مريم السركال: «فطين» صناعتنا التلفزيونية ونطمح إلى تصديرها للعالم
قالت رئيسة قناة «ماجد» للأطفال، التابعة لأبوظبي للإعلام، مريم السركال، إن الوقت قد حان لإنتاج أعمال تلفزيونية للأطفال وتصديرها إلى مختلف دول العالم، معتبرة أن مسلسل الكرتون «فطين» الذي أطلقته قناة «ماجد»، الأسبوع الجاري بالتزامن مع شهر الإمارات للابتكار، يتميز بمستوى عالمي من حيث المحتوى والتنفيذ، ويصلح للتسويق والعرض خارج الإمارات. وأضافت: «كما تربينا على (المانغا) الياباني، لماذا لا ننتج أعمالاً يمكن أن يشاهدها الطفل الياباني أو الفرنسي على سبيل المثال، فحتى الآن نجد أن 80% ممّا نعرضه من الرسوم المتحركة هو محتوى جاهز نشتريه من الخارج». وأوضحت السركال، في حوارها مع (الإمارات اليوم)، أن «فطين» يعد من أنجح المسلسلات التي تعرضها القناة، حيث حافظت الحلقات التلفزيونية على شكل الشخصية وأسلوبها كما جاءت في المجلة، وهو أمر صعب جداً. مضيفة: «مع اهتمام الدولة بالعلوم والاكتشاف، أردنا أن نزرع في الطفل العربي حب التفكير الإبداعي والابتكاري، وتشجيعه على طرح الأسئلة والبحث لإيجاد الإجابات عنها، فاخترنا شخصية (فطين) التي رسمها الفنان المصري إسلام في مجلة ماجد. وعملنا على أن نقدمها بطريقة احترافية من خلال التعاون مع الرسام لتطوير الشخصية لتناسب العرض التلفزيوني الذي يختلف عن المجلة الورقية، وفي الوقت نفسه نحافظ على الأسلوب نفسه». وتابعت السركال «لأن المادة المرتبطة بالعلوم ثقيلة وتتسم بالزخم ويمكن أن يمل منها الطفل سريعاً، خصوصاً أن الفئة العمرية التي تستهدفها القناة تراوح بين 3 - 9 سنوات، سعينا مع كاتب العمل، وهو اختصاصي في سيكولوجية الطفل وعالمه، لأن نقدم المعلومة بطريقة جذابة، وتميزت الحلقات بوجود إطار عام لها بحيث تنتهي بتوصل فطين لاختراع شيء أو يجرب نظرية علمية لها علاقة بسير أحداث الحلقة، وأن تكون هذه الاختراعات قابلة لأن يطبّقها الطفل».
وأضافت رئيسة قناة ماجد للأطفال: «عملنا على تجسيد قيم التسامح والتعايش التي يتميز بها مجتمع الإمارات، ونحن في عام التسامح، حيث يظهر أصدقاء فطين من جنسيات مختلفة، وهو واقع في حياتنا ومدارسنا، كما أن الطفل يحب أن يشاهد عملاً يجسد حياته ويشبهها».
أصوات صغيرة
السركال كشفت أن «فطين» يعد أول عمل في قناة «ماجد» يعتمد على أصوات أطفال لا يتعدى عمرهم ثماني أو تسع سنوات، على خلاف السائد في الإنتاج العربي، وهي مغامرة لم تكن سهلة واحتاج تنفيذها إلى جهد ووقت كبيرين، ولكن النتيجة كان متميزة، حيث يعطي أداء الأطفال صدقية وتلقائية للعمل، لافتة إلى أن القناة أجرت مقابلات مع العديد من الأطفال للبحث عن طفل إماراتي له روح فطين نفسها يقوم بالشخصية، إلى أن تم الاتفاق على محمد المرزوقي واخته مريم التي قامت بدور دانة، كما يقوم بدور الأم والأب وصديق فطين السعودي مؤدّون إماراتيون.
أما التقنية المستخدمة في المسلسل؛ فرغم أن العالم اتجه لتقنية 3D باعتبارها أكثر تطوراً، إلا أن فريق العمل، بحسب ما أوضحت السركال، اتجه لاستخدام تقنية 2D في العمل لأنها أكثر ملاءمة له، رغم أن كلفتها أعلى، وكانت النتيجة متميزة.
