العصر الذهبي الهولندي في الإمارات
95 قطعة فنية نادرة يتضمنها معرض «رامبرانت وفيرمير والعصر الذهبي الهولندي: روائع فنية من مجموعتي لايدن ومتحف اللوفر»، الذي يعدّ أكبر معرض لكبار فناني العصر الذهبي الهولندي من القرن الـ17، ينظم في منطقة الخليج حتى يومنا هذا، ليقدم فرصة نادرة لعشاق الفنون الكلاسيكية للاطلاع على مجموعة فريدة من اللوحات الفنية، التي تعود إلى تلك الفترة الزمنية. ويسلط المعرض، وهو المعرض العالمي الأول الذي ينظمه متحف اللوفر أبوظبي لعام 2019، الضوء على مسيرة الفنان العالمي رامبرانت الفنية في مدينتي لايدن وأمستردام في هولندا، عبر 20 عملاً فنياً للفنان الشهير، كما يشير إلى علاقات رامبرانت بخصومه وأصدقائه من الفنانين، مثل يوهانس فيرمير، ويان ليفنز، وفرديناند بول، وكاريل فبريتيوس، وجيرار دو، وفرانس فان مييرس، وفرانس هالس.
7 أقسام
يكشف المعرض الذي يضم سبعة أقسام هي: (في قلب العصر الذهبي الهولندي، بدايات استثنائية: رامبرانت فان راين في لايدن، قلب العصر الذهبي: رامبرانت فان راين في أمستردام، صديقان ومنافسان عبقريان: رامبرانت فان راين ويان ليفنز، الرسوم الدقيقة في لايدن: جيرار دو وفرانز فان ميريس والفنانين المعاصرين لهم، تصوير الحياة اليومية في الجمهورية الهولندية، ودروس تاريخية وحكايات أخلاقية)، عما شهدته هولندا من طفرة فنية في القرن الـ17 تميزت بالاهتمام بتصوير الطبيعة والحالة الإنسانية، وإسهام التجارة العالمية في ازدهار المنطقة وتبادل الأفكار، إلى جانب تبادل السلع. ويسلط المعرض الضوء على التقاليد الفنية التي ازدهرت في لايدن، مسقط رأس رامبرانت، بشكل خاص، وفي هولندا على نطاق أوسع في تلك الفترة. كما يبين نشأة المدرسة الجديدة من الفنانين في لايدن الذين عُرفوا بفناني العصر الذهبي الهولندي، والذين يتميز أسلوبهم بتجسيد رائع لمشاهد من الحياة اليومية.
أعمال فنية بارزة
تعود معظم اللوحات والقطع المعروضة في المعرض، الذي ينظمه متحف اللوفر أبوظبي، ومجموعة لايدن، ومتحف اللوفر باريس، ووكالة متاحف فرنسا، إلى مجموعة لايدن، وهي أكبر مجموعة خاصة تضم لوحات من العصر الذهبي الهولندي، إلى جانب مجموعة متحف اللوفر باريس المذهلة من القطع الفنية الهولندية، فضلاً عن قطع مُعارة من متحف ريكس في هولندا والمكتبة الوطنية الفرنسية. ومن أبرز القطع الفنية المعروضة من مجموعة لايدن: «امرأة شابة جالسة إلى آلة موسيقية قديمة» ليوهانس فيرمير (1670-1672)، و«صورة شخصية ذاتية بعينين مظللتين» لرمبرانت فان راين (1634)، و«عالم يُقاطَع أثناء كتابته» لجيرار دو (1635)، و«صبي يرتدي قبعة وعمامة (صورة شخصية للأمير روبرت من بالاتينات)» ليان ليفنز (1631)، و«شبل في حالة استرخاء لرامبرانت» فان راين (1638-1642).
