«رأس شاب».. لوحة نادرة مرسومة على خشب السنديان
تحفة رامبرانت تنضم إلى مجموعة «اللوفر أبوظبي»
كشف متحف اللوفر أبوظبي عن اقتنائه لوحة زيتية نادرة جداً للفنان رامبرانت فان راين (1606- 1669)، أحد كبار رسامي العصر الذهبي الهولندي.
واللوحة التي استحوذ المتحف عليها في شهر ديسمبر الماضي ليضمها إلى مجموعته الفنيّة الدائمة بعنوان «رأس شاب، متشابك اليدين» (نحو 1648) تعد لوحة نادرة، مرسومة على خشب السنديان في هولندا، ونُسبت رسمياً إلى رامبرانت في ثلاثينات القرن الـ20، وهي جزء من سلسلة من اللوحات الزيتية تُعرف باسم مجموعة وجه المسيح لرامبرانت.
وتعد هذه التحفة الفنيّة أول عمل معروف لرامبرانت ينضم إلى مجموعة فنيّة متاحة للجمهور في منطقة الخليج العربي. وعُرضت اللوحة أخيراً في معارض في متحف اللوفر باريس، ومتحف فيلادلفيا للفنون، ومعهد ديترويت للفنون، ومتحف بيت رامبرانت في أمستردام.
وسيُعرض العمل الفني للمرة الأولى في متحف اللوفر أبوظبي يوم الخميس المقبل في معرض «رامبرانت وفيرمير والعصر الذهبي الهولندي.. روائع فنية من مجموعتي لايدن ومتحف اللوفر» في مرحلة أولى، لينضم بعد ذلك إلى مجموعة اللوفر أبوظبي الدائمة.
وكان المتحف قد كشف عن 11 قطعة جديدة انضمت إلى مجموعة اللوفر أبوظبي الدائمة في أكتوبر الماضي.
من جهته، قال رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، محمد خليفة المبارك: «يعكس اقتناء هذا العمل المميز لرامبرانت، أحد عمالقة تاريخ الفن الغربي، الجودة الفائقة للمجموعة الفنية الخاصة بـ(اللوفر أبوظبي) وبرنامج معارضه المتجدد». وأضاف «نتطّلع إلى التمعّن في هذه التحفة الفنية حين الكشف عنها في أروقة المتحف، في حين نواصل بناء مجموعة مقتنيات متكاملة، لتصبح مصدر إلهام يثري روح التفاهم والتحاور عبر الثقافات بين زوارنا القادمين من مختلف أرجاء العالم». من جانبه، قال مدير متحف اللوفر أبوظبي، مانويل راباتيه، إن «اللوحة الجديدة هي أول لوحة لرامبرانت الذي يعد من أعظم الرسامين في تاريخ الفن الذين تروي أعمالهم قصصاً من الحياة اليومية، تنضم إلى متحف في الخليج العربي، ما يسمح للزوار بتأمّل روعة لوحاته عن قرب، بدايةً من خلال معرضنا الذي نفتتح به عام 2019، وبعد ذلك في قاعات عرض المتحف، فاللوحة ستنضم إلى مجموعة المتحف الدائمة التي تشتمل على 650 قطعة فنيّة من مختلف الحضارات والثقافات حول العالم، وذلك احتفالاً بإبداع البشرية». من جهتها، قالت مديرة إدارة المقتنيات الفنية وأمناء المتحف والبحث العلمي في المتحف، الدكتورة ثريا نجيم: «تلعب كل قطعة فنيّة جديدة نضيفها إلى مجموعة (اللوفر أبوظبي) بدقة شديدة دوراً في تعميق السرد العالمي للمتحف، وتعزيزه، ويعكس هذا العمل الاستثنائي التوجه الثقافي الجديد الذي ظهر في خلال العصر الذهبي الهولندي، بسبب التوسع التجاري الدولي وتبادل الأفكار، كما يدل على فهم رامبرانت للروحانية العميقة للحياة، التي ألهمت الكثير من الفنانين من بعده».
وتشكّل اللوحة خير مثال على لوحات رامبرانت الزيتية السبع، المعروفة في يومنا هذا بمجموعة «وجه المسيح»، إذ تقدّم تمثيلاً جديداً للعالم المسيحي، وتكشف اليدان المشبوكتان قصة اللوحة التي لا يفهمها الناظر من الوهلة الأولى.
يشار إلى أن العصر الذهبي الهولندي؛ هو الاسم الذي يُطلق على فترة وجيزة في القرن الـ17، حين كانت الجمهورية الهولندية الجديدة، التي كانت آنذاك قد نالت استقلالها حديثاً عن النظام الملكي الإسباني، تُعد الدولة الأكثر ازدهاراً في أوروبا.
وفي لوحة «رأس شاب، متشابك اليدين» يبدو وجه الرجل ذو الشعر الأسود مضاءً من خلال ضربات عريضة من ريشة الفنان. ويظهر الرجل المصوَّر نفسه في سلسلة من الدراسات والأعمال التي قام بها رامبرانت في خلال الفترة عينها مثل اللوحة الشهيرة للفنان بعنوان «العشاء في عمواس».
وعمل على تنسيق معرض «رامبرانت وفيرمير والعصر الذهبي الهولندي: روائع فنية من مجموعتي لايدن ومتحف اللوفر» كل من بليز دوكو، المنسق العام لقسم الفن الهولندي والفلمنكي في متحف اللوفر باريس، ولارا ييغير- كراسلت، المنسقة العامة لمجموعة لايدن والمتخصصة في الفن الهولندي والفلمنكي في القرن الـ17. ويستمر المعرض إلى 18 مايو المقبل في متحف اللوفر أبوظبي.
مجموعة المتحف الدائمة تشتمل على 650 قطعة فنيّة من مختلف الحضارات والثقافات حول العالم، تحتفل بإبداع البشرية.
محمد خليفة المبارك:
«نواصل بناء مجموعة مقتنيات متكاملة لتصبح مصدر إلهام يعزز روح التفاهم والتحاور عبر الثقافات بين زوارنا القادمين من مختلف أرجاء العالم».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news