250 من أقدم الصور على الأرض.. في «اللوفر أبوظبي»
250 صورة فوتوغرافية تاريخية، التقطت خلال الفترة بين عامي 1842 و1896، سيضمها «العالم بعدساتهم: أولى الصور الفوتوغرافية»، الذي سينطلق في متحف اللوفر في أبوظبي في 25 أبريل الجاري ويستمر إلى 13 يوليو المقبل.
ويسلّط المعرض، الذي يعد بمثابة ألبوم لأقدم الصور الملتقطة على الأرض، الضوء على التطور الحاصل في مجال التصوير خلال الأعوام الأولى من نشأته، عبر صور التقطت في الأميركيتين وإفريقيا والشرق الأوسط وآسيا.
ويتبع المعرض حركة انتشار التصوير الفوتوغرافي باعتباره شكلاً من أشكال التوثيق، وأداةً لاستكشاف العالم وفهمه والتعرّف إلى شعوبه، إضافة إلى كونه وسيلة للتعبير عن الذات، عبر استعراض تشكيلة مختارة واسعة تضم أكثر من 250 صورة مُعارة بشكل رئيس من مقتنيات متحف كيه برانلي – جاك شيراك، التي تضم مجموعة من أولى الصور الملتقطة خارج أوروبا. وستنضم إلى هذه المجموعة صور استثنائية أخرى مُعارة من مكتبة فرنسا الوطنية والمتحف الوطني للفنون الآسيوية – جيميه، ومتحف أورسيه والجمعية الجغرافية الفرنسية والمتحف الوطني للخزف – سيفر وليموج.
تراث إنساني
وقال رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، محمد خليفة المبارك: «يعد التصوير الفوتوغرافي من أهم الوسائل التي أسهمت في توثيق تاريخ الشعوب وثقافات العالم المتنوعة، وحرصاً منا على تقديم جزء من هذا التراث الإنساني العريق والملهم نقدم معرض (العالم بعدساتهم: أولى الصور الفوتوغرافية 1842 – 1896) في متحف اللوفر أبوظبي، الذي يسرد قصصاً إنسانية بتناغم».
وأضاف أن «المعرض دليل آخر على ثراء المشهد الثقافي في أبوظبي التي تتميز بجمعها لثقافات العالم وفنونه، وتعد وجهة ثقافية مميزة للزوار من مختلف أنحاء العالم. وسيتمكن زوار متحف اللوفر أبوظبي هذا الصيف من السفر إلى أماكن جديدة، واكتشاف مناطق مختلفة من العالم بعيون رحّالة أوروبيين من القرن الـ19، من خلال أول معرض للصور الفوتوغرافية ينظمه المتحف».
من جانبه، قال مدير متحف اللوفر أبوظبي مانويل راباتيه: «نتطلع إلى افتتاح أول معرض للتصوير الفوتوغرافي في المتحف كجزء من موسمنا الثقافي (تبادُل فتفاعُل)»، مشيراً إلى أن المعرض «يكشف عن الدور الذي لعبه التصوير الفوتوغرافي في توثيق حياة الشعوب والبيئات التي ينتمون إليها، إذ لعب مصورون رائدون دوراً رئيساً في تعريف شعوب أوطانهم بالثقافات الأخرى، على غرار قيام زوارنا بتدوين تجاربهم وخبراتهم اليومية لمشاركتها مع الأهل والأصدقاء والمجتمع الافتراضي عبر الإنترنت».
من المنطقة
ويرتبط المعرض بصلة خاصة بمنطقة الخليج العربي أيضاً، إذ يضم الصور الأولى الملتقطة للمملكة العربية السعودية واليمن بعدسة أوغست بارتولدي، وأول صورة مأخوذة لمكة بعدسة المصور المصري محمد صادق بيه.
كما يُسلط المعرض الضوء على صور تاريخية من الفلبين، منها أعمال بيدرو بيكون، الذي التقط واحدة من أقدم الصور في البلاد. ويضم أحد الألبومات المعروضة والمُعارة من متحف كيه برانلي – جاك شيراك مجموعة مختارة لأولى الصور الشخصية (البورتريه) المأخوذة داخل الاستوديو لأشخاص فلبينيين، والتي جاءت على شكل بطاقة زيارة.
ويشتمل المعرض على صور بعدسة لالا دين دايال، الذي اعتُبر أفضل مصور هنديّ المولِد في عصره، لبومباي وحيدر آباد، إضافةً إلى صورة شخصية للمهراجا دي أوركلا، يعود تاريخها إلى عام 1882. يُذكر أن التصوير استحوذ على اهتمام كثير من العائلات الحاكمة في الهند في ذلك الوقت، وبالتالي سرعان ما حجز دايال لنفسه مكانة خاصة بصفته مصوراً للنبلاء، تمكّن بفضلها من توثيق الجولة الملكية لأمير وأميرة ويلز في الهند بين عامي 1875 و1876.
آفاق جديدة
قالت رئيسة وحدة تراث المقتنيات الفوتوغرافية في متحف كيه برانلي – جاك شيراك، والمسؤولة عن تنظيم «العالم بعدساتهم: أولى الصور الفوتوغرافية 1842 – 1896» كريستين بارت: إن «المعرض يبرز أقدم الصور الفوتوغرافية الملتقطة على الأرض، ويستكشف آفاقاً جديدة لميلاد التصوير الفوتوغرافي خارج أوروبا والولايات المتحدة؛ إذ يقدم، للمرّة الأولى، التاريخ العالمي للتصوير، ويُتيح تطوره في أميركا الجنوبية وإفريقيا والشرق الأوسط وآسيا الكشف عن أوجه الاختلاف والتشابه».
وأضافت «سيأسر المعرض الزائرين بمجموعة من الصور فائقة الجمال، ويأخذهم في رحلة يبحرون عبرها في عالم من القصص والاكتشافات. وسيكون حافلاً بالمفاجآت للزوار، إذ سيمكنهم من استكشاف الأدلة الأولى للخرائط المرئية للعالم، وطرح التساؤلات حول افتتاننا بالصور الفوتوغرافية، واعتمادنا عليها في الوقت الحاضر».
كما يستضيف متحف اللوفر أبوظبي، على هامش المعرض، مجموعة من الأنشطة والفعاليات التعليمية والثقافية المتعلقة بالتصوير، منها ورش عمل وعروض لأربعة أفلام ومؤتمر حوار وعرض موسيقي بعنوان «في أرض صيادي الرؤوس».
محمد خليفة المبارك:
«المعرض دليل على ثراء المشهد الثقافي في أبوظبي التي تتميز بجمعها لثقافات العالم وفنونه».