على قراءة الكتب الورقية ولا تنافسها، لكنها بالوقت نفسه تلبي متطلبات العصر.
وأشار عمار مرداوي، في حديثه لـ«الإمارات اليوم»، إلى أن هذه الشركة سويدية، تأسست عام 2005، وهي مختصة بالكتب الصوتية المتاحة من خلال أجهزة الهاتف المتحرك، مشيراً إلى أنهم انطلقوا من دبي لإنتاج المحتوى الصوتي العربي، حيث إن المحتوى الإنجليزي يتضمن إلى اليوم 50 ألف عنوان، بينما المحتوى العربي وصل إلى 1000 عنوان.
وحول تحويل الكتب الورقية إلى صوتية، لفت مرداوي إلى أنه لابد من شراء حقوق نشر الكتب الصوتية من دور النشر والتوزيع، قبل البدء بتحضير الكتاب. لافتاً إلى أنه ليس كل كتاب يصلح أن يكون كتاباً صوتياً، فالكتب البحثية والمرجعية غير صالحة تماماً، بينما يكون الإقبال الكبير على كتب الأدب والروايات العامة، وبشكل خاص كتب الجريمة والرعب والتشويق، فهذه الكتب تكون أكثر نجاحاً من الروايات التاريخية. وأشار مرداوي إلى أنهم يركزون وبشكل كبير على كتب تطوير الذات والأعمال والإدارة، مع النظر إلى الاختلاف بين الأسواق، إذ يعرف ماذا يريد المستمعون، موضحاً أن كتب تطوير الذات ليست جميعها قابلة لأن تروى بشكل صوتي، فالمعيار الأهم هو مدى نجاح الكتاب ورقياً.
مراحل إنتاج الكتاب الصوتي متعددة، تبدأ مع شراء حقوق الكتاب من دار النشر والموزع له، ثانياً تحليل محتوى الكتاب، وما يتطلب إنتاجه صوتياً، وهنا يتم اختيار جنس الراوي، والنظر في المهارات التي يجب أن تكون عنده، فوجود شخصيات في الكتاب يتطلب قدرة الراوي على تغيير الشخصيات الصوتية التي يقدمها. كما أشار مرداوي إلى أن كتب الإدارة على سبيل المثال تتطلب القراءة الممتعة والمريحة، ولابد من إيجاد الراوي المناسب الذي يقدم الكتاب بهذه الطريقة، موضحاً أنه في العالم العربي هناك الكثير من المواهب في الإنتاج الصوتي، ولكن ليس هناك عدد كاف من الرواة، فالمواهب الموجودة تعمل في مجالات متعددة، منها الدبلجة والكرتون والتعليق. وأكد المرداوي أن الراوي لابد أن يمتلك مجموعة من المعايير كي يتمكن من تسجيل الكتاب الصوتي، منها إتقان اللغة العربية، وحسن إلقاء الرواية، موضحاً أنهم يعملون مع 120 موهبة من العالم العربي، وهو رقم يعد جيداً في مجال رواية القصص.
يخضع الكتاب الصوتي قبل التسجيل للتشكيل اللغوي، إذ يجب أن تتم قراءته وفق التشكيل الصحيح، وهي خطوة تنفرد بها الكتب العربية، فلابد من تلافي الأخطاء اللغوية، لأن الراوي حين يندمج بقراءة الكتاب قد يفقد التركيز الكامل على التشكيل اللغوي، بسبب اندماجه بالأسلوب والأداء. وبعد هذه الخطوة على الراوي تحضير الكتاب، لأن معرفة الشخصيات والأحداث من الأمور المهمة، فيجهز الأجزاء التي سيبدأ بروايتها خلال الأسابيع المقبلة.
أما التسجيل فيتم في الاستديوهات المعدة خصوصاً لتسجيل الكتب، لأن الكتاب الصوتي يتميز بكونه تتم قراءته من دون أي مؤثرات صوتية، وبالتالي لابد من وضوح الصوت ومناسبته، وعدم وجود أي صدى. ولفت المرداوي إلى أن من يحضر التسجيل الصوتي للكتاب هم أربعة، المخرج ومهندس الصوت والمدقق اللغوي، إلى جانب الراوي، لتلافي أي أخطاء قد تتطلب الإعادة. ويعاد التدقيق اللغوي على الكتاب الصوتي بعد الانتهاء من التسجيل، وهذا يستغرق وقتاً، لأنه قد تصل مدة الكتب الصوتية الكبيرة إلى 36 ساعة.
وأكد مرداوي أن الاستماع إلى الكتب الصوتية يؤدي إلى زيادة الإقبال على قراءة الكتب، فوفقاً لاستطلاع أجرته الشركة على 720 ألف مشترك، تبين أن 75% من المشتركين عادوا إلى الكتب الورقية على نحو أكبر، إذ رفعت الكتب الصوتية من شغف القراءة لديهم، فمنهم من بات يتجاوز 38 عنوان سنوياً، بينما تبين أن محبي القراءة الذين كانوا يقرؤون 200 كتاب في السنة، باتوا يستمعون إلى 400 كتاب في السنة.
أما حصة الأطفال من هذه الكتب، فلها حيز جيد، إذ يمكن للأهل الاشتراك في هذه الخدمة، لتوفير الكتب لهم، لاسيما أن قصص الأطفال تكسر حاجزاً مهماً لتعود الطفل على شكل الكتاب، وتهيئ الطفل للإقبال على القراءة بشكل فعلي. وأوضح مرداوي أن الفئات العمرية المستهدفة هي الشباب، ولاسيما الذين يميلون إلى استخدام التكنولوجيا.
تشجيع الكتاب
لفت عمار مرداوي إلى أنهم يشجّعون الكتّاب الشباب والمغمورين، إذا كانت لهم مبادرة خاصة بالتأليف، لمساعدتهم وتقديم الدعم الفني لهم لإنتاج الكتب صوتياً، كما تتم الترجمة إلى لغات أخرى، مشيراً إلى أن أول رواية أنتجت تمت ترجمتها إلى ثماني لغات. وأكد أنهم ينظرون دائماً إلى حاجة المستهلك، ولهذا يدعمون الروايات والكتب التي تلبي حاجة المستهلك.
120
موهبة من العالم العربي تقوم بتسجيل الكتب.
75 %
من المشتركين عادوا إلى الكتب الورقية.
الاستماع إلى الكتب الصوتية يزيد من الإقبال على الكتب الورقية.
600 كتاب عربي صوتي سيتم إنتاجها في الفترة المقبلة
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news