أما أبرز القطع الفنيّة المعروضة من مجموعة متحف اللوفر باريس فتشمل: «صانعة الدانتيل» ليوهانس فيرمير (1669-1670)، و«صورة شخصية ذاتية» لجيرار داو (1660-1665)، و«إليعازر وريبيكا عند البئر» لفرديناند بول (1645-1646) وهي هدية قدمتها مجموعة لايدن إلى متحف اللوفر في عام 2017، و«صدفة منقوشة» (1660-1680). كما يشمل المعرض نموذجاً مصغّراً نادراً لسفينة حربية هولندية من القرن الـ17 من متحف ريكس في هولندا، وهي المرة الأولى التي تصل فيها قطعة مماثلة إلى دولة الإمارات.
تبادل ثقافات
وأشار مدير متحف اللوفر أبوظبي، مانويل راباتيه، في المؤتمر الصحافي، الذي عقد صباح أمس، في «اللوفر أبوظبي»، وتبعته جولة في المعرض، إلى أن المعرض يمثل نموذجاً لتبادل لثقافات بين مختلف أنحاء العالم، بما يؤكد مكانة أبوظبي مكاناً للتعايش والتسامح. لافتاً إلى أن المعرض وما يترافق معه من برنامج الفعاليات الثقافية يبرزان التزام متحف اللوفر أبوظبي بتسليط الضوء على اللحظات البارزة في تاريخ البشرية، في إطار سعيه ليكون مركزاً للتبادل الثقافي العالمي.
بينما تحدث مؤسس مجموعة لايدن توماس كابلان، عن المجموعة التي بدأ في جمعها منذ عام 2003، معرباً عن فخره وسعادته بالتعاون مع «اللوفر باريس» و«اللوفر أبوظبي». وأضاف: «نحن جميعاً نعمل على تجسيد قيم مشتركة تقوم على الحفاظ على الحياة البرية والتراث الثقافي المعرض للخطر. كما نكرّم من خلال هذا المعرض الموهبة الاستثنائية لرامبرانت وفيرمير، اللذين يلهمان الفنانين والجمهور من جميع أنحاء العالم حتى الوقت الحاضر. فنحن نرى أن قدرة لوحات رامبرانت على ملامسة الروح تمثل أكثر من أي فنان آخر هذا المشروع الفرنسي - الإماراتي، الذي يهدف إلى تعزيز مبدأ التسامح والحضارة البشرية المشتركة».
مواجهة الظلامية
اعتبر المنسق العام لقسم الفن الهولندي والفلمنكي في متحف اللوفر باريس، بليز دوكو، أن «اللوفر أبوظبي» يمثل أكبر مبادرة ثقافية للجيل الحالي، وهو رد مباشر على الظلامية والتعصب التي شهدتها مدن في المنطقة، مثل تدمر وما أصابها من تدمير، وهو محاولة فريدة لإبراز سردية واحدة تجمع مختلف الحضارات الإنسانية. كما تطرّق إلى ما تميز به رامبرانت من قدرة على ملامسة مشاعر المتذوق للفنون، وكيف استطاع في لوحاته التعبير عن الحقيقة بطرق مختلفة، وكسر التقاليد الكلاسيكية.
مسيرة رامبرانت
يتتبع المعرض مسيرة رامبرانت الفنية، وذلك انطلاقاً من سلسلة لوحاته المشهورة التي تصوّر الحواس، والتي تظهر براعة الفنان الشاب ومهارته في رسم الملامح والتعابير وتجسيد الألوان في الأيام التي عاشها في لايدن، وصولاً إلى أعمال لاحقة ابتكرها في أمستردام، بما في ذلك لوحته الذاتية المشهورة المرسومة بدقة عالية، «صورة شخصية ذاتية بعينين مظللتين»، و«مينرفا في حجرة الدراسة» وهي لوحته الشهيرة للإلهة مينرفا. وتعرض اللوحتان إلى جانب لوحات أخرى لبعض كبار الفنانين من دائرة رامبرانت الفنية.
لوحة نادرة
يتيح المعرض، الذي يفتح أبواب للزوّار غداً ويستمر حتى 18 مايو المقبل، الفرصة الأولى لزوّار «اللوفر أبوظبي» لتأمل لوحة رامبرانت التي استحوذ عليها المتحف، اخيراً، بعنوان «رأس شاب، متشابك اليدين: رسم تمهيدي لصورة المسيح».