وأضافت: «نفخر بالمستوى الذي خرج به المسلسل من حيث الحركة والألوان والبيئة، وهو مستوى يؤهله لأن يتم تسويقه للعرض في منصات أخرى»، وتابعت «كما نهتم بإنتاج وعرض أعمال مميزة على قناتنا، نطمح أيضاً لتسويق هذه الأعمال، فلا يمكن التغاضي عن وجود منصات أخرى مهمة جداً لعرض الأعمال الفنية، حيث تشير الدراسات العالمية الى أن موقع (يوتيوب) يتصدر المواقع التي يحبها الأطفال، وعلينا ان نواكب هذا الواقع، ونسعد بعرض أعمالنا على منصات مختلفة، مثل الطائرة أو يوتيوب أو نتفلكس، ويظل المهم عندنا هو أن نخلق محتوى متميزاً وجاذباً».
أعمال جديدة
جديد قناة «ماجد» لا يتوقف على عرض مسلسل «فطين» فقط، فقد كشفت مريم السركال أن الفترة المقبلة ستشهد تقديم أعمال جديدة، من بينها حلقات الشخصية المعروفة «كسلان»، بعد أن توقفت لسنة كاملة لإعادة النظر لأن الشخصية لم تكن مدروسة بشكل جيد، ومن المقرر أن تظهر الشخصية بتوليفة جديدة وشكل مختلف وجديد كلياً في سبتمبر المقبل، «كذلك يظهر النقيب خلفان بحلة جديدة في الحلقات الجديدة، حيث عملنا على تغيير حبكته لتفعيل دور الملازم مريم بما يتناسب مع الأدوار التي تقوم بها المرأة في مجتمع الإمارات، بحيث لا ينجح في حل المشكلة إلا بمساعدتها. كذلك نعمل على تسليط مزيد من الضوء على شخصية أبوالظرفاء، لأنها شخصية فريدة وتناسب الكبار والصغار مثل شخصية جحا المعروفة في التراث العربي». لافتة إلى أن الأعمال التي تقدمها القناة تهدف إلى تعزيز سمات معينة في شخصية الطفل، مثل سعة الخيال والابتكار وحب العلوم وإبراز دور المرأة.
توازن
السركال أشارت أيضاً إلى أن قناة «ماجد» لا تعتمد فقط على الرسوم المتحركة، حيث تسعى لتحقيق توازن بين الرسوم المتحركة والبرامج، كما يشارك في تقديم برامجها ما يقرب من 20 طفلاً من أعمار مختلفة، موضحة أن شخصية «أمونة» تعد من أنجح أعمال الكرتون التي تقدمها القناة، وحققت أكثر من 10 ملايين مشاهدة على يوتيوب، وهذا النجاح يرجع إلى أنها بسيطة وتلقائية وتمتلك خيالاً واسعاً، كما أنها شخصية ليست مثالية، فهي ترتكب أخطاء وتتعلم من هذه الأخطاء، وتناسب البنات والأولاد على السواء. وعن علاقة القناة بمجلة ماجد، أشارت السركال إلى أن المجلة وما تتميز به من زخم وشخصيات متعددة شكلت أساساً قوياً لانطلاقة القناة، وحالياً هناك سعي لتحقيق التقارب بينهما.
رئيسة قناة «ماجد»:
«لماذا لا ننتج أعمالاً يمكن أن يشاهدها الطفل الياباني أو الفرنسي؟».
«80% ممّا نعرضه من الرسوم المتحركة هو محتوى جاهز نشتريه من الخارج».
العمل يجسّد قيم التسامح والتعايش التي يتميز بها مجتمع الإمارات.
«فطين»
«فطين» هو طفل في السابعة من عمره، ذكي ولديه شغف دائم بكل ما هو جديد، ويعيش مع والديه وأخته والروبوت الشهير «شيهيرو» الذي يساعده في الحصول على المعلومات من المكتبة الكبيرة الموجودة في المنزل. كما أن لديه في منزله معملاً صغيراً ساعده والداه على تجهيزه بالأدوات. ويضم الموسم الأول من العمل 26 حلقة، تعرض أسبوعياً.